القادة الغربيون يدعمون إسرائيل ويدعونها لحماية المدنيين
٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣أكد زعماء الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا أمس الأحد (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2023)، دعمهم لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، لكنهم حثوها أيضا على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين.
وفي بيان مشترك صدر بعد اجتماع عن بعد بشأن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، رحب رؤساء ما أسميت بمجموعة خمسة +1 بإطلاق حركة حماس سراح رهينتين ودعوا إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين الآخرين، كما تعهدوا بمواصلة التنسيق الدبلوماسي الوثيق، بما في ذلك مع الشركاء الرئيسيين في المنطقة من أجل "منع اتساع رقعة الصراع، والحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط، والعمل على التوصل إلى حلٍّ سياسي وتحقيق سلام دائم".
وجاءت هذه الدعوات وسط تنامي المخاوف من تحول الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صراع أوسع في الشرق الأوسط في ظل قيام إسرائيل بقصف غزة وزيادة حدة الاشتباكات على حدودها مع لبنان.
وكان بايدن قد دعا لعقد هذا الاجتماع الذي ضمّ الولايات المتحدة وخمس دول غربية أخرى بعد أن تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وبهذا الصدد، قال البيت الأبيض إن بايدن ونتنياهو ناقشا وصول قوافل المساعدات الأولى إلى غزة و"أكدا أنه سيكون هناك الآن تدفق مستمر لهذه المساعدات الحيوية".
تواصل القصف على القطاع
في المقابل، بلغت الهجمات المتواصلة للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة يومها الـ17 والتي تقول إسرائيل إنها تسعى من خلالها إلى تدمير البنية التحتية لحركة حماس، وذلك بعد هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي قتلت فيه نحو 1400 مدنيا إسرائيليا وأسرت نحو 200 من بينهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية.
وفي اليوم 17 من القصف، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة وهي تابعة لحماس، أشرف القدرة، بمقتل أكثر من 266 من بينهم 117 طفلا في سلسلة غارات الليلة الماضية وفجر اليوم الاثنين على أحياء سكنية في مناطق متفرقة من القطاع.
وتقول الوزارة إنّ مسعفين انتشلوا جثث سبعة قتلى على الأقل بينهم رضيع في قصف منزل لعائلة رشوان في جنوب خان يونس، و4 جثث في استهداف منزل في الحي السعودي على أطراف غرب رفح.
وتحدثت مصادر محلية عن تكثيف الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها على مناطق مدينة غزة وشمال القطاع واستهداف أحياء سكنية بضربات متتالية لاسيما حي الشيخ رضوان والنصر.
وإلى غاية نشر هذا التقرير أحصت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل 4651 شخصا معظمهم مدنيون وبينهم 1873 طفلا.
تحذيرات من "نكبة" إنسانية
وجدد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تحذيره من بوادر "نكبة" إنسانية جراء الإغلاق الشامل المفروض على القطاع واقتصار إدخال المساعدات على 34 شاحنة حتى الآن.
وقال المكتب الإعلامي في بيان إن قوافل المساعدات التي وصلت قطاع غزة حتى اللحظة أقل بكثير من حاجة قطاع غزة الذي كان يدخله أكثر من 500 شاحنة محمّلة بمختلف الاحتياجات يوميا. وأضاف أن "المطلوب فتح معبر رفح بشكل دائم وتدشين الممر الآمن لإدخال الاحتياجات الحياتية، بات ضرورة ملحة وعاجلة جدا لإنقاذ الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وسرعة الاستجابة للأولويات التي حددتها الجهات الخدماتية في القطاع وفي مقدمتها الوقود".
ودخلت مساء الأحد قافلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة مكونة من 14 شاحنة تحمل مستلزمات طبية وأدوية عاجلة ومياه ومواد غذائية لكن من دون امدادات الوقود للقطاع.
وفرضت إسرائيل منذ بدء هجومها واسع النطاق على غزة، ردّاَ على هجوم حركة حماس عليها، إغلاقا شاملا على القطاع وقامت بقطع كافة إمدادات الكهرباء والوقود والمواد الغذائية عن السكان، كما استهدفت معبر رفح عدة مرات بغرض منع دخول أي إمدادات إنسانية.
ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
مقتل جندي إسرائيلي
إلى ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين خلال توغل لوحدة تابعة له في القطاع. وأوضح أن دبابة وعربة عائدتين له، أصيبتا بصاروخ مضاد للدروع لدى توغلهما في جنوب القطاع. وأشار الجيش إلى أن ذلك "وقع خلال إغارة محلية نفذت في وقت سابق (الأحد) في قطاع غزة في منطقة كيبوتس كيسوفيم" مقابل مدينة خان يونس. وأشار إلى مقتل جندي وإصابة ثلاثة، أحدهم جراحه متوسطة والآخران طفيفة.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، حدوث اشتباك "مع القوة المتسللة". ونفّذ الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب توغلات برية محدودة في أراضي غزة، لكنها المرة الأولى التي يُعلن فيها مقتل جندي داخل حدود القطاع. وأوضح الجيش أن عملية التوغل الأحد أتت في سياق "تفكيك البنية التحتية للإرهاب، ولتنظيف المنطقة من الإرهابيين والأسلحة، وتحديد أماكن الأشخاص المفقودين والجثث". ووفق الأرقام التي أعلنها الجيش، قُتِل أكثر من 300 جندي إسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
إحباط هجوم صاروخي لحزب الله
وفي تطور ذي صلة، قال الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين إنه أحبط هجوما صاروخيا كان حزب الله اللبناني يخطط للقيام به الليلة الماضية. وقال الجيش الإسرائيلي على منصة إكس إنه ضرب "البنية التحتية الإرهابية لحزب الله في لبنان، بما في ذلك مجمع عسكري ونقطة مراقبة. وتم ضرب 4 خلايا إرهابية لحزب الله على الحدود مع لبنان". وقال الجيش إن الخلايا كانت تعتزم إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على بلدة شلومي الإسرائيلية.
وفي ضوء تصعيد الهجمات من جانب حزب الله، تريد إسرائيل إخلاء المزيد من البلدات في شمال البلاد. وقال وزير الدفاع يوآف جالانت مطلع الأسبوع إنه وافق على إخلاء 14 بلدة أخرى قريبة منالحدود اللبنانية، بعد نحو أسبوع من إقامة منطقة عسكرية مغلقة بمساحة 4 كيلومترات بالمنطقة الحدودية مع لبنان. وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حزب الله من فتح جبهة ثانية في الصراع مع حماس بأنه سيكون "خطأ حياتهم".
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني ، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
و.ب/ح.ز/م.س. (أ ف ب، رويترز، د ب أ)