الضعف الجنسي لدى الرجال يدق ناقوس الخطر في المجتمع
٦ ديسمبر ٢٠٠٦في العملية الجنسية يأمل الرجل دائماً بأداء جيد، إلا أنه قد يبالغ أحياناً في آماله تلك لدرجة تتوقف معها آلة أمله. فالتفكير في تلك المسألة أكثر من اللازم قد ينتج عنه خوف لا يحمد عقباه من الفشل الجنسي. وعن ذلك تقول الدكتورة كونيليا هَكل، أخصائية علم الهرمونات والمسالك البولية: "إن مبالغة الرجل في توقعاته الجنسية قد تفوت عليه عملية الانتصاب، فالرجل ليس بآلة".
عادة ما تنخدع الناس بأفلام الجنس، التي تبالغ في تمثيل اللقاء الجنسي بين الرجل والمرأة من حيث الكم والكيف، فيدوم ذلك اللقاء ساعات طوال يتنقل خلالها الطرفان من وضع إلى آخر بلا تراخ ولا تقصير من جانب العنصر الرجالي. وكل ذلك قد يوقع بعض الرجال تحت ضغط الخوف من ألا يوفق جنسياً على مثل هذا النحو الخادع في الفيلم. "وهذه مشكلة قد تكون حملاً، لا تقل وطئته عن مشاكل العمل والمشاكل المادية وعدم القدرة على إثبات الذات. وهذا ما يجعل مركز الجنس في المخ يفرز هرمونات تشل الحركة الجنسية"، كما تقول الدكتورة كونيليا هَكل.
أسباب عضوية
وإذا كان الرجل في سن متقدمة ولا يستطيع أن يحقق من الجنس مراده، فإن السبب في ذلك غالباً ما يكون عضوياً. وإذا كان العضو الذكري لا ينتصب إلا بمشقة أو لا ينتصب أصلاً، فإن ذلك قد يكون مؤشراً على أمراض الأوعية الدموية. "وبما أن شرايين القضيب ضيقة جداً فإنها أقرب عرضة إلى التصلب"، كما توكد هَكل. وضيق الشرايين هذا ينتج عن ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول، وهو من المخاطر الأساسية للإصابة بانسداد أوعية القلب والسكتة القلبية، "لذا يمكن القول بأن القضيب مؤشر لمدى صحة القلب، وإذا توقف عن النبض كان ذلك مؤشراً على أمراض القلب". أضف إلى ذلك مرض السكر وضرره للشرايين، زيادة الوزن، التدخين، الكحول، مشاكل العمود الفقري، الاضطرابات العصبية؛ وكلها أسباب تؤدي إلى الضعف الجنسي.
كما لا تفوتنا الإشارة إلى أن الارتخاء قد يكون أيضا نتيجة أعراض جانبية لبعض الأدوية، مثل أدوية الضغط وأدوية العلاج النفسي والأدوية المدرة للبول. وغالبا يلتقي المرضان العضوي والنفسي. والجدير بالذكر أن أول مرة يتعطل فيها العضو الذكري قد تفجر أزمة نفسية داخل الرجل؛ فالخوف من الفشل مستقبلاً قد يرفع من خطورة الحالة فتصبح مزمنة.
العلاج ممكن
"الضعف الجنسي يلاحق 20 بالمائة من الرجال" هذه نتيجة إحصائية رسمية لحالات العجز الجنسي المزمن لدى الرجال في ألمانيا. والعلاج ممكن؛ وكل رجل يستطيع أن يحكم على نفسه ويعرف ما إذا كان في حالة تستدعي العلاج أم لا. وتقول كونيليا هَكل: "إن الرجل المصاب لا يذهب إلى الطبيب إلا بعد وقت طويل يظل فيه متردداً وخجولاً، وذلك بالرغم من تحرر مجتمعنا." وتضيف هَكل: "ما زال الصمت يسود في موضوع العجز الجنسي، فالحديث عنه لا يزال عيباً بنفس الدرجة التي كان عليها قبل 30 سنة". وذلك بالرغم من أن تأثيراته السلبية لا تقف عند حد كونه مرضاً جنسياً فحسب، بل تتعداه لتأثر على الشخصية والثقة بالنفس، ولا ننسى كذلك شريكة الحياة، التي تعاني أيضاً من مغبة هذا المرض.
هناك عدة إمكانيات لإعادة الحيوية والنشاط إلى العضو الذكري المصاب. ومن الناحية العملية فمن المفروض ألا يبقى في وقتنا هذا رجل يعاني من العجز الجنسي. أما طرق العلاج فتتنوع حسب اختلاف الحالات والشخصيات والأعمار.