السعودية تلوح بـ"رد أكبر" على تهديدها بـ"عقوبات قاسية"
١٤ أكتوبر ٢٠١٨رفضت السعودية الأحد (14 تشرين الأول/ أكتوبر 2018) تهديدها بعقوبات اقتصادية وسياسية بسبب قضية اختفاء الصحافي جمال خاشقجي في قنصليتها في إسطنبول، مؤكدة أنها سترد على أي إجراء يتخذ ضدها "بإجراء أكبر"، ويأتي ذلك بعد ساعات من تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بعقاب قاس".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول سعودي لم تكشف عن اسمه أن السعودية تؤكد "رفضها التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها سواءً عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية، أو استخدام الضغوط السياسية، أو ترديد الاتهامات الزائفة (...) التي لن تنال من المملكة ومواقفها الراسخة ومكانتها العربية والإسلامية والدولية "، مؤكدة أنها "إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر".
وقال المسؤول: "مآل هذه المساعي الواهنة كسابقاتها هو الزوال، وستظل المملكة حكومة وشعباً ثابتة عزيزة كعادتها مهما كانت الظروف ومهما تكالبت الضغوط".
ويأتي ذلك غداة اعتبار الرئيس ترامب أنّ الرياض يمكن أن تكون وراء اختفاء الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول، متوعّداً إيّاها بـ"عقاب قاس" إذا صحّ ذلك، في حين تنفي السعودية أن تكون أمرت بقتل الصحافي الذي وجه انتقادات لسياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: "كان أملنا الأول ألاّ يكون قد قُتل، لكن ربما الأمور لا تبدو جيدة... بحسب ما نسمعه". وأضاف: "قد لا نتمكّن من رؤيته مجدداً، هذا أمر محزن جداً"، مشيراً إلى أنه سيجري السبت مساءً أو الأحد اتّصالاً بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
لكن الرئيس الأمريكي أكّد أنّه في الوقت الراهن "لا أحد يعلم ماذا حدث"، مجدّداً التأكيد على أنّه حتى وإن قرّر معاقبة السعودية فهو لن يتّخذ أي إجراء ضدها تكون له عواقب سلبية على الاقتصاد الأمريكي مثل إلغاء مبيعات أسلحة أمريكية إلى الرياض.
وقال ترامب: "اعتقد أننا إذا فعلنا ذلك إنّما نكون نعاقب أنفسنا. هناك أمور أخرى يمكننا القيام بها وهي قوية جداً جداً وشديدة جداً"، من دون أن يوضح ماهيّة هذه الإجراءات. وكان ترامب قال في مقابلة مع قناة "سي بي أس" سجّلت الخميس وبثّت السبت "حتى الآن هم (السعوديون) ينفون (تورطهم) بشدّة. هل يمكن أن يكونوا هم؟ نعم"، مؤكّداً أنّه إذا تبيّن فعلاً أنّ المملكة مسؤولة عن اختفاء الصحافي المعارض فسيكون هناك "عقاب قاس".
وإثر هذه التصريحات ذات الصلة بقضية إختفاء خاشقجي، سُجل هبوط في مؤشر البورصة السعودية يفوق 7 بالمائة بعد ساعة من بدء التداول الأحد، فاقداً مكتسبات عام 2018، مع تزايد الضغوط الدولية على المملكة الغنية بالنفط. وخسر مؤشر السوق المالية السعودية "تداول" أكثر من 400 نقطة في أول يوم من الأسبوع، ما يعني أنه فقد كل المكتسبات التي حققها من بداية العام.
وجرى التداول بالمؤشر بأقل من 7000 نقطة، في أدنى مستوى له منذ 10 أشهر، فاقداً 18 بالمائة كان قد ربحها منذ بداية 2018.
وكانت كل القطاعات الـ 15 في السوق المالية الأحد في المنطقة الحمراء بينما انخفضت كافة الأسهم تقريباً. وتقدّر خسائر السوق المالية السعودي، وهي الأكبر في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، بنحو 50 مليار دولار خلال جلستي الخميس والأحد.
ع.غ/ م.س (آ ف ب، د ب أ، رويترز)