العظم لـ DW: لا بد من حكم مدني محايد في سوريا
٢٠ يناير ٢٠١٤أكد المفكر السوري المعارض صادق جلال العظم أن المجتمع الدولي ترك النزاع في سوريا يطول ويتعسكر، معتبرا أن عزوفه عن مساعدة الشعب السوري في البداية خلق فراغاً ملأته الجماعات الإسلامية المتطرفة المرتبطة بالقاعدة. وقال العظم في مقابلة خاصة مع قناة DW عربية أن "مجتمعاتنا تلتفت في زمن الأزمات والحروب إلى الله وهذا يعطيها القدرة على الاستمرار والصمود والعزاء. لكن ذلك يخلق جوا مناسباً لجر جيل الشباب إلى التطرف الديني".
ورأى العظم تشابها بين النموذجين العراقي والسوري، حيث أدى الفراغ الناتج عن انحلال سلطة الدولة إلى تنامي نفوذ الجماعات الدينية المتطرفة. وقال العظم لـ DW: "نحن الآن نكرر السيناريو العراقي، إذ لدينا صحوات تقاتل الجماعات الإرهابية. النظام لا يضرب داعش بل الثورة تقوم بذلك"، وذلك في إشارة إلى المعارك التي تخوضها فصائل المعارضة المسلحة ضد تنظيم الجولة الإسلامية في العراق والشام المعروف اختصارا بـ "داعش".
"النظام هو المسؤول المباشر عن عسكرة الثورة"
وعبر المفكر السوري العلماني عن خشيته على مستقبل سوريا جراء تنامي نفوذ تلك الجماعات الإسلامية، مؤكداً على أن بنية المجتمع السوري الفسيفسائية تمنع فرض أي فئة لرأيها على الآخرين. وأكد العظم على أن عسكرة الحراك السوري لم تكن طوعية بل كانت نتيجة لديناميكية الصراع الدائر في البلاد. وقال إن "المسؤول الرئيسي عن عسكرة الثورة هو اختيار بشار الأسد الحل العسكري الأمني لقمع الثورة، بدلاُ من الدخول في حوار مع الحراك المدني والقيام بإصلاحات جدية."
كما أيد المفكر السوري المعروف مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2 للسلام المزمع عقده في سويسرا الأربعاء المقبل. وشدد على أن "من الأفضل للثورة والمعارضة الدخول في اللعبة السياسية الدولية وتقديم فاعلية ما، بدلاً من الغياب". كما شدد العظم على أن الحل في سوريا لابد أن يفضي إلى إنهاء ما أسماه بـ "العلوية السياسية"، وحدوث نوع من المحاسبة. وقال العظم: "لابد من إرساء حكم مدني محايد دينياً ومذهبياً في سوريا. ولا يجب أن يفرض دين الأكثرية على أحد. كما يجب لهيمنة وسيطرة الأقلية العلوية على سوريا أن تنتهي".
أجرى الحوار: محمد ابراهيم/ أ.ح (DW)