الفيفا يطلب من مصر "ضمانات مكتوبة" لحماية منتخب الجزائر
١٤ نوفمبر ٢٠٠٩طالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من السلطات المصرية تقديم "ضمانات مكتوبة" تضمن سلامة بعثة منتخب الجزائر. ويأتي هذا التطور بعدما ذكرت وسائل إعلام جزائرية أن الحافلة، التي كانت تقل الفريق أمس الخميس من مطار القاهرة بعد وصوله الى العاصمة المصرية على متن طائرة خاصة إلى الفندق تعرضت للرشق بالحجارة من مشجعين وأظهرت لقطات تلفزيونية إصابة عدد من لاعبي الجزائر بجروح طفيفة.
وقال الفيفا في بيان بموقعه على الانترنت "طلبت اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم من الاتحاد المصري لكرة القدم وأعلى السلطات المعنية في البلاد تقديم ضمانات مكتوبة تؤكد تطبيق إجراءات أمنية إضافية في أي وقت للبعثة الجزائرية." وكان الفيفا أرسل خطابا إلى مسئولي كرة القدم في مصر والجزائر الأسبوع الماضي حذر فيه من وقوع اضطرابات وأبدى رغبته في انتهاء التصفيات مثلما بدأت "في ظل اللعب النظيف والتعاون اللازم بين كل الأطراف."
لقاء حاسم وسط أجواء مشحونة
وشكل مجرد وصول المنتخب الجزائري إلى القاهرة إعلانا عن بدء "المعركة الكروية" بين المنتخبين المصري والجزائري، رغم محاولات التهدئة من قبل مسئولي البلدين. ولم تعد المواجهة قاصرة على الجانب الكروي، أو الخطط الفنية والمنافسة الرياضية، بل تجاوزتها بمراحل وأصبحت معركة بكل ما تعنيه الكلمة رغم رفض الكثيرين للفظ "معركة". لكن حادثة يوم أمس تشير إلى أن مباراة الغد قد "لا تمر مرور الكرام"، وربما تسفر عن مزيد من الرواسب بين جماهير كرة القدم في البلدين.
الفريق الجزائري يشكو من "الإرهاب الجماهيري"
وتضاربت الأنباء وردود الفعل حول الواقعة، التي يؤكد الفريق الجزائري أنها نوع من "الإرهاب الجماهيري" لفريقه وأنها أدت إلى إصابة ثلاثة من لاعبي الفريق، وألمح بعض أعضاء الفريق إلى ضرورة تأجيل المباراة.
ومن ناحيته أكد ممثل الاتحاد الدولي لكرة القدم في العاصمة المصرية القاهرة يوم أمس الجمعة لوكالة فرانس برس وجود "ثلاثة لاعبين" جرحى في منتخب الجزائر. وقال فالتر غاغ: "أتضح لنا أن ثلاثة لاعبين جرحوا: خالد لموشيه في رأسه، رفيق حليش في حاجب عينه ورفيق الصيفي في ذراعه"، مؤكدا ما ذكره وزير الشباب والرياضة الجزائري هاشمي ديار أمس الخميس. كما أضاف غاغ، الذي كلف من قبل الاتحاد الدولي بصياغة تقرير رسمي عن الحادثة: "تعرض مدرب حراس المرمى لرضة". وأكد في السياق نفسه أن حافلة المنتخب الجزائري كانت "بحالة يرثى لها، بعدما كسرت ألواح الزجاج فيها، وظهرت على الأرض بقايا الزجاج وبقع الدم". وتابع غاغ: "لا يمكن الحديث عن مصابين سطحيين. بعد الغرزات يجب معرفة ما إذا كانوا قادرين على اللعب برأسهم. يجب أن يقدم أيضا طبيب المنتخب تقريره".
إدانة مصرية وتشكيك في وقوع الحادثة
وفي المقابل لم يتردد مسئولو الاتحاد المصري لكرة القدم، سواء من الذين تواجدوا في المطار لاستقبال البعثة الجزائرية، أو ممن لم يحضروا الاستقبال، في التوجه إلى فندق إقامة الفريق الجزائري لتهدئة الأوضاع ومعرفة الحقيقة. وفي نفس الوقت، أكد مسئول بالاتحاد رفض ذكر اسمه في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أنه شاهد بالفعل زجاج نافذة الحافلة مهشما كما شاهد إصابات اللاعبين وتعرف من الفريق على أن هذه الإصابات كانت نتيجة للرشق بالحجارة من خارج الحافلة.
ومن جانبه سارع المهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر، مساء أمس الخميس إلى شجب أي محاولة "لإلحاق الضرر ببعثة المنتخب الجزائري الشقيق"، مشيرا في تصريح لوكالة الشرق الأوسط إلى "أن الحقيقة ليست ما نقلته وكالات الإنباء"،وأضاف:"لا اعتقد أن يقوم أي مشجع مصري حريص على تأهل منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم، بارتكاب مثل هذا الفعل، وبالتالي هناك لغط كبير في هذا الأمر ويجب أن تأكد منه".
اتهامات للجزائريين بـ " تلفيق الحادثة"
ومن جانبه أكد سائق الحافلة،التي كانت تقل الفريق الجزائري لبعض وسائل الإعلام ومواقع الانترنت أن لاعبي المنتخب الجزائري حطموا زجاج النافذة من الداخل، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. من ناحيتها اتهمت الصحف المصرية الصادرة اليوم الجمعة اللاعبين الجزائريين بتلفيق الحادثة على حافلتهم، كي يوتروا الأجواء قبل المباراة.
وذكرت صحيفة "الأهرام" الواسعة الانتشار أن اللاعبين هم من ألحق الضرر بالحافلة، حيث كتبت: "قام بعض اللاعبين بتهشيم زجاج الحافلة مدعين أنهم كانوا هدفا لرمي الحجارة". أما صحيفة "الشروق" فاعتبرت أن الحادثة بأكملها "ملفقة"، وكتبت "الجمهورية" إن "لاعبي الجزائر قاموا بالاعتداء على سائق الحافلة".
ولكن على أي حال تؤكد هذه الواقعة أن "المعركة" بدأت قبل المباراة، فلقاء الغد، سيكون في غاية الصعوبة، ليس على المستوى الفني، أو الخططي فحسب، وإنما على المستوى الأمني أيضا.
تجدر الإشارة إلى أن المنتخب الجزائري يتصدر المجموعة برصيد 13 نقطة مقابل عشر نقاط للمنتخب المصري، الذي يحتاج للفوز بفارق ثلاثة أهداف ليتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010، في حين يكفي المنتخب الجزائري التعادل أو الهزيمة بهدف وحيد ليتأهل إلى النهائيات، أما فوز المنتخب المصري بهدفين فيضع الفريقين في حاجة لخوض مباراة فاصلة يوم الأربعاء المقبل في السودان ، ليتأهل الفائز فيها للنهائيات.
( ع ج م/ د ب أ/ أ ف ب)
مراجعة: لؤي المدهون