المفوضية الأوروبية تدعو إسرائيل إلى وضع نهاية "للعقاب الجماعي" لغزة
٢١ يناير ٢٠٠٨قالت مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي بنيتا فيريرو فالدنر في بيان اليوم الاثنين أن القرار الأخير بإغلاق جميع المعابر الحدودية في غزة بالإضافة إلى وقف إمدادات الوقود "سيفاقم الوضع الإنساني الذي ينذر بالفعل بوقوع كارثة في قطاع غزة ومخاطر من تصاعد الوضع الصعب بالفعل على الأرض"، مشيرة إلى أن قطع إمدادات الوقود يعرض إنتاج الكهرباء وإمداد المياة النقية للمخاطر.
وتابعت المسؤولة الأوروبية: "إنني ضد هذا العقاب الجماعي لشعب غزة، أحث السلطات الإسرائيلية على استنئاف إمدادات الوقود وفتح المعابر لتمرير الإمدادات الإنسانية والتجارية". وشددت فيريرو فالدنر في بيان لها على أن الاتحاد الأوروبي "يتفهم تماما حاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها"، حيث أدانت في الوقت نفسه موجة الهجمات الصاروخية على إسرائيل التي أدت إلى إغلاق الحدود.
غير أنها دعت أيضا إلى عودة الحوار بين الطرفين، مشيرة إلى أن "لن يمنع وقف إمدادات الوقود ولا الهجمات العسكرية الأخيرة الهجمات الصاروخية ولن يبعد الفلسطينيون عن العنف سوى اتفاق سياسي موثوق به هذا العام كما كان متوقعا في أنابوليس".
وكانت مناطق واسعة من قطاع غزة قد غرقت في الظلام أمس الأحد بعدما توقفت محطة الكهرباء الرئيسية عن العمل، بسبب إغلاق إسرائيل المعابر مع القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس ومنعت إمدادات الوقود. وقال ضرار ابو سيسي المدير العام لمحطة الكهرباء إن 800 ألف شخص على الأقل باتوا الآن في الظلام مشيرا إلى أن "الكارثة" ستؤثر على المستشفيات والعيادات الطبية وآبار المياه والمنازل المصانع وجميع جوانب الحياة.
إسرائيل: "كل شيء سيعود إلى طبيعته" إذا توقف إطلاق الصواريخ
وأحكمت إسرائيل يوم الجمعة الماضية حصارها بإغلاق كل المعابر الحدودية بينها وبين القطاع، قاطعة إمدادات الوقود وموقفة المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة إلا في حالات استثنائية. وجاء هذا الإجراء ردا على استمرار الهجمات الصاروخية الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية انطلاقاً من القطاع.
وقال أري ميكيل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن الحصار جاء ردا على الهجمات الصاروخية من غزة وإن "كل شيء سيعود إلى طبيعته" إذا أوقف الناشطون الفلسطينيون إطلاق الصواريخ عليها، مشيرا إلى أن إسرائيل قللت أيضا من إمدادات البنزين المستخدم في السيارات وكذلك وقود الديزل لكن ليس زيت الوقود وغاز الطهو.
وشكك متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية فيما إذا كان إغلاق محطة كهرباء غزة بالكامل أمرا ضروريا، مشيرا إلى أن حماس لها مصلحة سياسية في التهويل من تأثير الإجراءات الإسرائيلية.
" المدنيون في غزة يدفعون ثمنا باهضاً بسبب النزاع القائم"
وكانت الأمم المتحدة قد أدانت يوم الجمعة الماضية إغلاق المعابر مع غزة، محذرة إسرائيل من فرض "عقاب جماعي". ووجه مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جون جنج مساء أمس نداء عاجلا إلى العالم للتدخل لحل الأزمة الإنسانية وحماية السكان في قطاع غزة، داعيا إلى فتح معابر القطاع "بسرعة من دون تأخير". وأوضح المسؤول الدولي "أن السكان المدنيين يدفعون ثمنا باهظا بسبب النزاع القائم وأن غزة تعاني نقصا في كل شيء"، مؤكدا أن الإمدادات تقلصت بنسبة 70 % عن ما كانت متوفرة قبل حزيران/يونيو الماضي.
من جانبه انتقد المتحدث باسم (الاونروا) كريستوف جونيس إغلاق الحدود مع قطاع غزة بشدة، معتبرا "أن حرمان الناس من أمور أساسية للحياة مثل المياه هو انتهاك لكرامة الإنسان". وتابع قائلا "من الصعب تفهم المنطق الذي يقضي بتعذيب مئات الآلاف من الأشخاص من دون سبب".