المستشار النمساوي يزور موسكو وكييف تستعد لهجوم روسي ضخم شرقا
١١ أبريل ٢٠٢٢يزور المستشار النمساوي كارل نيهامر الاثنين (11 إبريل/ نيسان 2022) موسكو ليكون بذلك أول زعيم دولة غربية يقدم على هذه الخطوة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في وقت تستعد فيه كييف لهجوم روسي واسع النطاق في شرق البلاد.
ومن المقرر أن يلتقي نيهامر بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدما زار أوكرانيا السبت. وقال كارل نيهامر إنه ينوي "بذل كل ما في وسعه لتحقيق تقدم نحو السلام" حتى لو كانت الفرص ضئيلة.
وأوضح أن هذه الزيارة لموسكو "مهمة دونها مخاطر" لكنها تشكل كذلك "فرصة حوار"، كما ينوي التطرق في الكرملين إلى "جرائم الحرب" في بوتشا التي زارها السبت.
وكتب نيهامر على تويتر عن النمسا "نحن دولة محايدة عسكريا ولكن موقفنا واضح من الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا.. يجب أن تتوقف! الأمر يحتاج إلى فتح ممرات إنسانية ووقف إطلاق النار وإجراء تحقيق شامل في جرائم الحرب".
معارك عنيفة متوقعة شرقاً
ميدانياً، وبعد أن عدلت خططها وسحبت قواتها من منطقة كييف وشمال أوكرانيا، جعلت روسيا من السيطرة الكاملة على منطقة دونباس شرقاً والتي يسيطر انفصاليون موالون لها على جزء منها منذ العام 2014، أولويتها.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي في بيان مساء الأحد "لن يقل الأسبوع المقبل أهمية عن الأسبوع الحالي أو الأسابيع السابقة. ستنتقل القوات الروسية إلى عمليات أكبر في شرق بلادنا".
وتوقع رئيس بلدية لوغانسك في منطقة دونباس سيرغيي غايداي عبر فيسبوك أن "تستمر المعركة للسيطرة على دونباس أياماً عدة وخلال تلك الأيام قد تتعرض مدننا لدمار كامل"، وتابع: "قد يتكرر سيناريو ماريوبول في منطقة لوغانسك" في إشارة إلى المدينة الساحلية الكبيرة في جنوب شرق أوكرانيا التي تحاصرها القوات الروسية منذ نهاية شباط/فبراير وقد تعرضت لدمار واسع.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية من جهتها الأوكرانيين والغربيين بارتكاب استفزازات "مريعة ولا رحمة فيها" وعمليات قتل مدنيين في لوغانسك.
ويرى محللون أن فلاديمير بوتين الذي اصطدم قراره باجتياح أوكرانيا بمقاومة الأوكرانيين الشرسة، يريد أن يحقق انتصاراً في دونباس قبل العرض العسكري على الساحة الحمراء بمناسبة ذكرى انتصار السوفييت على ألمانيا النازية.
وبانتظار الهجوم الروسي، انشغل جنود أوكرانيون وعناصر من مجموعات الدفاع عن الأراضي الأحد في تحصين مواقعهم وحفر خنادق جديدة في منطقة بارفينكوف الريفية في شرق البلاد. وقد زرعت الألغام على جنبات الطرق ونصبت عوائق مضادة للدروع عند كل مفترقات الطرق الرئيسية.
استهداف المدنيين مستمر
وفي حين يسعى السكان إلى الفرار من مناطق شرق أوكرانيا هربا من المعركة المتوقعة، تواصلت الضربات الجوية وعمليات القصف وأوقعت الأحد ما لا يقل عن قتيلين في خاركيف في شرق البلاد وفي ضاحيتها على ما أفاد حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف الذي أكد أن "الجيش الروسي يستمر بشن حرب على المدنيين في غياب الانتصارات على الجبهة".
وفي المناطق المحيطة بكييف حيث كان للجيش الروسي وجود على مدى أسابيع عدة، تتواصل عمليات البحث عن جثث. وأوضحت المدعية العامة إيرينا فينيديكتوفا لمحطة "سكاي نيوز" التلفزيونية البريطانية "لدينا الآن، حتى هذا الصباح فقط، 1222 جثة في منطقة كييف وحدها".
ولم تحدد ما إذا كانت الجثث التي عثر عليها تعود حصراً لمدنيين، لكنها أشارت إلى أن 5600 تحقيق فتح بتهم ارتكاب جرائم حرب مفترضة منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير.
وتنفي موسكو اتهامات أوكرانيا ودول غربية بارتكاب جرائم حرب. ونفت مراراً استهداف المدنيين خلال ما تصفها بأنها "عملية خاصة" لنزع سلاح جارتها الجنوبية وتطهيرها من "النازيين". وتصف أوكرانيا والدول الغربية هذه الأقاويل بأنها ذريعة لا أساس لها لشن الحرب.
في مدينة بوتشا الواقعة شمال غرب كييف، وحدها والتي باتت رمزا لفظائع الحرب الحاصلة في أوكرانيا، دفن نحو 300 شخص في مقابر جماعية على ما جاء في حصيلة اصدرتها السلطات الأوكرانية في الثاني من نيسان/أبريل.
في بوزوفا القريبة من كييف أيضا عثر على جثتين باللباس المدني في فتحة مجاري على ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. وقد انهارت امرأة بعدما ألقت نظرة من هذه الفتحة، اثر تعرفها على جثة ابنها من خلال الحذاء.
من جانبه، واصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حملته الدؤوبة لحشد الدعم الدولي وشحذ همة مواطنيه قائلا إن الأيام القليلة المقبلة ستكون مهمة وصعبة.
وقال زيلينسكي في كلمة مصورة بثت في وقت متأخر من الليل "ستكون روسيا أكثر خوفا. ستكون خائفة من الخسارة. ستخشى أن يتحتم عليها الاعتراف بالحقيقة"، وتابع "ستنتقل القوات الروسية إلى عمليات أكبر في شرق دولتنا. قد يستخدمون المزيد من الصواريخ ضدنا وحتى المزيد من القنابل التي يتم إسقاطها جوا. لكننا نستعد لما سيقومون به. سنرد".
ع.ح./ع.ش. (أ ف ب، رويترز)