المانيا والامارات، نموذج للشراكة الاستراتيجية
ترتبط ألمانيا بعلاقات دبلوماسية كاملة مع دولة الامارات العربية المتحدة منذ عام 1972، كما يرتبط البلدان منذ ذلك التاريخ بعلاقات اقتصادية متينة قائمة على الشراكة المميزة والتعاون المبني على تحقيق مصالح البلدين. وفي ابريل/نيسان 2004 قام المستشار الالماني غيرهارد شرودر ورئيس مجلس الوزراء في دولة الامارات بالتوقيع على اتفاقية شراكة استراتيجية بين البلدين. وتتسم علاقات البلدين بشكل عام بدرجة عالية من الودية والتقدير المتبادل لما يتمتعا به من سمعة اقتصادية طيبة بين جميع بلدان العالم. ويتصدر جانب التعاون الاقتصادي اهتمام القطاعين العام والخاص بين الدولتين الغنيتين. فالأمارات العربية هي أهم شريك اقتصادي لألمانيا في المنطقة العربية برمتها، وتتسم العلاقات التجارية بين البلدين بالتنوع في شتى المجالات. وتعتمد الصناعة الإماراتية بشكل أساسي على التقنيات والآلات الألمانية، خصوصا المعدات الثقيلة والسيارات والروافع. ورغم أن أسم الإمارات يرتبط دائما بالاقتصاد النفطي، لكن الإحصائيات الاقتصادية تؤكد أن ألمانيا لا تعتمد على الصادرات النفطية الإماراتية، حيث يتم التعاون بين البلدين من خلال مشروعات استثمارية تتعلق بالصناعة والتجارة والسياحة، وكذلك في مجالات البيئة والطاقة وتحلية المياه البحرية، ويؤدي هذا التنوع والكم الكبير للمشروعات المشتركة بين البلدين إلى تميز وشراكة اقتصادية استراتيجية.
400 شركة ألمانية تعمل في الإمارات
وصل حجم الصادرات الألمانية إلى الإمارات في عام 2003 إلى 3.23 مليار يورو. وقد شكلت السيارات الالمانية أعلى نسبة لهذه الصادرات بمقدار 27% في حين جاءت الصناعات الاليكترونية في المرتبة الثانية بنسبة 25% ثم الآلات بنسبة 20%. ووصل حجم الصادرات الإماراتية إلى ألمانيا في نفس العام إلى 240 مليون يورو، شكلت المنسوجات والملابس القسم الاكبر منها. ويقدرعدد المنشات والشركات الألمانية المستثمرة في الإمارات بـ 400 شركة، منها 100 شركة في أبو ظبي وحوالي 300 شركة في دبي. وقد دعا هذا الحضور الكبير للشركات الألمانية ورجال الأعمال القائمين على إدارة المشروعات إلى تأسيس مجالس استشارية في دبي وأبو ظبي لتنظيم العلاقات الاقتصادية بين أطراف العمل المختلفة.
اتفاقات تجارية بين البلدين
أبرمت ألمانيا والإمارات العديد من الاتفاقات الاقتصادية لتنسيق وحماية العمل الاستثماري بين البلدين. ومن هذه الاتفاقيات نذكر اتفاقية حركة الملاحة الجوية ومنع الازدواج الضريبي واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار. وهناك العديد من الجهات الالمانية التي تقوم على رعاية وتشجيع التجارة الخارجية مع الامارات منها مكاتب التمثيل الخارجية لغرفة التجارة والصناعة الالمانية في أبو ظبي ودبي، وممثل للوكالة الاتحادية للتجارة الخارجية، بالإضافة الى الملحق التجاري للسفارة الألمانية.