الصوم عن المحمول: تجربة تلاميذ ألمان بعيدا عن الهاتف
١٥ أبريل ٢٠١٣رغم أن كلا من التلميذة ليوني وزميليها ماكس وباسكال متشككون في جدوى المشاركة إلا أنهم قرروا المشاركة. وعزم هؤلاء التلاميذ مع الكثير من غيرهم على وضع هواتفهم الذكية والمحمولة "سمارتفون" في خزينة أحد البنوك ولمدة أسبوع بدءا من الاثنين (15 نيسان/ أبريل 2013). ويشارك نحو 45 تلميذا في الصف العاشر من مدرستي مارتينو كاتارينيوم وفالدورف شوله بمدينة براونشفايغ غرب ألمانيا في هذه التجربة التي جاءت بمبادرة من مجلس بلدية مدينة براونشفايغ بولاية سكسونيا السفلى. وسيحكي التلاميذ بعد أسبوع عن تجربتهم مع "الصوم" عن المحمول.
ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى شعرت التلميذة ليوني أنها "تفتقد شيئا ما". وتستخدم ليوني الجهاز أيضا كساعة ومنبه. وتوقعت ليوني /16 عاما/ أن تكون الأيام الأولى لهذا "الصوم" صعبة، "ولكن ربما شعرت فيما بعد أني أكثر حرية وأكثر استرخاء". أما زميلتها إيزابل فهي على يقين بأنها ستفتقد هاتفها "فسيكون من الصعب علي أن أتواعد مع صديقاتي، ولكني أعتزم محاولة ذلك بجد على مدى أسبوع".
ورغم أن التلميذ ماكس لم يمتلك جهاز سمارتفون إلا قبل ستة أسابيع، فقط إلا أنه بدأ بالفعل في معرفة قيمة الجهاز ومميزاته "فأنا عضو في اتحاد التلاميذ، ونتواصل عبر تطبيق واتس أب" وهو التطبيق الذي يتبادل عبره معظم التلاميذ أخبارا، "وارتفعت وتيرة استخدامه بشكل هائل خلال الأشهر الماضية" حسبما أوضح ميشائيل روس، المسئول الإعلامي بالكنيسة في براونشفايغ والذي يحاول من خلال هذه التجربة معرفة النقطة التي يمكن أن تتحول فيها العادة إلى إدمان. ويقول روس: "ليست هناك تجارب كثيرة موثوق بها عن عدد الشباب الذين يعانون من إدمان الوسائط الرقمية.. من الممكن أن تتحول الرياضة نفسها إلى إدمان".
هناك جهات أخرى دعت إلى تجارب مشابهة من بينها اتحاد "زود فيست" للأبحاث التربوية للوسائط الإلكترونية "وتهدف هذه التجارب إلى تعريف الشباب بالقيمة الحقيقية لأجهزة الهاتف والهواتف الذكية" حسبما أوضح توماس راتجيب، من اتحاد زود فيست.
وعن أهمية هذه التجربة يقول مانفريد فيلدهاجه، مدير مدرسة مارتينو كاتارينيوم الثانوية: "لا نريد شيطنة الوسائط الرقمية، فهي تقدم فرصا أيضا.. ولكن التلاميذ يريدون أيضا تعلم كيفية الاستفادة من الوسائط بشكل واع". وترى التلميذة إيزابل /16 عاما/ أنها بحاجة لأن تتعلم شيئا فيما يتعلق بهذه النقطة وقالت: "أتلقى رسائل من آخرين بشكل مستمر، وحيث إني فضولية فأنا أفتح جهازي دائما لمعرفة ما إذا كانت رسائل جديدة قد وصلت أم لا، وهو ما يضر بواجباتي المنزلية". ويشاطرها الرأي في ذلك التلميذ نضال /16 عاما/ قائلا: "أنظر كل 20 إلى 30 دقيقة إلى جهاز الهاتف الذكي الخاص بي".
وحسب إحصائية لمعهد "جي اف كي" للدراسات الإحصائية فإن نحو 100% من جميع التلاميذ فوق سن 12 عاما يمتلكون جهازا محمولا وأن نصف هذه الأجهزة تقريبا هواتف ذكية. ولكن روس يقول: "حسب تقديراتي الخاصة فإن 85% أو أكثر من الشباب أصبحوا يمتلكون أجهزة هواتف ذكية".
والتلميذ باسكال من التلاميذ القلائل الذين يمتلكون هاتفا ولكنه ليس سمارتفون "فعلاقاتي أقل من علاقات الآخرين" حسبما أوضح باسكال. يشار إلى أن التلاميذ الذين يشاركون في هذه التجربة لم يتخلوا عن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.
ف.ي/ م.س (د ب أ)