الغرب يواصل دراسة خياراته وروسيا تتهم لندن بفبركة هجوم دوما
١٣ أبريل ٢٠١٨واصلت القوى الغربية الجمعة (13 أبريل/ نيسان 2018) دراسة خياراتها العسكرية لمعاقبة النظام السوري، الذي تتهمه بتنفيذ هجوم كيميائي مفترض في دوما، مع الحرص على تفادي التصعيد مع روسيا حليف بشار الاسد.
وقبيل اجتماع مجلس الأمن الجمعة، الذي دعت إليه روسيا لمناقشة التهديد الناتج من أي تحرك عسكري محتمل تقوده الولايات المتحدة في سوريا، أكدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي ضرورة عدم التسرع في التحرك عسكريا في سوريا، لكنها أشارت إلى أنه "في وقت ما يجب القيام بشيء ما" حيال هذا الملف، وأضافت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يجري تحليلا لجميع المعلومات ويتخذ اجراءات لتجنب أي تداعيات غير مرغوب فيها. وأوضحت هايلي "علينا أن نعرف أن هناك اثباتات وعلينا أن نعرف أننا نتخذ كل اجراء احترازي ضروري في حال تحركنا".
في الأثناء، قالت كارين بيرس مبعوثة بريطانيا لدى الأمم المتحدة اليوم الجمعة إن بلادها ليست ضالعة في هجوم مزعوم بأسلحة كيماوية في سوريا رافضة اتهاما من وزارة الدفاع الروسية. وقالت بيرس للصحفيين "هذا غريب، كذب فج.. إنه أسوأ الأنباء الزائفة التي رأيناها حتى الآن من الآلة الدعائية الروسية". واتهمت وزارة الدفاع الروسية اليوم بريطانيا بالوقوف وراء هجوم كيميائي مزيف مفترض من أجل تحريض الولايات المتحدة على تصعيد تدخلها في الصراع السوري. وقالت وزارة الدفاع إن الدليل الوحيد لهجوم كيميائي في منطقة دوما التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بالقرب من دمشق كان مقطع مصور مزيف تحت "ضغط مباشر من لندن". وأضافت الوزارة في بيان أن الهدف من ذلك هو "تحريض الولايات المتحدة على شن هجمات صاروخية على سوريا".
بوتين يحذر ماكرون
ومن جهته اتهم المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن، الولايات المتحدة بتبني "سياسة صريحة لبث الرعب في سوريا" وقال نيبنزيا "تبنت واشنطن سياسة صريحة لإطلاق العنان لسيناريو عسكري ضد سوريا. ولا يمكن التهاون مع هذا". وأوضح أن "التهديد باستخدام القوة ينتهك ميثاق الأمم المتحدة. وهذا ما رأيناه في خطاب واشنطن وحلفائها". وتساءل السفير الروسي لدى الأمم المتحدة عن "المشروعية الدولية" لشن ضربات عسكرية محتملة على سوريا وقال "لماذا تزرعون الفوضى في الشرق الاوسط؟ وحده مجلس الأمن يملك سلطة اتخاذ اجراءات" ضد سوريا اذا تأكد استخدام السلاح الكيميائي.
وفي اتصال هاتفي الجمعة أيضا، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون من أي "عمل متهور وخطير" في سوريا قد يترك "تداعيات لا يمكن توقعها". وعبر ماكرون "عن أمله في تواصل المشاورات بين فرنسا وروسيا وتكثيفها لجلب السلم والاستقرار".
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي الجمعة من تزايد ضغط الهجرة على أوروبا في حال شن هجمات غربية وقال انه "حتى لو حدثت تجاوزات غير مهمة فإنها ستتسبب بموجات جديدة من المهاجرين الى اوروبا" يمكن ان "تفرح اولئك الذين يحميهم محيط" في اشارة الى الولايات المتحدة.
"هدف التصريحات كلها المكسب الدبلوماسي"
وتلتزم المملكة المتحدة الحذر بشأن مشاركتها في عمليات عسكرية محتملة ضد دمشق مفضلة "تنسيق رد دولي" على مسألة تثير انقساما عميقا في الراي العام والطبقة السياسية في بريطانيا. وكتبت صحيفة "ايفنينغ ستاندار" إن تيريزا ماي "تحدثت إلى دونالد ترامب وتتحدث إلى إيمانويل ماكرون، وحان الوقت لتتحدث إلى الشعب البريطاني".
أما المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فقد اعتبرت أنه "من المؤكد" أن النظام السوري لا يزال يملك ترسانة كيميائية، مؤكدة مع ذلك أن برلين لن تشارك في عمليات عسكرية ضد دمشق.
وقال المتحدث باسمها شتيفن زايبرت الجمعة "هناك مؤشرات قوية تشير بأصبع الاتهام إلى النظام السوري" حاليا في تحديد المسؤولية عن هجوم دوما.
وفي الأثناء حذر بشار الأسد من أن أي هجوم على بلاده لن يؤدي إلا إلى "مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة" في حين أبدى رجب طيب أردوغان قلقه إزاء "المنازلة" بين القوى الكبرى في سوريا.
بيد أن المحلل نيكولا هيراس رأى أنه "لن نتفاجأ اذا ما أدت هذه الحرب الكلامية هذا الأسبوع التي اعلنها ترامب بشأن سوريا، إلى اتفاق مع روسيا بهدف كبح جماح الأسد وتعليق العمليات المخطط لها في درعا وادلب (آخر معقلين للمتمردين السوريين)". واعتبر ان كل هذه التصريحات هدفها الحصول على كسب دبلوماسي.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي ستعقد اجتماعا الاثنين، أن خبراءها وصلوا إلى سوريا وسيباشرون عملهم السبت.
وخلصت تحليلات منفصلة أجرتها كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إلى أن هجوما كيميائيا استهدف مدينة دوما السورية، التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة، وفق ما أكدت نيكي هايلي.
ص.ش/ي ب (أ ف ب، د ب أ)