السويد تؤكد أنها لن تسلم آسانج "ليعدم" في الولايات المتحدة
٢١ أغسطس ٢٠١٢في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية الصادرة اليوم الثلاثاء 21 أغسطس/آب، قالت سيسيليا ريدسيليوس نائب مدير الشؤون الجنائية والتعاون الدولي بوزارة العدل السويدية إن هناك شروطا صارمة لأي تسليم محتمل لأسانج للولايات المتحدة، بينها أن تلتزم الحكومة الأمريكية بضمان عدم تعرض أسانج لحكم بالإعدام "بأي حال من الأحوال". وأوضحت المسؤولة القضائية: "نحن لن نسلم أبدا شخصا تتهدده عقوبة الإعدام".
تسعى السلطات السويدية لتسلم الاسترالي أسانج الموجود حاليا داخل سفارة الإكوادور بالعاصمة البريطانية لندن وذلك للتحقيق معه على خلفية اتهامات بالاغتصاب. لكن أسانج أعلن مرارا عن تخوفه من أن تسلمه السلطات السويدية بدورها إلى الولايات ويصدر هناك حكم بإعدامه لقيامه بنشر عشرات الآلاف من الوثائق السرية الخاصة بالجيش الأمريكي حول الحرب في العراق وأفغانستان إضافة إلى برقيات دبلوماسية تسببت في حرج بالغ لواشنطن. وأوضحت المسؤولة بوزارة العدل السويدية في المقابلة أن الولايات المتحدة لم تتخذ حتى الآن خطوة لتسلم أسانج، كما لم تتلق بريطانيا طلبا بهذا المعنى من واشنطن حتى الآن.
ومن جانبها، ردت الولايات المتحدة الاثنين على جوليان أسانج الذي اتهمها بملاحقته وموقعه ويكيليكس، مذكرة بأن الاسترالي الذي تدور حوله أزمة قانونية دولية متهم قبل كل شيء بالاغتصاب في السويد.
وظهر مؤسس ويكيليكس الأحد من على شرفة سفارة الإكوادور في لندن ليطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما بالكف عن ملاحقته وموقعه، من دون التطرق إلى الأسباب التي يسعى البريطانيون إلى ترحيله على خلفيتها إلى السويد، إذ انه مطلوب لدى القضاء السويدي بتهمتين وجهتهما شابتان ضده بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.
واستغل أسانج الحصانة الدبلوماسية لمبنى السفارة الإكوادورية لإلقاء كلمته مدافعا عن "العدالة" وحرية الصحافة وتحدى واشنطن وحثها على اتخاذ "الخيارات الجيدة". وفي أول رد على تلك التصريحات اعتبرت الخارجية الأميركية الاثنين أن مؤسس ويكيليكس الذي أثار ضجة عالمية عام 2010 عندما نشر مئات آلاف البرقيات الدبلوماسية الأميركية سعى من خلال اتهاماته إلى "صرف الانتباه" عن الاتهامات الموجهة إليه في السويد بالاغتصاب.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن أسانج اللاجئ منذ شهرين في سفارة الإكوادور في لندن "يطلق كل أنواع التصريحات المجانية بحقنا في حين أن حالته مع حكومة بريطانيا تتطلب مثوله المحتمل أمام القضاء السويدي في مسألة لا علاقة لها بتاتا بويكيليكس إنما تتعلق باتهامات بجرائم جنسية". وكررت أن "هذه القضية لا علاقة لها على الإطلاق" بالولايات المتحدة بل "تعني المملكة المتحدة والسويد والآن الإكوادور".#
الإكوادور تبدي استعدادها للتفاوض حول قضية أسانج
وأسانج البالغ 41 عاما هو الشخصية الرئيسية في أزمة دبلوماسية قانونية مستمرة منذ فترة، فبعد منحه "اللجوء الدبلوماسي" في 16 آب/أغسطس، أعربت حكومة الإكوادور الاثنين عن تفضيل التفاوض في الوقت الحاضر مع البريطانيين لحثهم على السماح لأسانج بالمغادرة إلى كويتو عوضا عن إلزام لندن بذلك باللجوء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي.
وأعلن رئيس الإكوادور اليساري رافاييل كوريا في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي مساء الاثنين: "نحن منفتحون دوما على الحوار مع حكومتي بريطانيا والسويد". وأضاف أن موقف لندن والسويد "المتصلب" هو الذي أشعل الأزمة.
وقال رئيس الإكوادور إن "بريطانيا والسويد اعتمدتا موقفا متصلبا تماما" مشيرا إلى أن هاتين الدولتين لم تعطيا أبدا ضمانة بأن أسانج لن يسلم إلى الولايات المتحدة، حيث يواجه مخاطر عقوبة سجن طويلة. غير أن الخارجية البريطانية ردت بأن ترك الاسترالي يخرج حرا من بريطانيا غير وارد، مؤكدة التصميم على التوصل إلى مخرج دبلوماسي للقضية.
وبالرغم من إعطاء القضاء البريطاني الضوء الأخضر لتسليم الاسترالي إلى السويد، فإن وزير الخارجية وليام هيغ استبعد علنا اقتحام الشرطة قنصلية الإكوادور لتوقيف أسانج.
وكان كوريا أكد الجمعة أن مؤسس ويكيليكس يمكنه أن يبقى "إلى ما لا نهاية" في القنصلية مذكرا بمفهوم "اللجوء الدبلوماسي" الوارد في اتفاقية أبرمتها منظمة الدول الأميركية في كانون الأول/ديسمبر 1954، وهو مفهوم لا تعترف به الخارجية الأميركية، بحسب ما أكدت.
وسط هذا الوضع المعقد على مستوى القانون الدولي تلقى أسانج والإكوادور دعم اتحاد دول جنوب أمريكا فيما تجمع حوالي ألف مناصر للرئيس الإكوادوري في كويتو لمطالبة لندن بفتح طريق آمن لخروج أسانج إلى الإكوادور. في الوقت نفسه قررت مجموعة من المتظاهرين الاعتصام أمام السفارة البريطانية في نيويورك "إلى أن يتمكن جوليان أسانج من مغادرة سفارة" الإكوادور في لندن، بحسب أحدهم.
ومن جهة أخرى، هدد رئيس فنزويلا هوغو تشافيز الاثنين بريطانيا "بردود جذرية جدا" في حال اقتحام القوات البريطانية السفارة الإكوادورية في لندن لتوقيف أسانج.
(س.ك/ ع.ج. (رويترز، أ.ف.ب، د.ب.أ)