المفوضية الأوروبية.. هيكليتها وطريقة توزيع المناصب فيها

قدمت أورزولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية رؤيتها السياسية في البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ. وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية أن توزيع المنصب بشكل متوازن بين التوجهات السياسية، والمناطق، والمصالح والجنس لم يكن بالأمر الهين.

وأضافت فون دير لاين: "أن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كانت ترغب في الحصول على حقيبة اقتصادية مهمة، لكن هذا العدد من الحقائب محدود للغاية".

وتشمل أسماء وحقائب المفوضين الجدد أندريوس كوبيلوس من ليتوانيا، والذي أصبح أول مفوض لشؤون الدفاع والفضاء. والكرواتية دوبرافكا سويكا مفوضة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، والدنماركي دان يورغنسن مفوض للإسكان.

ما هي المناصب الأخرى في المفوضية الجديدة؟

وفضلا عن الحقائب التقليدية مثل الميزانية والسياسة الخارجية وتوسيع الاتحاد الأوروبي، فإن التركيز انصب على مفوضين ومفوضات يتولون مهمة التنافسية والسوق الداخلي والسياسة الصناعية.

وسيتم ربط الأمر برمته بما يسمى "الصفقة الخضراء"، والتي تعني التحول نحو الحياد الإيجابي المناخي وإنتاج الطاقة المستدامة. وستكون لهذه الحقيبة مسؤولية خاصة، إذ سيقودها الهولندي فوبكه هويكسترا.

ومن الأمور المثيرة للجدل تعيين الإيطالي اليميني المتطرف رافاييل فيتو لشغل منصب نائب رئيسة المفوضية الأوروبية. وينتمي فيتو لحزب "إخوة إيطاليا" (فراتيلي ديتاليا)، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الإيطالية  جيورجيا ميلوني .

ويعد رفاييل فيتو أول سياسي يميني متطرف يشغل هذا المنصب المثير في مفوضية الاتحاد الأوروبي. ويُعتقد أن فون دير لاين وعدت الحكومة الإيطالية، التي تضم يمينيين متطرفين وديمقراطيين مسيحيين، بمنح إيطاليا حقيبة مهمة.

وينتمي رفاييل فيتو إلى تكتل "المحافظين والإصلاحيين" في البرلمان الأوربي. ويعد هذا التكتل اليميني متطرفا بشكل معتدل نسبيا وسط الطيف السياسي الأوروبي، بالمقارنة مع تكتل "وطنيون من أجل أوروبا".

مفوض السياسات الخارجية

وسيتولى مفوض الشراكات الدولية التشيكي جوزيف سيكيلا مهام المساعدات وصندوق الاستثمار "البوابة العالمية"، والذي تسعى من خلاله المفوضية إلى تحقيق نجاح في الجنوب العالمي.

أما النمساوي ماركوس برونر، وهو في الأساس سياسي مالي، فإنه سيكون مسؤولا عن ملف الهجرة، حيث سيعمل على تنفيذ إجراءات اللجوء الجديدة في الاتحاد الأوروبي، والحد من الهجرة غير النظامية.

وبخصوص مفاوضات انضمام  دول غرب البلقان، تركيا أوكرانيا ومولدوفا، فإن هذه المهمة ستقودها السلوفينية مارتا كوس. كما أنها ستكون مسؤولة عن جهود إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب العدوانية الروسية. وستتولى  كايا كالاس من إستونيا منصب الممثلة الأعلى للسياسات الخارجية .

كيف تتم عملية الاختيار؟

وتُرشح كل حكومات دول الاتحاد الأوروبي مرشحا أو مرشحة لها لمنصب في المفوضية الأوروبية. لكن وفقا لما هو منصوص عليه في المعاهدات الأوروبية، فإن المفوضين الأوروبيين المستقبليين لا يُعتبرون ممثلين لدولهم. ويُلزمون بموجب قسم رسمي بالسعي لتحقيق المصالح الأوروبية.

ويعمل المفوضون كفريق واحد، إذ تتمتع رئيسة المفوضية بصلاحيات كاملة فيما يخص توزيع الحقائب. ورغم ذلك، تسبق التعيينات الرسمية اتفاقات غير رسمية مع الحكومات. وكان ستة من المفوضين جزءا من المفوضية الأوروبية السابقة. ويتوقع أن يظهر 20 وجها جديدا في بروكسل، إذ أن العديد منهم وزراء أو رؤساء حكومات سابقين.

ما هو هيكل المفوضية الأوروبية الجديدة؟

وتتولى فون دير لاين منصب رئيسة المفوضية الأوروبية. وتشغل هذا المنصب منذ عام 2019. وستبقى في هذا المنصب لخمس سنوات أخرى قادمة، وذلك بناء على قرار قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، والذي وافق عليه البرلمان في يوليو/ تموز الماضي.

والهيكل الجديد للمفوضية، والتي تعمل كهيئة تنفيذية للاتحاد الأوروبي يضم ستة نواب لرئيسة المفوضية الأوروبية، مع الحرص على التوزيع المتوازن بين المناطق الأوروبية، والأحزاب السياسية الكبرى.

ومع ذلك، لم تحقق فون دير لاين المساواة بين الجنسين بشكل كامل، رغم الدعوات المتكررة لمزيد من التوازن والمساواة. أورسلت الدول الأعضاء 16 رجلا مقابل 11 امرأة إلى بروكسل.

بيد أن فون دير لاين قلبت المعادلة فيما يخص حالة نوابها، إذ تتولى أربع نساء ورجلان فقط مناصب قيادية.

ويتم تعيين المفوضين الأوروبيين كل خمس سنوات، فيما يبقى الجهاز الإداري للمفوضية والذي يضم حوالي 32 ألف موظف وموظفة غير متأثر بشكل كبير بتلك التغييرات السياسية.

ويعمل هؤلاء الأشخاص في 56 مديرية عامة وهيئة، حيث يتم توزيعها على المفوضين الجدد. ومن يحصل على أكبر عدد من المديريات وأهمها يُعتبر صاحب نفوذ واسع في بروكسل. وتُشبه هذه الهياكل الوزارات في حكومات الدول الأعضاء.

ما هي الخطوة التالية؟

ويتم فحص جميع المفوضين والمفوضات من طرف لجنة الشؤون القانونية في البرلمان الأوروبي. كما أنه يتم استجوابهم والاستماع إليهم لمدة ثلاث ساعات من قبل لجنة مختصة في البرلمان الأوروبي. ويُمكن للنواب رفض المرشحين أو المطالبة بتعديل توزيع الحقائب.

وفي التشكيلة السابقة للمفوضية تم استبدال ثلاثة مرشحين. وفي النهاية يصوت البرلمان بكامل أعضائه على المفوضية الأوروبية بأكملها. وفي حال  حصلت على موافقة المجلس الأوروبي، وهو هيئة تمثل  الدول الأعضاء، فمن المقرر أن تبدأ المفوضية الأوروبية التي ترأسها فون دير لاين ولايتها المُكونة من خمس سنوات في الأول من ديسمبر/ كانون الأول على أبعد تقدير.

أعده للعربية: ر.م