العمل الصحفي في فلسطين.. مغامرة محفوفة بالمخاطر
٤ مايو ٢٠١٦تبتعد دنيا بدر عن ما قد يشكل خطراً على حياتها أثناء تغطيتها الصحفية. تستمع إلى نصائح من مديرة التحرير وتحمل معدات التصوير وتخرج إلى شوارع القدس. دنيا في الحادية والعشرين من العمر وتعمل لموقع الإنترنت الفلسطيني "قدسكم". وهي تكتب عن وإلى شباب مدينتها، حيث 70 بالمئة من سكان القدس تحت سن 18 عاماً، ورغم ذلك قلما يرد ذكرهم في وسائل الإعلام.
تلقت دنيا بدر مهمة كتابة تقرير عن السجناء الفلسطينيين القاصرين في السجون الإسرائيلية. يقع مكتب "قدسكم" قريباً من باب العامود، حيث كثيراً ما تحدث أعمال شغب بعد صلاة الجمعة حين يتظاهر الفلسطينيون ضد وجود الجنود الإسرائيليين وضد منعهم من الوصول بحرية إلى المسجد الأقصى.
يعتقل الجنود الإسرائيليون العديد من الفتيان الفلسطينيين في أعمال الشغب هذه بسبب إلقائهم الحجارة. وحسب منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بتسيلم يتم حالياً اعتقال أكثر من 400 فتى فلسطيني في السجون العسكرية الإسرائيلية، حسب بيانات نُشرت في شباط/ فبراير الماضي. وعن هؤلاء تريد دنيا الكتابة، لكن الوصول إليهم أمر فيه خطورة على طالبة الصحافة، عدا عن أن الجنود سيمنعونها من العبور، كما تقول. لذلك على الصحفية الشابة البحث عن مكان آخر لتصوير تقريرها.
حددت "قدسكم" لنفسها تناول مواضيع تهم الشباب في القدس مثل القضايا الاجتماعية والثقافة والعائلة، لأن الوضع السياسي المتوتر في الشرق الأوسط يؤثر على وضع الإعلام. وحسب لائحة منظمة "مراسلون بلا حدود" للحريات الصحفية، تأتي المناطق الفلسطينية في المرتبة 132 من أصل 180 دولة. فالصحفيون هنا يناضلون على أكثر من جبهة: من ناحية تعيق قوات الأمن الإسرائيلية المراسلين الفلسطينيين أثناء عملهم، فتمنعهم من الدخول وتصادر معداتهم أو تعتقلهم. ومن ناحية ثانية تراقب المخابرات الفلسطينية كثيرين منهم. وفي حال انتقادهم الحكومة أو الحديث عن الفساد، فهم مهددون بالاعتقال بتهمة الخيانة.
تقدير المخاطر
دنيا بدر وزملاؤها يعملون في هذا الوضع المعقد منذ عام 2014. "قدسكم" هو واحد من أول المشاريع الإعلامية للمؤسسة الشبابية "الرؤيا الفلسطينية" والتي تدعمها أكاديمية دويتشه فيله. وتقول دنيا بدر: "أشعر أنه من واجبي أن أقدم شيئاً لبلدي، من خلال إطلاع العالم على ما يجري هنا".
هل يحتاج الأمر إلى قدر كبير من الشجاعة؟ تجيب دنيا بأن على المرء أن يكون مبدعاً ويبحث عن طرق أخرى، فعندما يعتقل صحفي، فإن هذا لا يفيد أحداً. لذلك قررت أن لا يكون تقريرها عن الاعتقالات، وبدلاً من ذلك ستصور شباباً تم الإفراج عنهم من السجن: لماذا اعتقلوا؟ كيف تغيروا بعد أثناء اعتقالهم؟ "لأني بهذا أعطي القضية لمسة شخصية، ولا أعرض نفسي للخطر"، تقول دنيا.