المانشافت ينهي حلم الديوك ويستعد لمنازلة راقصي السامبا
٥ يوليو ٢٠١٤افتتح المانشافت ربع نهائي مونديال البرازيل بلقاء نظيره الفرنسي والفوز عليه بهدف يتيم. ويدين المنتخب الألماني بالفضل إلى مدافعه ماتس هوملز نجم فريق بوروسيا دورتموند الألماني الذي أحرز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 13 بضربة رأس متقنة.
جاءت المباراة وعلى عكس المتوقع، مملة وبطيئة وخالية من اللمحات الفنية الجميلة، حيث انحصر الأداء في منتصف الملعب، وظهر لاعبو الفريقين، خاصة المنتخب الفرنسي بعيدا تماما عن المستوى الراقي الذي قدمه خلال مشواره في الدور الأول وثمن النهائي، حيث لم يخسر أيا من مبارياته إذ فاز في ثلاث مباريات وتعادل في واحدة.
بهذا الفوز، يواصل المنتخب الألماني تفوقه على نظيره الفرنسي في مواجهاتهما المباشرة في كأس العالم، ويثقل كاهل الديوك بالخسارة، حيث حقق منتخب المانشافت اليوم الجمعة (04 تموز / يوليو) فوزه الثالث على فرنسا، مقابل الخسارة في مباراة واحدة. وكان الفريقان قد التقيا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في مونديال 1958 بالسويد وانتهى اللقاء لمصلحة فرنسا 6/ 3، قبل أن يلتقيا مجددا في الدور قبل النهائي لمونديالي 1982 باسبانيا و1986 بالمكسيك وانتهى اللقاءان لمصلحة الألمان.
أما بالنسبة لمجريات المباراة، فإنها بدأت بنشاط هجومي مبكر من جانب ألمانيا، وسط تراجع من المنتخب الفرنسي إلى الدفاع، وشهدت الدقيقة الرابعة التسديدة الأولى من باستيان شفاينشتايغر على حدود منطقة الجزاء، ولكن تصويبته اصطدمت بيوهان كاباي، قبل أن تبتعد الكرة عن المنطقة الخطرة. وجاء الرد الفرنسي سريعا في الدقيقة السابعة بعدما تلقى كريم بنزيمة تمريرة عرضية من ماتيو فالبوينا، قابلها المهاجم الفرنسي بتسديدة مباشرة ولكنها ابتعدت عن القائم الأيمن بقليل. ارتفعت معنويات فرنسا عقب فرصة بنزيمة، وبدأ لاعبوه في السيطرة على زمام المبادرة. لكن على عكس سير اللعب أحرز المنتخب الألماني الهدف الأول في الدقيقة 13 عن طريق ماتس هوملز، بتسديدة رأسه قوية متقنة.
محاولات يائسة لتعديل النتيجة
الهدف الألماني المبكر وغير المنتظر جعل المنتخب الفرنسي يشعر بالإحباط، وهدأ إيقاع الفريق كثيرا، وأصبحت تمريرات لاعبيه غير منضبطة، لينحصر اللعب في وسط الملعب في ظل سيطرة نسبية من جانب ألمانيا. بعد صدمة الهدف استعاد المنتخب الفرنسي توازنه مجددا، وكاد يحرز هدف التعادل في الدقيقة 34. كرر الفرنسيون محاولاتهم لتعديل النتيجة والألمان حاولوا تعزيز تقدمهم، لكن دون أن يتمكن الفريقان من تغيير النتنيجة وانتهى الشوط الأول بتقدم ألمانيا 1-0.
بدأ الشوط الثاني بنشاط ملحوظ من جانب المنتخب الفرنسي ولكن دون خطورة على المرمى، في الوقت الذي حاول فيه المنتخب الألماني استعادة السيطرة مرة أخرى، وشهدت الدقيقة 56 تسديدة من توني كروس ولكنها خرجت ضعيفة، وبعيدة عن القائم الأيمن. وشهدت الدقيقة 60 هجمة مرتدة لفرنسا، بقيادة بليس ماتويدي، ولكن حولها الدفاع الألماني إلى ركلة ركنية. وعلى عكس المتوقع، هدأ إيقاع المباراة تماما وانحصر اللعب في منتصف الملعب وسط تحضير بطيء من كلا الفريقين.
نجم ريال مدريد ومهاجم المنتخب الفرنسي كريم بنزيمة لم يستسلم وكاد أن يدرك التعادل لفرنسا في الدقيقة 77 وأهدر المنتخب الفرنسي فرصة أخرى للتعادل في الدقيقة 80. وكاد بنزيمة أن يدرك التعادل مرة أخرى في الوقت المحتسب بدل الضائع بعدما تلقى تمريرة داخل منطقة الجزاء ليسددها بيسراه ولكن نيوير أبعدها بقبضة يده ليحافظ على شباكه نظيفة دون اهتزاز، وانتهت المباراة بفوز المانشافت وتأهله إلى دور نصف النهائي وينهي مشوار ديوك فرنسا في مونديال البرازيل والحلم الجميل بالكأس الذهبية لبطولة العالم.
منازلة راقصي السامبا
وعقب المباراة أوضح يواخيم لوف، مدرب ألمانيا في المؤتمر الصحفي بعد المباراة "قدم الفريقان عرضا جيدا خاصة في الناحية الدفاعية.. كان بإمكاننا تسجيل هدف ثان في الشوط الثاني من المباراة ولكن الحظ عاندنا". وأضاف "أدينا مباراة خططية رائعة أمام المنتخب الفرنسي الذي يمتلك مدافعين رائعين.. كان علينا التحرك بشكل جيد في الجانبين نظرا لقوة خط الوسط الفرنسي". وأعرب الحارس الألماني مانويل نيور عن سعادته بالفوز وأداء فريقه قائلا "ما قدمناه في المباراة يؤكد أننا نستحق مكانا في الدور قبل النهائي، لقد لعبنا كرة قدم جيدة، وكنا ندرك مدى صعوبة المباراة، وها نحن وصلنا بالفعل إلى الدور المقبل".
أما ديدييه ديشان مدرب فرنسا فتحسر على ضياع الفوز من فريقه في هذه المباراة، وقال "أتيحت لنا فرصنا. لكن المنافس يملك خبرة أكبر منا. سيطر علينا وحافظ على تقدمه بهذا الهدف." وأضاف "هذا سوء حظ. لكن فريقنا ليس معتادا على مثل هذه المواجهات الكبرى. الفارق لم يكن كبيرا اليوم بيننا وبين المانيا لكنها تأهلت."
ويلتقي المنتخب الألماني، الذي صعد للدور قبل النهائي للمرة الثالثة عشرة في تاريخه والرابعة على التوالي، يوم الثلاثاء القادم (08 تموز / يوليو) مع المنتخب البرازيلي الذي تأهل لنصف نهائي البطولة على حساب الفريق الكولومبي بعد الفوز عليه 2-1. ويجب على المانيا تحت قيادة المدرب يواخيم لوف أن تلعب بشكل أفضل كثيرا إذا أرادت الوصول الى أول مباراة نهائية منذ 2002. فمهمة المانشافت أمام راقصي السامبا وسحرهم لن تكون سهلة والمباراة لن تكون نزهة، وإنما منازلة ومعركة حامية الوطيس، لكنها ممتعة.
ع.ج (د ب آ، رويترز، آ ف ب)