الشرطة تخلي جامعة برلين من معتصمين مؤيدين للفلسطينيين
٢٤ مايو ٢٠٢٤أعلنت الشرطة الألمانية الانتهاء من إخلاء أجزاء من مبنى احتله متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في جامعة هومبولت في برلين. وقالت المتحدثة باسم الشرطة، إن أفراد الشرطة فتحوا بالقوة أبوابا مغلقة وبعضها كان معززا بحواجز.
واصطحبت الشرطة الأشخاص الذين غادروا المبنى طوعا إلى الخارج، واطلعت على هوياتهم. وقال متحدث في وقت لاحق إن 150 متظاهرا احتلوا غرفا في معهد العلوم الاجتماعية منذ أول أمس الأربعاء. ولم ترد أي أنباء حتى الآن بشأن وقوع إصابات.
وقال متحدث باسم شرطة برلين مساء الخميس (23 مايو/ أيار 2024)، إن نحو 50 ناشطا اعتصموا في جامعة هومبولت لفترة من الوقت حتى بعد إخلاء الغرف المحتلة، وفقا لما أفاد به أفراد الشرطة. ولكن الشرطة أعلنت بعد ذلك "إخلاء المبنى بالكامل".
وقال النشطاء إن حوالي 100 شخص قضوا الليلة في المعهد التعليمي، الذي يعتبر واحدا من بين ثلاثجامعات كبرى في العاصمة الألمانية. وأعربت فون بلومنتال عن أسفها من "عدم التوصل لاتفاق مع النشطاء المؤيدين للفلسطينيين".
رئيسة الجامعة "اضطررنا إلى وقف الحوار"
وبعد ظهر أمس الخميس، أجرت رئيسة الجامعة يوليا فون بلومنتال مناقشات خلف الأبواب المغلقة مع الأكاديميين والمعتصمين. وتحدثت فون بلومنتال أيضا إلى الشرطة عدة مرات. وكان نشطاء جماعة "ائتلاف طلاب برلين" وراء الاعتصام داخل الجامعة.
ودافعت فون بلومنتال عن استراتيجيتها القائمة على الحوار مع الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعة. وصرحت الجمعة لمحطة "برلين براندنبورغ" الإذاعية: "لقد وصلنا إلى الحد الأقصى في تسامحنا لأننا مقتنعون بأنه من الضروري استكشاف هذه الحدود لمعرفة ما إذا كان لا يزال بإمكاننا الدخول في حوار مع الطلاب"، مضيفة أن الجامعة تمكنت من الدخول في حوار مع إحدى المجموعتين الطلابيتين المشاركتين في الاعتصام وتوصلت معها إلى اتفاقات، مثل عدم القيام بأي كتابات أخرى على الجدران. وذكرت رئيسة الجامعة أنه "تقرر من أعلى" أمس الخميس أن تقوم الشرطة بإخلاء القاعات التي يعتصم فيها الطلاب عقب حوالي يوم واحد من الاحتجاج، وقالت: "كنا في حوار حول الوضع هناك، ومن وجهة نظرنا كنا بحاجة إلى مزيد من الوقت لنرى ما إذا كان بإمكاننا أن نقود بأنفسنا هذا الحوار إلى نتيجة أم لا... كنا نريد فقط إتمام هذه المحاولة بأنفسنا، لكن اضطررنا إلى وقف محاولة الحوار".
وتشهد جامعات في ألمانيا احتجاجات وفعاليات طلابية متكررة ضد حرب غزة لإظهار التضامن مع الفلسطينيين.
وزير العدل ينتقد المحاضرين
وفي ضوءالاحتجاجات الموالية للفلسطينيين في الجامعات الألمانية، وجه وزير العدل الألماني ماركو بوشمان انتقادات للمحاضرين. وقال بوشمان في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم الجمعة: "لا ينبغي السماح بتهديدات أو إهانات أو تأييد جرائم... شخصيا كنت أتمنى أن يشجع المحاضرون طلابهم على تقديم الحجج. في الجامعات يجب أن تؤخذ الحجة الأقوى بعين الاعتبار، وليس الصراخ الأعلى".
وذكر بوشمان أن حركة حماس هي المسؤولة عن المعاناة في غزة وأن ألمانيا لديها مسؤولية خاصة تجاه إسرائيل، مضيفا أنه يمكن بالطبع لأي شخص لا يتفق مع هذا الموقف أن يتذرع بحرية التعبير، وقال: "الأمور وصلت إلى أقصى مدى لها هناك، حيث يتم ممارسة العنف أو التحريض عليه، وحيث يتم انتهاك الحقوق الشخصية أو يتم استخدام رموز تنظيمات إرهابية"، ويُذكر أن حركة حماس تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وأضاف بوشمان أنه يجد بعض الآثار الجانبية للاحتجاجات في الجامعات مؤلمة بشكل خاص، وقال: "هذا هو المكان الذي من المفترض أن يعالج فيه الشباب الصراعات - بحجج يمكن التحقق منها عقلانيا. ليس بالصراخ على الآخرين أو تهديدهم بقبضة اليد".
ع.ج/ و.ب (د ب أ)