"المجتمع الدولى يحتاج لموقف الجامعة العربية إزاء النظام السوري"
١٧ نوفمبر ٢٠١١يتفق الكثير من المحللين والمتابعين للشأن السوري أن نظام بشار الأسد قد وصل لنقطة اللاعودة، لكن السؤال الآن هو حول الكيفية التي سيتم التعامل بها مع دمشق اقليميا وأوروبيا ودوليا.
الجامعة العربية تطعن في شرعية وأساس نظام البعث
يرى الدكتور محمد عبد السلام، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن موقف المجتمع الدولي أصبح مرتبطاً بموقف جامعة الدول العربية، التى أصبحت للمرة الأولى تمارس دوراً فعالاً في الأزمات الداخلية في البلدان العربية. فالجامعة الآن، تقوم بخطوات فعالة في اتجاه نزع الشرعية عن النظام السوري، وهى خطوة ليست هينة، كما يوضح عبد السلام في حوار مع دويتشه فيله. ويضيف، أن الخطوات التى تتخذها جامعة الدول العربية من تجميد عضوية وغير ذلك من الشغوط، كلها خطوات "تطعن في شرعية وأساس نظام البعث في سوريا".
كما أن تحرك المجتمع الدولي أصبح ـ حسب الخبير المصري ـ مرتبطاً بموقف جامعة الدول العربية؛ "ومثلما رأينا في الحالة الليبية فالاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي يحتاجان قبل اتخاذ خطوات تصعيديه إلى موقف جامعة الدول العربية حتي لا يتم تكرار خطأ العراق".
موقف الاتحادي الأوروبي "إيجابي" ولكن..
ويصف عبد السلام موقف الاتحاد الأوروبي من الأزمة السورية حتي الآن بالايجابي، مشيراً إلى تشديد العقوبات على أعضاء النظام السوري وتصعيد الضغوط السياسية والحملات الإعلامية على النظام السوري. لكن الوضع الداخلي لدول الإتحاد الأوروبي، قد يعيق أى تحرك خارجي. فالاتحاد الأوروبي "يواجه الكثير من الأزمات الداخلية تبدأ من أزمة الديوان والأزمة الاقتصادية في عدد من دوله، أضف إلي ذلك فإنه في الحالة الليبية، كانت إيطاليا وفرنسا تقودان القرار الأوروبي والعمليات العسكرية ضد نظام القذافي، أما الآن فإيطاليا تمر بتغيرات سياسية عاصفة، والإدارة الحالية في فرنسا تواجه تراجعاً في شعبيتها وأزمة سياسية داخلية، بالتالى فالمشكلة أنه لا توجد قيادة في الاتحاد الأوروبي يمكنها أن تتخذ قرار قوى ضد النظام السوري".
المعارضة السورية متباينة
أما عن خطوات التصعيدية التى يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي ضد سوريا فيعتقد محمد عبد السلام أن جميع الخيارات مفتوحة "بداية من تشديد العقوبات، وحتى التدخل العسكري، الذي لا يشترط أن يكون، كما الحالة الليبية، بل يمكن أن يأخذ أشكالاً مختلفة، كما في حالة العراق مثلا؛ أي أن يكون على شكل فرض حظر جوى على خطوط ومناطق محددة، ويمكن أن يكون فرض حظر جوى على مدن وأماكن محددة كحماة".
لكن الخبير المصري يرى أن المشكلة الحقيقة ليست في التدخل العسكري أو الخطوات القادمة، وإنما في البحث عن بديل سياسي لنظام بشار الأسد. فالمعارضة السورية ـ في نظر عبدالسلام ـ تتكون من اتجاهات متباينة، من ناحية أخرى هناك ميل لدى بعض الأطراف في جامعة الدول العربية إلي إيجاد مخرج للرئيس السوري؛ "أى التضحية برأس النظام في مقابل بقاء النظام القديم مع تغييرات طفيفة".
ضرورة توسيع قاعدة المعارضة
أما الدكتور عبد الرزاق عيد، رئيس "المجلس الوطنى لإعلان دمشق" فيري أن موقف الاتحاد الأوروبي يتحرك على مستوييين؛ الأول من خلال الضغط على النظام السوري، والمستوى الثانى من خلال دعم المعارضة السورية.لكنه ـ الاتحاد الأوروبي ـ يمارس يضغط على المعارضة السورية وذلك من أجل توسيع جبهتها والضغط علي بعض الأطراف داخلها من أجل القبول بالتيارات والتوجهات السياسية الآخري.
وعن تأخر إعتراف الدول الأوروبية بالمجلس الوطنى السوري حتي الآن فيقول عيد عبدالرزاق، أن طبيعة المعارضة السورية تختلف عن المعارضة الليبية، حيث كانت الأخيرة "مسلحة منذ اللحظة الأولي، وكان لها وجود داخل الأراضي الليبية، أما المعارضة السورية فمعظم أفرادها وقياداتها في الخارج. بالتالى فيجب أولا توسيع قاعدة المعارضة السورية لتشمل جميع أطياف المعارضة"، حسب رأي المعارض السوري عيد عبدالرزاق.
أحمد ناجي
مراجعة: عبده جميل المخلافي