الموضة الأوروبية للمحجبات ـ مزج بين الأناقة المعاصرة والزي الإسلامي
٢٢ مايو ٢٠٠٨يعتبر الحجاب في عدد من الدول الأوروبية ليس بالأمر الغريب، ففي عدد من المدن الألمانية أصبحت النساء المحجبات جزءا لا يتجزأ من المواطنين المقيمين فيها. وعلى الرغم من أن الحجاب قد أثار نقاشات حادة على الصعيدين السياسي والإعلامي في ألمانيا لأكثر من مرة، إلا أنه يعتبر في عالم الموضة مصدرا لابتكارات جديدة وكذلك لتحقيق أرباح لا بأس بها، حيث تحقق مثلا شركة تركية متخصصة في تصنيع ملابس خاصة بالمحجبات أرباح تقدر ب250 مليون يورو سنويا.
إضافة إلى أن بعض مصممي الأزياء الأوروبيين اكتشفوا في الفترة الأخيرة نقصا في السوق الأوروبية فيما يخص أزياء تتلاءم مع حاجة المسلمات، وبالتالي ابتكار موديلات جديدة تبرز أناقة المرأة المسلمة وتتوافق مع رغبتها في الاحتشام. و يمكن التوفيق بين الموضة الأوروبية والإسلام، بحسب الطالبة التونسية الأصل ريم. اللافت للنظر أناقتها وكيفية لفها للحجاب وكذلك حرصها على تناغم الألوان فيما بينها وتوافق قطع الثياب التي ترتديها. وتقول طالبة علوم المعلوماتية إن كونها ترتدي الحجاب لا يعني أنها ليست أنيقة، كما أنها تحب الألوان الفاتحة ولا تحب كثيرا ارتداء ألوان داكنة وملابس فضفاضة جدا على غرار العبايات.
موضات عصرية تلبي رغبات المرأة المسلمة
بيد أنه ليس دائما من السهل على المحجبات في ألمانيا إيجاد ملابس تتوافق مع خلفيتهن الدينية، بحسب الخياطة ومصممة الأزياء المحجبة نائلة عبد الغفار من مدينة كاسيل الألمانية، حيث إنها كانت قررت قبل خمس سنوات إنشاء سوق إليكترونية تعرض فيها ملابس خصيصا للنساء المحجبات صممتها وحاكتها بنفسها.
وتقول الخياطة الألمانية من أب مغربي إنها تحرص من خلال تصميماتها على إتباع مبدأين أساسين وهما: التوفيق بين الدين الإسلامي وبين الاتجاه العام السائد في أوروبا في الموديلات والأقمشة والألوان، وذلك من خلال ادخل تقنيات جديدة في التصميم.
كما تحاول نائلة عبد الغفار توظيف الموضة الأوروبية في تصميم ملابس أنيقة وفي نفس الوقت تليق بالمرأة المحجبة، حيث يمكن للمحجبة مثلا ارتداء تنورة قصيرة وتحتها سروال طويل، أو كذلك قميص شفاف ومن تحته قميص آخر يغطي الجسد، وبالتالي فبالإمكان التوفيق بين الموضة الأوروبية وبين الدين الإسلامي، بحسب ما تؤكد نائلة. وتضيف أن المحجبة امرأة كغيرها من النساء تحرص على جمالها وأناقتها ولكنها لا تسعى إلى لفت الأنظار إليها.
تصاميم العاملات المحجبات
من جهة أخرى يعتبر الحجاب في عدد من البلدان الأوروبية واقعا ملموسا، إذ تكفي الإشارة هنا إلى الشرطيات المسلمات في لندن اللواتي بإمكانهن الاختيار بين أربعة موديلات وألوان مختلفة للحجاب. كما تجدر الإشارة إلى الفرع البريطاني لمصنع الأثاث السويدي "إيكيا" الذي كان كُلف قبل بضع سنوات بتصميم حجاب خاص للموظفات المحجبات بإحدى الشركات، وهو عبارة عن منديل أزرق اللون وطويل يغطي الرأس والعنق والأذنين ويحمل شعار الشركة باللون الأصفر. وفي هولندا صممت مصممة الأزياء الهولندية سيندي فان دربريمن قبل تسعة سنوات حجابا خاصا بالتلميذات والطالبات المحجبات، اللواتي يمارسن الرياضة.
وفي برلين قامت مصممة الأزياء الألمانية كاترين فايلاند بتصميم وتقديم أزياء خاصة للنساء المحجبات. وتطلق فايلاند اسم "وولك أوف إسلام" (Walk of Islam) على عروض الأزياء التي بدأت في تقديمها منذ أربع سنوات. وتقول المصممة الشابة إنها أرادت ابتكار موضة خاصة بالمسلمات في أوروبا أطلقت عليها اسم "أوروإسلام" (أو الإسلام الأوروبي) تضم أزياء وموديلات تتناسب مع متطلبات الحياة في أوروبا ومع الخلفية الدينية للنساء المحجبات. وعلى الرغم من أنها لم تحقق أرباحا كبيرة من خلال عروضها، إلا أن ذلك لم يمنعها في التفكير في ابتكارات جديدة للمرأة المحجبة في أوروبا، تريد تقديمها في برلين في الصيف المقبل.