السودان ـ تواصل الاشتباكات في الخرطوم ومدن أخرى وسقوط ضحايا
١٥ أبريل ٢٠٢٣في تصريحات لقناة الجزيرة، أكد قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان محمد حمدان دقلو إن قواته "لن تتوقف" إلا بعد "السيطرة الكاملة على كل مواقع الجيش" السوداني.
وشدد على أنه لا يمكنه التكهن بموعد توقف القتال. وقال "لا أستطيع أن أحدد (متى تنتهي المعارك)، فالحرب كر وفر".
من جهته قال قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان في تصريحات منفصلة لقناة الجزيرة، إنه "فوجئ في التاسعة صباحا" بحصار مقر قيادته من قبل قوات حميدتي حليفه السابق الذي يصفه اليوم بأنه "يقود ميليشيا مدعومة من الخارج".
واستبعدت القوات المسلحة السودانية إمكانية إجراء مفاوضات أو حوار مع قوات الدعم السريع، وقالت على صفحتها على فيسبوك "لا تفاوض ولا
حوار قبل حل وتفتيت ميليشيا حميدتي المتمردة".
واندلعت أحداث عنف بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان والقوات المسلحة اليوم السبت (15 إبريل/نيسان 2023) فيما يبدو أنه صراع على السلطة قبل انتخابات كانت مقررة بعد انقلاب عسكري.
وقالت نقابة الأطباء في بيان على فيسبوك إن ثلاثة مدنيين قتلوا، اثنان منهم في مطار الخرطوم فيما لقي شخص ثالث حتفه أثناء المعارك في الأبيض بشمال كردفان (وسط السودان).
وفي وقت لاحق قالت نقابة أطباء السودان لرويترز إن 25 شخصا على الأقل قتلوت وإصابة 183 في أنحاء البلاد بعد الاشتباكات "ولا يمكننا تأكيد أن جميعهم مدنيون".
وتدور المواجهات الآن بين الفريقين حول مبنى وسائل الإعلام التابعة للدولة بهدف السيطرة عليها، فيما انقطع إرسال التلفزيون بعد أن ظل ضعيفا لبعض الوقت.
وأعلنت قوات الدعم السريع قبيل ظهر السبت "السيطرة الكاملة" على القصر الجمهوري في وسط الخرطوم وقصر الضيافة، الذي يستقبل فيه كبار ضيوف الدولة، ومطار الخرطوم ومطاري مروي (شمال) والأبيض (وسط)، فيما نفي الجيش السيطرة على المطار مؤكدا أن "عناصر من الدعم السريع تسللت الى المطار وأحرقت طائرتين إحداها تابعة للخطوط السعودية" التي أكدت وقوع هذا الحادث.
ونشرت قوات الدعم السريع مقطعا مصورا قالت إنه لقوات مصرية "تسلم نفسها" لها في مدينة مروي بشمال البلاد. وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية في بيان إن قوات مصرية موجودة في السودان لإجراء تدريبات مع جنود سودانيين، مضيفا أن التنسيق يجري مع الجهات المعنية في السودان لضمان تأمين القوات المصرية.
وكانت القوات المسلحة السودانية قد أعنلنت في وقت سابق السيطرة على قيادة قوات الدعم السريع دون مقاومة. وقالت القوات المسلحة السودانية، في بيان عبر حسابها بموقع "فيسبوك" اليوم إنها "تسيطر على قيادة القوات الخاصة لمليشيا الدعم السريع دون مقاومة من منتسبيها الذين أعلنوا عدم رغبتهم في استخدامهم لتحقيق أهداف ومطامح شخصية لقيادتهم". وأشارت إلى أن "قائد قوات الدعم السريع بولاية النيل الأبيض يسلم جميع قواته ومعسكراته ومعداته لقيادة الجيش بالولاية ويعلن انضمامها للقتال بجانبها".
وأعلن الجيش أن الطيران الحربي نفذ ضربات جوية على معسكرين لقوات الدعم السريع في الخرطوم، وقال في بيان إن "القوات الجوية تقوم بتدمير معسكر طيبة ومعسكر سوبا التابع لميليشيا الدعم السريع" في الخرطوم.
وأعلن الجيش السوداني أن عناصر من قوات الدعم السريع تسللت في وقت سابق من اليوم إلى مطار الخرطوم، وقامت باستهداف وحرق طائرات مدنيه إحداهما تتبع للخطوط الملكية السعودية.
وقال الجيش في صفحته على موقع فيسبوك إن القوات المسلحة استطاعت تدمير أكثر من 80 عربة لمليشيا الدعم السريع المدعومة خارجيا، مشيرا إلى هروب بقية عناصر القوات إلى منطقة جبل غزالة لتحتمي بالمدنيين بمدينة مروي.
دعوات إلى وقف القتال والتهدئة
ودعت القوات المسلحة السودانية المواطنين إلى الابتعاد عن شوارع الأحياء وعدم إيواء الهاربين. ونقلت رويترز عن شاهد قوله إن مذيعا ظهر على شاشة تلفزيون السودان الرسمي لفترة وجيزة وقال إن فيما سُمعت أصوات إطلاق نار في الخلفية.
من جانبه أدان الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان، فولكر بيرتس، بشدة، اندلاع القتال في السودان، وبحسب ما ورد على موقع البعثة على موقع فيسبوك اليوم، أجرى الممثل الخاص بيرتس اتصالات مع طرفي النزاع، داعيا إلى وقف فوري للقتال من أجل ضمان سلامة الشعب السوداني وتجنيب البلاد مزيدا من العنف.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الوضع في السودان "هش" لكنه أصر على أنه لا تزال هناك فرصة لاستكمال الانتقالإلى حكومة يقودها المدنيون. وأضاف خلال تصريحات من العاصمة الفيتنامية هانوي أن بعض اللاعبين "ربما يحاولون عرقلة التقدم" في السودان.
هذا فيما توالت الدعوات إلى التهدئة وعدم التصعيد والعودة إلى الحوار، من دول عديدة بينها السعودية ومصر وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، حيث دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل جميع القوى في السودان إلى وقف العنف فورا. وكتب على تويتر أن جميع موظفي الاتحاد الأوروبي في السودان في أمان.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الإنهاء الفوري لأعمال العنف في السودان. وقال المتحدث باسم الأمين العام إن غوتيريش تحدث بها الخصوص مع القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية محمد حمدان دقلو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد.
ع.ج/ ع.أ.ج/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب، د ب أ)