صدمة فلسطينية من التقرير الفرنسي حول وفاة عرفات
٤ ديسمبر ٢٠١٣أعرب عدد من المسؤولين الفلسطينيين الأربعاء (الرابع من ديسمبر/ كانون الأول 2013) عن دهشتهم مما أسموه تناقض التقرير الطبي الفرنسي مع أقوال الأطباء في مستشفى بيرسي الذي توفي فيه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وأوضح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي في حديث لوكالة فرانس برس "قال الفرنسيون في عام 2004 إنها مادة غريبة لم يكونوا قادرين على جلب ترياق لها". وأضاف "آمل ألا يحدث بيننا وبين فرنسا سوء فهم حول هذا الموضوع".
فيما أعرب المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف لوكالة فرانس برس عن قناعة الحركة "أن الرئيس عرفات مات مسموما وأن إسرائيل وحدها تقف وراء هذه الجريمة". واضاف عساف قائلا: "نحن معنيون في هذه المرحلة بالتوصل إلى المنفذين". ويتهم العديد من الفلسطينيين إسرائيل بتسميم عرفات وهو ما تنفيه الأخيرة على الدوام.
من جانبها أكدت سهى عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل الأربعاء في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أنها "مقتنعة تماما" بأن زوجها "لم يمت بطريقة طبيعية"، قائلة: "سأظل أتابع إلى أن أصل إلى الحقيقة". وتابعت عرفات أنها "مصدومة جدا من التقرير الفرنسي" الذي قالت إنها تسلمت منه ملخصا من أربع صفحات فقط"، مستغربة أنه من "غير المنطقي إطلاقا" أن الفرنسيين لم يجدوا شيئا.
وكانت أرملة عرفات قد أعلنت الثلاثاء في بيان قرأته في مؤتمر صحفي في باريس "يمكنكم أن تتخيلوا مدى صدمتي للتناقض في نتائج أفضل الخبراء في أوروبا في هذا المجال." وأضافت "أنا لا أتهم أحدا. هذا في أيدي القضاء وهذه ليست سوى البداية"، مطالبة بإتاحة التقرير للقضاة الفرنسيين الذين يحققون في القضية. ومن جانبه أكد المدعي العام الفرنسي المعني بالقضية أن التحقيق سيستمر.
واستبعد خبراء مكلفون من القضاء الفرنسي التحقيق في وفاة ياسر عرفات في تقريرهم الثلاثاء فرضية وفاة الزعيم الفلسطيني مسموما مرجحين الموت الطبيعي بحسب مصدر قريب من الملف. يذكر أن خبراء من سويسرا كانون قد أعلنوا مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر أنهم يغلبون فرضية التسميم بعد أن وجدوا البولونيوم- 210 بكميات أكبر بعشرين مرة مما اعتادوا قياسه، لكنهم لم يؤكدوا بشكل قاطع أن هذه المادة كانت سبب الوفاة.
وتوفي عرفات في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس الذي نقل في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر اثر معاناته من آلام في الأمعاء من دون حمى، من مقره برام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الإسرائيلي منذ كانون الأول/ ديسمبر 2001.
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، رويترز)