الملاك الأزرق مارلينا ديتريش
١٧ فبراير ٢٠٠٥بدأت شهرة مارلينا ديتريش مع فيلم الملاك الأزرق للمخرج يوزف فون شتيرنبرج عام 1930. وقد لعبت فيه دور مغنية مثيرة في ناد ليلي. وخلال أدائها خلبت ألباب المشاهدين بجمالها الساحر وصوتها المبحوح. فاصطحبها شتيرنبرج إلى أمريكا وهناك أُعجب مسؤولو استوديوهات هوليود بوجهها الملائكي وملامحها المختلفة عن ملامح نجمات السينما في ذلك الوقت، فانهالت عليها العروض وتألقت في بطولة العديد من الأفلام مثل "شنغهاي اكسبريس" و"فينوس الشقراء" و"جنة الله" و"فارس بدون درع" و"لمسة شيطان".
لم تكن مارلينا ديتريش جميلة فحسب، ولكنها كانت ذات وعي سياسي تحملت مسؤولياته. فقد قررت عدم الرجوع إلى ألمانيا عندما وصل النازيون إلى مقاعد الحكم، ورفضت طلبات وزير الدعاية النازي جوبلز المتكررة للعودة إلى وطنها الأم رغم اشتياقها لأمها وأختها اللتان خلفتهما وراءها في برلين. كما نشطت في مجال العمل المناهض للفاشية في الثلاثينيات، وساعدت العديد من منظمات اللاجئين. وفي عام 1939 حصلت على الجنسية الأمريكية وقامت بزيارة الجنود على الجبهات أثناء الحرب العالمية الثانية.
لم تعثر مارلينا مرة أخرى على مدينتها التي غادرتها، فعندما زارت برلين عام 1960 لتبحث عن أختها وجدت المدينة ممزقة بين شطريها الغربي والشرقي. وقد تعرضت آنذاك لمضايقات بعض المتطرفين الذين أطلقوا عليها لقب الخائنة، فغادرتها واستقرت في باريس وظلت بها حتى توفيت عام 1992، لكنها دفنت حسب وصيتها في مدينتها برلين.وقد احتفلت ألمانيا عام 2001 بمرور مائة عام على ميلادها، وأُطلق اسمها على الميدان الذي يطل عليه مهرجان برلين السينمائي الدولي.
وعندما سُألت عن سبب بعدها عن وطنها قالت مقتبسةً من الكاتب الفريد بولجر "الغربة لم تصبح وطناً، لكن الوطن أصبح غريباً".