العمالة الأجنبية الموسمية تثير جدلاً في ألمانيا

ينوي مكتب العمل الألماني تشديد إجراءات عبور العمالة الأجنبية إلى ألمانيا من أجل المشاركة في موسم جني الهليون وقطف العنب. وقال عضو المجلس الإداري لمكتب العمل هاينريش ألت في برلين أمس للصحفيين إنه " نظرا لوجود 5 ملايين عاطل عن العمل في ألمانيا وإصدار أكثر من 800 تصريح عمل للعمالة الموسمية الوافدة، فلا بد هنا من سن قوانين تحدد توافد العمالة الأجنبية الموسمية إلى بلادنا".

وكان ألت قد اقترح أن يتم في المستقبل استبدال نصف العمالة الموسمية القادمة من الخارج في قطاعي الزراعة وخدمات المطاعم بألمان عاطلين عن العمل. تجدر الإشارة إلى أن تقليص عدد تصريحات العمل سيتم فقط إذا تمكن مكتب العمل الألماني من توفير عدد كاف من العمال الألمان.

"الأحرى تأهيل عمالنا"

وشدد ألت أن المزارعين ومصنعي النبيذ يحتاجون إلى ضمانات تؤكد لهم أن هؤلاء الأشخاص (أي الألمان العاطلون عن العمل) هم الأنسب للقيام بالأعمال المطلوبة والأقدر على جمع المحاصيل بشكل كامل. وتابع "... إذا تم توظيف عاطلين عن العمل غير مناسبين أو يتخذون المرض حجة للغياب عن العمل، فإن هذا قد يؤدي إلى حدوث خلل مزدوج وهو تعطل موسم القطاف وخيبة أمل الناس. وعلق ألت بالقول إن هذا هو "أسوأ ما يمكنني تخيّله". ويعتبر تدريب هؤلاء العمال على طرق قطف الهليون وتوفير وسائل المواصلات اللازمة لنقلهم إلى المزارع من المهام الملقاة على عاتق مكتب العمل.

من جانبه أظهر رئيس مكتب العمل الألماني فرانك ـ يورغن فايزي نوعاً من التحفظ على مطالب عضو المجلس الإداري ألت. وقال" صحيح أن المطالبة بتأهيل العاطلين عن العمل شيء منطقي ، ولكن الأحرى بنا التفكير جيداً بسبل التوصل إلى ذلك. إن وضع وتخطيط وتنفيذ مثل هذه البرامج يتطلب حرصاً ووعياً شديدين."

العمال الأجانب أكثر التزاماً

ويخشى إتحاد المزارعين تعرض عملية القطاف لعقبات وخصوصاً إذا ما شعر العاطلون عن العمل بالتزامهم الجدي بالقيام به. وكان متحدث من إتحاد المزارعين قد أشار إلى تجاربه في هذا الخصوص، إذ يعود إلى العمل عامل واحد من بين كل عاملين، وبعد يومين أو ثلاثة يعود عامل واحد من بين كل خمسة. فإذا قررت البدء بالقطاف في الساعة السادسة صباحاً، فلا بد أن تكون متأكداً من قدوم جميع العمال". ونوه رئيس اتحاد المزارعين غيرد زولايتنر بأنه لا يمكن الاعتماد على أغلبية العمال المحليين في عملية القطاف، ذلك أن معظمهم يتخذ المرض حجة لتغيبه عن العمل وذلك بعد مرور يوم أو يومين على بدء العمل. من جانبه حذر خبير الشؤون الزراعية في الحزب الليبرالي المعارض هانس ميشائيل غولدمان من تعرض المزارع الألمانية إلى عقبات جراء تشغيل عاطلين ألمان عن العمل، وذلك بسبب قلة خبرتهم في جني الهليون وقطف العنب.

يُذكر أن 280 ألف عامل موسمي يتدفقون على ألمانيا سنويا للمشاركة في جني الخضار والفواكه. وحسب التسعيرة الحكومية فإن أجر هؤلاء العمال يبلغ 5،42 يورو في الساعة، علما أن هذه التسعيرة أقل في الولايات الألمانية الشرقية. ولفت وكيل وزارة الزراعة ألكسندر موللر الانتباه إلى أن العمال البولنديين يدفعون منذ انضمام بلادهم إلى الاتحاد الأوروبي 48 بالمائة من أجرهم على شكل تأمينات اجتماعية. ويتحمل العامل 28 بالمائة من هذا المبلغ، فيما يدفع رب العمل 20 بالمائة منه.