Umwelt erneuerbare Energie
١٥ يونيو ٢٠١٠تطالب منظمات البيئة غير الحكومية بالتخلي عن مواد الطاقة الأحفورية، لا بسبب المخاطر البيئية التي تنطوي عليها فحسب، إنما أيضا بسبب أزمة المناخ وضمان التزود بمواد الطاقة في المستقبل، فاعتماد الاقتصاد العالمي اليوم على الغاز والنفط سيكون له تبعات وخيمة، كما يقول فيليكس ماتيس من معهد الدراسات الإيكولوجية في برلين:" لقد أوضحت الكارثة النفطية في خليج المكسيك أن الإنسانية قد تدفع ثمنا باهظا لاستغلال الطاقة بالشكل الذي يتم فيه اليوم". ويشير ماتيس إلى أن عواقب ذلك ستكون أشد وأدهى في حال ازدياد تعقيد وسائل استخراج مواد الطاقة، لاسيما إذا كانت هذه الوسائل تستخدم في مناطق ذات أهمية إيكولوجية كبيرة وتعرضها إلى الأخطار.
مزايا الطاقات المتجددة
وقد أشرف فيليكس ماتيس على الدراسة التي نشرت حديثا تحت عنوان Blueprint Germany“ " وأجريت بتفويض من منظمة البيئة العالمية WWF، وتبين الدراسة أنه يمكن لألمانيا مثلاً أن تخفض انبعاثات غاز الكربون إلى أدنى الحدود دون أن يؤثر ذلك سلبا على مستوى المعيشة والنمو الاقتصادي، وأن التوصل إلى ذلك يتطلب الاستثمار في الطاقات المتجددة. ويؤكد ماتيس أن الأموال التي ستنفق على الاستثمار في هذا المجال ستعطي على المدى الطويل مردوداً إيجابياً. وعلى الرغم من أن الدراسة لم تركز بشكل رئيسي على حجم المؤثرات الجانبية الإيجابية، فإن ماتيس أشار إلى بعض هذه النواحي، مثل الاعتماد على مواد طاقة لا تسبب أي تلوث للمياه، و حماية المناخ من خلال التوفير في الطاقة ومكافحة الفقر مستقبلا لأن التوجه إلى الطاقات المتجددة "يجعلنا أقل تأثرا بأسعار الطاقة المستمرة في الارتفاع" كما يقول.
وهناك أيضا ميزات اقتصادية أخرى للتحول إلى استخدام الطاقات المتجددة كما يؤكد دافيد كادمان، رئيس الشبكة العالمية للمدن والبلديات للتنمية المستدامة ICLEI الذي يدعو إلى نشر الوعي بميزة هذا التحول ويقول:" لم ندرك حتى الآن أن التحول إلى" الاقتصاد الأخضر" يمكننا من خلق المزيد من أماكن العمل." ومن الأمثلة التي يوردها كادمان على ذلك استغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
"علينا التحرر من التبعية للنفط"
وتتابع منظمة غرين بيس منذ عشرين سنة مفاوضات المناخ التي تجري تحت مظلة الأمم المتحدة، وكما تقول سندي باكستر التي تعمل لدى المنظمة هناك العديد من الأسباب التي تؤكد جدوى الاقتصاد الأخضر وتضيف:"علينا التحرر من التبعية للنفط"، ثم توضح أن الوصول إلى هذا الهدف يتم عن طريق مفاوضات المناخ أي من خلال التوصل إلى ميثاق دولي يفضي إلى" تخفيض اعتمادنا على منابع الطاقة الأحفورية ويجعلنا نتجه نحو مستقبل طاقة نظيفة تمكننا من مجابهة التحول المناخي".
ويرى فيليكس ماتيس أن كارثة النفط في خليج المكسيك وعواقبها الوخيمة على البيئة والإنسان تبين أيضا أن التحول المناخي قد يكون أسوأ كارثة بيئية على الإطلاق إذا لم يتم البدء باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتصدي له ويضيف :" لقد اقتصرت مناقشاتنا حتى الآن على بحث كيفية دمج سياسة البيئة بسياسة الطاقة"، لكن سياسة الطاقة كما يقول فلن تشكل في المستقبل سوى واحدة من النواحي العديدة لسياسة المناخ.
الكاتبة: هيله يبسن/ منى صالح
مراجعة: عبده جميل المخلافي