سجينات سياسيات في المعتقلات الإيرانية يناضلن ضد الإعدامات
٢٢ أغسطس ٢٠٢٤تعرضت نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام والناشطة في مجال حقوق الإنسان، للاعتداء الجسدي من قبل حراس سجن إيفين سيء السمعة في طهران. حيث قامت محمدي، وفقاً لعائلتها ومحاميها، مع عدد من السجينات الأخريات بتنظيم احتجاج ضد عقوبة الإعدام في 6 أغسطس/آب، والذي تم قمعه بعنف.
ووفقاً للتقارير، فقد فقدت عدة سجينات وعيهن خلال الهجوم، ورغم تلقي بعضهن علاجاً بسيطاً من طبيب السجن، فقد تم حرمانهن من الرعاية الطبية المناسبة. في مقابلة مع DW أكد زوج نرجس محمدي، تقي رحماني، الحادثة، وقال: "لجميع السجناء الحق في حرية التعبير وأعمال الاحتجاج السلمية. ويجب ألا يتعرضوا للضرب بهذه الوحشية بسبب ذلك".
وتواجه نرجس محمدي حكماً بالسجن لمدة عشر سنوات بسبب نشاطها السلمي من أجل حقوق الإنسان، بما في ذلك جهودها لإلغاء عقوبة الإعدام في إيران. زوجها رحماني، المقيم في المنفى في باريس مع طفليهما التوأم كيان وعلي، أشار إلى أن محمدي تعاني من مشاكل صحية خطيرة، حيث يوجد تضيق في شرايين قلبها. الأطفال لم يروا والدتهم منذ مغادرتهم إيران عام 2015، ولم يسمعوا صوتها منذ تسعة أشهر، حيث ترفض سلطات السجن منحها حق التواصل الهاتفي معهم.
ماي ساتو قلقة أيضا بشأن محمدي وغيرها من النساء المصابات. وقالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في إيران لـDW إنها دعت مع خبراء آخرين في مجال حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى الإفراج الفوري عن محمدي. كما تطالب ساتو برعاية طبية كافية لها وللسجناء الآخرين. وستواصل مراقبة الحالة. وتنكر سلطات السجن أن الحراس أساءوا جسديا إلى السجينات.
السجينات السياسيات و التوعية المجتمعية
"نرجس وغيرها من السجناء السياسيين الشجعان في إيران ملتزمون بتثقيف المجتمع. إنهم شوكة في خاصرة الأجهزة الأمنية. وتحاول السلطات كسرها"، يقول عبد الكريم لاهيجي، المحامي والرئيس الفخري للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، في مقابلة مع DW. وأوضح أن السلطات تحاول كسر إرادتهن. لاهيجي، الذي يعيش في باريس، ملتزم بالنضال من أجل حقوق الإنسان في إيران منذ أكثر من خمسة عقود. وأضاف: "السجناء السياسيون ونشطاء حقوق الإنسان في إيران بحاجة إلى تضامننا. وندعو المنظمات المستقلة إلى التحقيق في الحوادث التي وقعت في السجون الإيرانية ومحاسبة المسؤولين عنها".
نشر لاهيجي، إلى جانب 42 ناشطاً ومنظمة حقوقية، رسالة مفتوحة تضامناً مع السجينات السياسيات في إيران، مطالبين بإنهاء القمع وإجراء تحقيق دولي في الانتهاكات.
ونشرت هذه الرسالة يوم الاثنين 19 آب/أغسطس في عدة صحف أوروبية، بما في ذلك الصحيفة اليومية الفرنسية "ليبراسيون" وصحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية، داعية إلى وضع حد للقمع وإجراء تحقيق دولي.
احتجاجات أسبوعية داخل السجن
في سجن إيفين في طهران، تُحتجز حالياً حوالي 70 امرأة من مختلف الديانات والأجيال كسجينات سياسيات. هؤلاء النساء تم اعتقالهن وسجنهن بشكل غير عادل بسبب نضالهن من أجل الحرية وحقوق الإنسان في إيران.
تنظم السجينات احتجاجات أسبوعية كل يوم ثلاثاء ضد عقوبة الإعدام. ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، تم تنفيذ 853 عملية إعدام في إيران خلال العام الماضي، وهو أعلى رقم منذ عام 2015. وفي عام 2024، استمرت عمليات الإعدام مع تنفيذ 274 حالة إعدام على الأقل في النصف الأول من العام.
إحدى أحدث عمليات الإعدام المعروفة وقعت في 6 أغسطس/ آب، وهو نفس اليوم الذي تم فيه قمع احتجاج النساء في سجن إيفين.
رضا راسائي، الذي كان ينتمي للأقلية الكردية في إيران، أعدم في سجن ديزل آباد بمحافظة كرمنشاه. وكان الشاب البالغ من العمر 34 عاما قد تم اعتقاله أثناء الاحتجاجات التي رفعت شعار "امرأة، حياة، حرية". واتهم هو وعشرة متظاهرين آخرين بالتورط في قتل أحد أفراد قوات الأمن الإيرانية. وقد رفض رسائي هذا الاتهام حتى النهاية. ووفقا لمنظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان، لم يتم إبلاغ رسائي نفسه ولا عائلته أو محاميه مسبقا بالتنفيذ المزمع لحكم الإعدام.
أعده للعربية: علاء جمعة