العولمة تعني استمرار الفقر في البلدان النامية
١٩ فبراير ٢٠٠٨أظهرت دراسة أجرتها مؤسسة "بيرتلسمان" الألمانية أن غالبية الناس ما تزال تعاني من الفقر في البلدان النامية رغم استمرار النمو الاقتصادي العالمي في ظل العولمة. وجاء في الدراسة أُعلن عنها يوم الأحد الماضي (17 فبراير/ شباط 2008) إن الكثير من الناس لا يعانون حرمان التعليم فقط، بل وكذلك الاضطهاد رغم عيشهم في ظل أنظمة ديمقراطية من حيث الشكل.
المشكلة في تردي نوعية حكم الديمقراطيات
وركزت الدراسة التي أُطلق عليها "مؤشر التحول لعام 2008" على التغيرات السياسة والاجتماعية في 125 دولة نامية أو صاعدة. في هذا الإطار تبين أن هناك خللاً تختلف درجاته من دولة إلى أخرى على صعيد التحول من الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد السوق، وكذلك الأمر بالنسبة للتحولات الديمقراطية. وبموجب الدراسة فقد ابتليت الصومال وبورما وزيمبابوي بأسوأ أنظمة الحكم، بينما حظيت تشيلي واستونيا وبوتسوانا بأفضلها. وفي هذا السياق ذكرت هاوكه هارتمان، مديرة الروع في مؤسسة بيرتلسمان في لقاء مع دويتشه فيله أن المشكلة ليست في عدد الديمقراطيات، التي ارتفع عددها من 69 إلى 79 خلال العام الماضي، بل في تردي نوعية ممارسة الحكم من خلالها.
ديمقراطيات تتحول إلى ديكتاتوريات
وقد انعكست جودة الحكم على مستوى المعيشة، الذي لم يتحسن في معظم بلدان أفريقيا وأمريكيا اللاتينية. فمن بين 85 دولة من الدول، التي شملتها الدراسة، لم تستخدم سوى قلة قليلة منافع العولمة التي حظيت بها في المجال الاقتصادي من أجل مكافحة الفقر والتعليم. وبدلاً من ذلك قامت الكثير من الحكومات باستهلاك منافعها لصالح فئات قليلة وفقاً لما ذكره جوزيف يانينج، خبير العولمة في المؤسسة.
ومن الملفت للنظر ما جاء في الدراسة حول التحولات الديمقراطية في الدول موضوع الدراسة. فقد أوردت أن الكثير منها تتطور نحو الديكتاتورية. صحيح أن 75 من بين الدول الـ 125 موضوع الدراسة دول ديمقراطية من الناحية الرسمية. غير أن 52 منها تعاني من خلل في ديمقراطياتها. ويبرز على هذا الصعيد دول مثل روسيا وفنزويلا. فمثل هذه الدول تعاني من غياب القانون وانتشار الفساد على نطاق واسع. على عكس ذلك هناك مجموعة من 23 دولة استطاعت أن تعزز أنظمتها الديمقراطية مثل بلغاريا ورومانيا. وبشكل عام يعيش 4 مليارات من البشر في ظل أنظمة ديمقراطية، في حين يعاني 2.5 مليار نسمة من الأنظمة الديكتاتورية.