الموسيقى تقهر زمجرة الدبابات.....في رام الله
أحيت اوركسترا مؤلفة من عازفين عرب وإسرائيليين مساء أمس الأحد حفلا موسيقيا في قصر الثقافة في رام الله يهدف إلى القول للعالم إن التفاهم والحوار هما الطريق الامثل لحل النزاعات بدلا من الحروب واللجؤ إلى العنف. واستمتع الحضور من فلسطينيين وإسرائيليين وأجانب بألحان البيانو التي تناغمت مع التشيلو والكمان واستمعوا إلى مقطوعة (شرق غرب) والتي تعزف لأول مرة في الشرق الأوسط. كما عزف الاوكسترا مقطوعات شهيرة لكل من موتسارت وبيتهوفن. وقاد الحفل الملحن والموسيقار دانيال بارينبويم الذي يعتبر احد الموسيقيين الكلاسيكيين في العالم والمعروف بتصريحاته المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني.
تكريم ادوارد سعيد
ودعا بارينبويم إسرائيل إلى الاعتراف بالظلم التاريخي التي أوقعته بالشعب الفلسطيني اثر احتلالها لأراضيه وحرمانه من الاستقلال. كما ندد بالجدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل، مشبها إياه بحائط المبكى لكلا الشعبين. وقال إنه بالإضافة إلى المصاعب التي يسببها بناء الجدار للشعب الفلسطيني، فإنه يظهر أيضا عدم قدرة القائمين عليه على فهم الصراع ومغزاه. وكرر أن الجدار أمر زائف، عازيا ذلك إلى أنه يبنى على أرض فلسطينية والى أن أقامته جاء لاقتطاع المزيد من الأراضي الفلسطينية وأن الفلسطينيين الاسرائيلين سيعانون من تبعات بناءه على حد سوا. وتحدث بارينبويم عن اوركسترا الشباب الفلسطيني وهو المشروع الذي يكرس له جهده ويعتبر الأقرب إلى قلبه، كما كان الأقرب الى قلبه البروفسور الفلسطيني الراحل ادوارد سعيد والتي تأتي هذه الحفلة لتكريمه وإجلاله. فعندما تأسس ديوان شرق /غرب في عام 1999 كان سعيد مهتما بضرورة بتطوير المواهب الموسيقية في فلسطين. وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة بارينبويم / سعيد تقدم الدعم لروضة أطفال موسيقية تعد الأولى من نوعها في فلسطين كما أن المؤسسة تدعم تدريس الموسيقى في مدارس وكالة الغوث ومارس الفرندز في رام الله.
لا وجود للموسيقى العادية
وأثار بارينبويم المولود في الأرجنتين عام 1942 لأبوين يهوديين من أصل روسي سخط العديد من الإسرائيليين، فقد انتقد مرارا السياسة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، كما صرح في خطاب ألقاه في الكنيست أمام أعضاء الحكومة الاسرائيلية على هامش تسلمه لجائزة وولف عن استغرابه واستنكاره من قيام الشعب اليهودي الذي عانى على مر التاريخ من القهر والاضطهاد بمعاملة جيرانه بالمثل. ناهيك عن ذلك اتهمه البعض بمعاداة السامية بعد أن بادر وعزف مقطوعات للموسيقار الألماني ريتشارد فاجنر الذي يقول البعض إنه كان الموسيقار المفضل للزعيم النازي آدولف هتلر. ودافع بارينبويم عن حقه بالعزف لمن أراد، قائلا: إن كان هنالك أشخاص معادين للسامية فلا توجد موسيقى معادية لأحد.
تمويل من ملك أسبانيا
ويأتي هذا الحفل بالتنسيق مع وزارة الثقافة الفلسطينية، إذ جاء على لسان وزيرها يحيى يخلف أن استعادة الفلسطينيين لحقوقهم يشكل المقدمة لإرساء قواعد السلام والحوار في المنطقة. يذكر أن هذا الحفل نظم بتمويل من ملك أسبانيا خوان كارلوس والذي قدم لأعضاء الفرقة جوازات سفر دبلوماسية اسبانية مؤقتة ليتسنى لهم العبور إلى الأراضي الفلسطينية دون المرور بالحواجز الإسرائيلية التي تعرقل حركة المواصلات في الضفة الغربية والمدن الفلسطينية.
تقرير: علاء الدين جمعه