"الفساتين البيئية".... آخر صيحات الموضة
٣١ يناير ٢٠١١يمكن حاليا شراء الأزياء في العاصمة الألمانية برلين من معرض الأزياء البيئية والذي افتتح أول مرة في صيف عام 2009، حيث تعرض عارضات الأزياء فساتين يبدو شكلها عاديا للوهلة الأولى، لكنها مصنوعة استنادا على أسس رفيقة بالبيئة. وتسمى هذه الأزياء بـ "الأزياء الخضراء" ليس لأن لونها بالضرورة أخضر ولكن لأن قماشها من الطبيعة الخضراء، إذ تستخدم في صناعتها مواد طبيعية مائة في المائة وتخلو من مواد صناعية كيماوية، كما أن تراعي آخر صيحات الموضة من حيث اللون والتصميم والشبابية.
إقبال متزايد على "الفساتين البيئية"
إحدى ماركات الفساتين الثلاثة والأربعين المعروضة هذه السنة في معرض برلين البيئي تراعي كل الشروط الواجب توافرها في الفساتين البيئية، وهي تحمل اسم "يوج" وهي من إنتاج إيطالي من قماش طبيعي، كما يقول فرانكو سترامبي من شركة الأقمشة العضوية الإيطالية: "نتوقع في هذا المعرض التواصل مع مهتمين كثيرين بالأزياء البيئية، ففي ألمانيا وبلدان شمال أوروبا هناك إقبال كبير على الأقمشة العضوية والموضة البيئية، وذلك عكس بلدان الجنوب الأوروبي كإيطاليا".
في مدينة ميلانو الإيطالية، عاصمة الموضة في إيطاليا، أسس فرانكو سترامبي قبل عامين ماركة موضة الأزياء البيئية "يوج" وذلك مع زوجته لاورا سترامبي التي لديها خبرة سابقة بالعمل في دور عرض الأزياء. وتعمل سترامبي الآن كمسؤولة عن تصاميم الفساتين البيئية في شركتهما وهي تؤكد أنه لا يزال من الصعب جدا العثور على مجموعات من الأقمشة البيولوجية والطبيعية التي تتلائم مع مستوى تصميم الموضة العالي وتصف ذلك قائلة: "هو بالضبط التحدي الذي يواجهنا، فتصميم آخر صيحات الموضة من الفساتين التي تتكون من مواد طبيعية لا غير هو أمر بالغ الصعوبة".
ازدهار الموضة البيئية
ولأنه يتم إنتاج الملابس البيئية من نباتات طبيعية كالخيزران أو نبات القرّاص مثلاً، فضلا عن الألوان الطبيعية المأخوذة من الشاي والتبغ والتراب الأرضي، فإن عملية إنتاجها تستغرق وقتا طويلا وتكلف مالا كثيرا، وهذا ينعكس على زيادة أسعار هذه الملابس الطبيعية، فيبلغ سعر القطعة الواحدة من الأزياء البيئية ما بين 300 و 900 يورو، ولكن مع زيادة الطلب عليها يمكن أن يرخص ثمنها.
فالموضة البيئية في ازدهار مستمر وصناعتها موجودة بشكل احترافي، وهي ليست مقتصرة على الفساتين والأزياء والملابس فحسب بل إنها تتعداها أيضا إلى مواد التجميل الطبيعية والتي يتم إنتاجها بشكل واسع النطاق، فضلا عن الأغذية الطبيعية التي طغت عليها الأغذية الصناعية المعلبة في عصرنا الحديث.
شارون بيركال / علي المخلافي
مراجعة: طارق أنكاي