Deutsche -Jementische Beziehungen: IV- Jemen. Botschafter in Deutschland
١٠ مايو ٢٠٠٨عبر سفير الجمهورية اليمنية لدى ألمانيا، البروفسور محمد لطف الإرياني عن سعادته بتمثيل بلده في ألمانيا، كون العلاقات بين البلدين "تتسم بالشفافية والود والاحترام المتبادل على المستويين الرسمي والشعبي." وأضاف الدبلوماسي اليمني، في مقابلة مع موقعنا على هامش محاضرة له عن "مشكلة المياه في اليمن" في معهد بحوث التنمية التابع لجامعة بون الخميس الماضي، قائلا إنه لا يجد في هذا البلد سوى التقدير والإعجاب والاحترام بتجربة بلده، مشيرا إلى عمق العلاقات التاريخية بين برلين وصنعاء وتميزها والتي تعود إلى حوالي 80 سنة خلت. وأشار الإرياني إلى أن اليمن كانت من أولى الدول العربية التي أقامت علاقاتها الدبلوماسية مع ألمانيا الاتحادية في نهاية عقد الستينات من القرن الماضي، وهو ما ساهم في تعميق العلاقات بين البلدين، حسب تعبيره.
ومن الملاحظ أن علاقات ألمانيا مع اليمن تتمتع بخصوصية تميزها عن العلاقات مع أي دولة عربية أخرى، إلى حد أن القيادة الألمانية عبرت في أكثر من مناسبة عن إعجابها بالتجربة التنموية في اليمن والخطوات التي يمر بها هذا البلد على الصعيد السياسي، مثل تجربة الأحزاب السياسية وإشراك المرأة في العمل السياسي ونشاط منظمات المجتمع اليمني.
"علاقات خاصة لا تحكمها أجندة معينة"
أما عن سر هذه الخصوصية في علاقة البلدين فيقول السفير اليمني إن العلاقات الألمانية ـ الألمانية كانت على الدوام متميزة، كما إنها اتسمت دائما بالوضوح والشفافية، مؤكدا أن ليس هناك سرا في هذه العلاقات وإن تعاون برلين مع صنعاء ليس محكوما بأي "أجندة علنية أو خفية على الإطلاق". وأضاف الإيرياني قائلا: " إن ألمانيا من الدول القليلة التي تقدم مساعدات لا تحمل في ثناياها أي نو من أنواع الأجندة الخفية" معتبرا أن هذه هو سر التميز في هذه العلاقات. وأنكر الدبلوماسي اليمني أن تكون برلين تفرض شروطا معينة مقابل منح بلاده مساعدات تنموية، مثل مكافحة الإرهاب أو غيرها.
المساعدات التنموية لليمن
وفي مجال المساعدات الألمانية لليمن قال الإرياني إن هذه المساعدات تأتي في عدة أشكال وتصب في مختلف المجلات التنموية والتي تهدف في محصلتها إلى مكافحة الفقر في بلاده والتغلب على معوقات التنمية، مشيرا إلى أن اختيار اليمن كشريك في البرنامج الألماني لمكافحة الفقر بحلول عام 2015م يأتي في هذا السياق وفي سياق الخصوصية في العلاقات. وتشير الأرقام الصادرة عن وزارة التنمية والتعاون الدولي الألمانية إلى أن حجم المساعدات التنموية لليمن تبلغ حوالي 37 مليون يور سنويا، وهي بذلك تعد ثان مانح لليمن بعد أن احتلت المرتبة الأولى على قائمة المانحين حتى عام 2006.
وحول قدرة اليمن على بلوغ أهداف الألفية بحلول عام 2015 قال السفير اليمني إن عدم بلوغ اليمن أهداف الألفية لا يمثل مشكلة في حد ذاته، لأن اليمن ستكون لا شك قد قطعت خطوات كبيرة في هذا الاتجاه وسيكون عددا كبير من الناس قد خرج من حلقة الفقر. وعند مواجهته بأن مشكلة الفقر في اليمن لا تتناقص، بل على العكس تزداد تفاقما، أنكر السفير اليمني ذلك، مستشهدا بتقارير منظمات دولية ـ لم يُسمِها ـ صدرت مؤخرا تفيد بانخفاض عدد الفقراء في اليمن خلال الفترة الماضية، حسب قوله.
الخبرات الألمانية في خدمة قطاع المياة في اليمن
وبمناسبة الحديث عن مشكلة المياة في اليمن، والتي كانت محور المحاضرة التي ألقاها الإرياني، تطرقنا معه إلى حجم هذه المشكلة ودور ألمانيا في المساعدة على التغلب عليها. في هذا السياق أشار السفير اليمني، وهو وزير سابق للمياه في اليمن، إلى أن احد أهم مجالات التعاون التنموي الألماني هو قطاع الموارد المائية والصرف الصحي، وذلك من خلال تنفيذ عدة مشاريع في مختلف المدن والقرى اليمنية. المجال الأخر فهو تقديم الخبرات في إدارة الموارد المائية و تأهيل وتدريب الكوادر اليمنية على كيفية إدارة وترشيد هذه الموارد. يشار هنا إلى أن اليمن تصنف ضمن أفقر دول العالم في المياه، حيث تمثل ندرة المياة مشكلة قديمة/ متجددة و ربما تزيد من حدتها أزمة الغذاء العالمية الحالية، وفقا لقراءة وزير المياه اليمني الأسبق. وتحاول اليمن التغلب على مشكلة المياه بمساعدة الدول المانحة، وفي مقدمتها ألمانيا التي تمتلك خبرات واسعة في مجال إدارة و ترشيد المياة وطرق معالجة الصرف الصحي والحفاظ على الموارد المائية عموما.