العرب يسعون إلى المنافسة عالمياً في سوق تكنولوجيا المعلومات
١٦ مارس ٢٠٠٦يعمل في العالم العربي عدد كبير من الوكلاء والفروع التابعة للشركات العالمية الكبرى في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بينما تبقى الشركات العربية المتوسطة والصغيرة العاملة في هذا المجال مجهولة وسط السوق العالمية. وفي الوقت الذي تسعى فيه شركات عالمية للاستثمار في مدينة الانترنت بدبي والمناطق الحرة المختلفة في العالم العربي، تطمح الشركات العربية في تواجد أقوى على ساحة تكنولوجيا المعلومات العالمية. في معرض سيبت لتكنولوجيا المعلومات 2006 جاءت مشاركة الشركات بشكل خاص أو بتشجيع من الحكومات كخطوة هامة لتحقيق هذا التواجد، حيث شاركت السعودية وتونس ومصر بتجمعات تمثل دولهم بالإضافة إلى عدة شركات من الإمارات والأردن. لكن المشاركة العربية اقتصرت إلى حد كبير على أعمال الاستيراد والتصدير كما يؤكد سليم اللومي من شركة توناف التونسية. ويبرر اللومي هذا الأمر بأن عملية التصنيع بعيداً عن الدول الآسيوية أمراً غير عملي: "الشركات العالمية الكبرى نفسها تصنع في كوريا أو تايوان أو غيرهما. نحن نملك التصميمات والخبرة ولكن التصنيع في الدول الآسيوية يوفر علينا الكثير". وشاركت شركة توناف في المعرض بعيداً عن الجناح التونسي في المعرض. وهي شركة متخصصة في تصنيع أنظمة الملاحة والتطبيقات الخاصة بها، كما أن لها شركاء في مختلف أنحاء العالم. ويوافق عمرو الأمير من شركة ان تي جي السعودية على رأي زميلة التونسي، إذ يرى أن الدول العربية لا فرصة لديها لمنافسة الشركات الآسيوية.
مبادرات عربية
لكن بعض الشركات العربية الأخرى تسعى إلى منافسة الهند ودول شرق أوروبا في مجال تصدير خدمات البرمجة والخدمات المختلفة في مجال الاتصالات. لذا اهتم المجمع التونسي جت إيت get it بالتواجد في جناح المخصص لهذا المجال. ويؤكد شهاب بن جمية من المجمع التونسي على أهمية المشاركة العربية قائلاً: "الهنود والرومانيون صاروا مشهورين بقدارتهم في هذا المجال، نحن نملك الخبرة ولكن ليس لنا مكانة بعد. يجب أن نكثف المشاركات في كل المعارض الدولية ليعرف العالم أننا موجودون". ويرى شهاب أن الانتظار لا يفيد، وأن "علينا كعرب أخذ المبادرات في هذا الاتجاه، الذي نستطيع المنافسة فيه أكثر من غيره." أما زميلته سهير جدور فترى أن: "تونس تتميز أيضاً بقربها من أوروبا ثقافة ومسافة، حيث لا تفصلها عن العواصم الأوروبية سوى مسافة ثلاثة ساعات بالطائرة، بالإضافة إلى إتقان عدد كبير من التونسيين للغات الأوروبية الإنجليزية والفرنسية وحتى الألمانية." وترى سهير جدور أن المشاركة الثانية لتونس في معرض تونس كانت ناجحة ومفيدة في نطاق تكوين العلاقات مع الشركات الأوروبية وحتى العربية، إذ تقول جدور: "نتعلم من منافسينا، ماذا يقدمون وكيف يتعاملون مع الأسواق الأوروبية، وكيف نجعل منتجنا أكثر جاذبية". وتوافقهما في الرأي داليا مجدي، مديرة التسويق في شركة البرمجة المصرية آيتي سوفت، إذ تقول: "كان هناك الكثير من الزوار الذين تعجبوا عندما عرفوا أن هناك مصممون لبرامج الكمبيوتر في مصر. وهذا هو أهم ما حققه لنا المعرض، فالغرض هو الظهور على خريطة مصدري خدمات تكنولوجيا الاتصالات في العالم".
الجودة فرصة للتميز
أما عفاف شيحة، مديرة التشغيل في شركة IT-Works، فترى أن الدول العربية تستطيع أن تكون منافساً أقوى بسبب الجودة. فمصر والهند تقدمان حلولاً أرخص، مما يعد فرصة ممتازة للعملاء وأصحاب رؤوس الأموال، الذين يبحثون عن شركاء. "المنتجات الهندية قد تكون أرخص وأشهر، لكننا في مصر نركز أكثر على الجودة. شركتنا مثلاً حاصلة على شهادة 9001 ISO و CMM 3 وهو مقياس جودة مخصص لمجال البرمجيات". وتعد اللغة العربية نقطة القوة الثانية عند العرب كما تؤكد منال أمين مديرة شركة أرابيز لترجمة برامج الكمبيوتر والوثائق المتعلقة بها إلى العربية والفارسية، فهي تعمل في هذا المجال منذ تخرجها، وقد تشجعت لإنشاء شركتها الخاصة لتقديرها لاحتياج السوق لمثل هذه الشركات: "العالم يهتم الآن باللغة العربية، وللآسف جاء هذا نتيجة 11 سبتمبر". وللمشاركة المتكررة في المعارض العالمية الكبرى فائدة كبيرة كما يؤكد المشاركون، لقد تعلموا مثلاً أن الاتفاق على مواعيد مسبقة مع الشركات المختلفة قد يسهل من إجراء اتفاقيات الشراكة. كما تساعد زيارة المعرض على التعرف على احتياجات السوق العالمي في مجال تكنولوجيا المعلومات.
المشاركة السعودية في معرض سيبت
ممثلو الشركات السعودية الذين يشاركون للمرة الأولى هذا العام تعلموا أيضاً الكثير، إذ تقول مروة كمال، مديرة التطوير في شركة سعودي سوفت: "بالطبع لم تكن لدينا أية خبرة في الإعداد للمعرض، وجئنا بدون اتفاقات مسبقة. لكننا استفدنا بشكل كبير من تواجدنا في المعرض، وسنعد بشكل أفضل للمشاركة في معرض العام القادم". وفي جناح ضم ثماني شركات أعدته الهيئة السعودية العامة للاستثمار(ساجيا sagia ) يقول وليد بن صالح بن أحمد اليحى رئيس قطاع التسويق وخدمات المستثمرين بالهيئة: "عُرفت السعودية طويلاً كمصدر للنفط، لذلك لا يسعى مجال النفط إلى تسويق، بينما نحتاج إلى الكثير من المجهودات قبل أن نجد الفرصة والشهرة في مجالات أخرى على رأسها تكنولوجيا المعلومات". السوق السعودي مفتوحة للاستثمار والقدرة الشرائية عالية في الشرق الأوسط عامة والسعودية خاصة كما أكد رئيس الهيئة، وأضاف أنها قد تعد أفضل من كثير من الدول الأخرى، إذ أنها مفتوحة للاستثمار بلا قيود: "الاقتصاد السعودي يشهد نمواً غير مسبوق، بالإضافة إلى عدم وجود قيود على الاستثمار لدينا. ففي الإمارات مثلاً يمكن للمستثمر أن يمتلك شركة بنسبة 100 بالمائة، إذ يجب أن يكون له شريك من المواطنين، أما لدينا فالأسواق مفتوحة وما ينقصنا هو فقط التعريف بأنفسنا".