الغردقة.. "جنة" سياحية أنهكتها الأحداث السياسية
٢١ أكتوبر ٢٠١٣أجواء هادئة تميز مدينة الغردقة عاصمة محافظة البحر الأحمر. هذه المدينة الساحلية دائماً ما كانت مقصداًسياحياً نظرا لما تملكه من شواطئ خلابة على البحر الأحمر. لكن ومنذ اندلاع ثورة يناير وإلى الآن فقدت المدينة، التي يعمل معظم سكانها بالسياحة، الكثير من زوارها وذلك نتيجة الاضطرابات التي تعيشها البلاد. لكن يبدو أن الموجة الثورية الجديدة والتي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين ورئيسهم محمد مرسي قد عادت ببعض النفع على المدينة كما عبر بعض سكانها لـDWعربية. فرغم الاشتباكات اليومية التي تقع في عدة محافظات بين مؤيدي الرئيس المعزول مرسي وقوات الأمن ومؤيدي الجيش تبقى الغردقة تستعيد بريقها تدريجياً في هدوء، وذلك بعد أن بدأت تستقبل بعض المجموعات السياحية القادمة من أوروبا.
"الوضع ليس جيداً لكنه يتحسن"
ونحن ندخل مدينة الغردقة التقينا "بيبو" وهو سائق تاكسي، لم يخف قلقه من الوضع الذي تعيشه البلاد، والذي اثر على الحركة السياحية في المنطقة، وقال "بيبو": "السياحة الخارجية لا تتعدى الـ25% ، لكن هي الأفضل من شهور ، مع ذلك ليس كما كنا نأمل، وليس كما كنا قبل الثورة"، ويستطرد بيبو: "معظم السياح المتوافدين حاليا على المدينة هم من المصريين، وهؤلاء لا يشترون كما يشتري السائح الأجنبي". وأشار السائق الثلاثيني إلى أن معظم السياح الأجانب المتوافدين على مدينة الغردقة خلال هذه الفترة قادمون من روسيا. لكن بيبو بدا متفائلاً بالأيام القادمة قائلاً: "اليوم هبطت ثلاث طائرات متتابعة في مطار الغردقة وهو شيء لم يحدث منذ وقت طويل..المستقبل يبدو أفضل".
وفي أحد المنتجعات السياحية لم يكن الحال يختلف كثيراً عن ما وصفه السائق. إذ كان هناك تواجد مقبول للسائحين الأوروبيين في مقابل المصريين. وكانت الغالبية العظمى من روسيا، مع تواجد هولندي ملحوظ ، بالإضافة إلى ووفود من سلوفاكيا وبريطانيا وألمانيا. ورغم ذلك بدت نصف مساحة الشاطئ ومحيط المسابح خالية من زوراها.
الأحداث السياسية لا تثير قلق السائحين
ولا يبدو السياح قلقين من الأحداث السياسية في مصر حيث تحدثت DWعربية مع بعضهم، وتقول ريان بويس، من هولندا: "لا أشعر بالقلق". وتتابع: "نشاهد الأخبار في هولندا ونرى كل ما يحدث في مصر، لكننا نعلم أن ذلك يحدث في القاهرة وأن مصر ليست القاهرة فقط، بل هناك الغردقة ومرسى علم وغيرها من الأماكن البعيدة عن تلك الأحداث". وتداخلت قريبتها الأصغر سناً ريليس دوليج في الحديث قائلة لـDWعربية: "هذه المرة العاشرة التي نزور فيها الغردقة ونحن نسعى للقدوم في عطلة الكريسماس (أعياد الميلاد) مجدداً. قد يخاف من لم يأت إلى هنا من قبل عندما يشاهد تلك الأخبار. أما نحن، فنعرف المكان جيداً".
ولم تمنع بعض المظاهرات الصغيرة في الغردقة بويس وقريبتها من الاستمتاع بوقتهما. "سمعنا عن تلك المظاهرات لكنها أبداً لم تثير قلقنا فهي صغيرة للغاية"، تقول دوليج. وتتابع: "الأسبوع الماضي ذهبنا إلى الجونة وهناك كان كل شيء على ما يرام".
الجونة.. المكان الأكثر أماناً والأكثر نشاطاً ليلاً
الجونة هو منتجع سياحي يقع في ضواحي الغردقة وهو أأمن مكان في مصر حالياً حسب كلام "مايك" وهو هولندي الجنسية يعمل بأحد المنتجعات السياحية بالغردقة. وهو ما توافقه فيه "سلاوكا" من سلوفاكيا والتي تقضي رحلتها الرابعة في الغردقة برفقة إبنتها ستيلا. وتأتي سلاوكا وستيلا ضمن وفد سياحي حيث لم تتوقف الرحلات السياحية إلى الغردقة من سلوفاكيا حسب كلام سلاوكا. "كنا هنا منذ 4 أشهر وها نحن هنا الآن وسنأتي مرة أخرى بعد بضعة أسابيع"، تقول سلاوكا لـDWعربية. وتضيف: "نشعر هنا بالأمان وكل ما يثار في الأخبار هراء". وترى سلاوكا في الغردقة مفراً من الحياة الأوروبية المتوترة – على حد تعبيرها. وتقول في هذا السياق: "بالنسبة لي فالغردقة جنة".
ويقضي معظم السياح يومهم صباحاً في السباحة والاستلقاء تحت أشعة الشمس بجانب المسبح أو على شاطئ البحر فيما يقضون لياليهم في النوادي الليلية خاصة تلك التي تقع في الجونة والتي تكتظ عن آخرها، ويأتي لها السياح من داخل الجونة وخارجها.. "هي أفضل شيء تفعله ليلاً في الغردقة"، يقول الشاب الألماني "ميشائيل" لـDWعربية. ويضيف: "صباحاً هناك نشاطات بحرية كثيرة منها الغطس الذي أحبه كثيراً أما الليل في الغردقة فأفضل قضائه في نوادي الجونة. ولا يشعر ميشائيل بالقلق تجاه الأحداث السياسية في مصر ويقول: "هنا كل شيء على ما يرام ونحن بعيدين تماماً عن كل الأجواء المشحونة في القاهرة".