الروس يدلون بأصواتهم في انتخابات منح بوتين ولاية جديدة
١٥ مارس ٢٠٢٤توجه الروس إلى مراكز الاقتراع الجمعة (15 من مارس/ آذار 2024)، للمشاركة في انتخابات رئاسية تمتد ثلاثة أيام، ستمنح فلاديمير بوتين، بحكم الأمر الواقع وغياب أي معارضة، ولاية جديدة، في وقت تكثّف من مارس/ آذار أوكرانيا هجماتها نحو مناطق روسية بعد عامين على غزو موسكو لأراضيها.
فوز الرئيس الحالي بوتين في هذه الانتخابات يتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2030. وبفضل التعديل الدستوري لعام 2020، يمكنه كذلك الترشح مرة أخرى والبقاء في المنصب حتى عام 2036، وحينها سيكون قد بلغ 84 عاماً.
وفتحت أولى مراكز الاقتراع عند الثامنة صباح الجمعة (الساعة 20,00 ت غ الخميس) في شبه جزيرة كامتشاتكا وفي توكوتكا في أقصى الشرق الروسي، على أن تغلق الأحد عند الساعة 20,00 (الساعة 18,00 ت غ) في جيب كالينينغراد الروسي الواقع داخل الاتحاد الأوروبي.
نظراً لفارق التوقيت، وبينما بدأ سكان الشرق الأقصى في التصويت، كان سكان الجزء الغربي على أهبة الذهاب إلى للنوم. وعند السادسة صباحا بتوقيت غرينيتش، كانت مراكز الاقتراع قد فتحت أبوابها في عموم روسيا التي تتوزع أنحاؤها على 11 منطقة زمنية مختلفة.
ويستمر الاقتراع ثلاثة أيام، ويشمل مناطق في أوكرانيا أعلنت روسيا ضمّها في أعقاب الغزو الذي بدأته في شباط/فبراير 2022، ومنطقة ترانسدنيستريا الانفصالية المؤيدة لموسكو في مولدافيا.
بوتين يحث على عدم "الانحراف عن المسار"
وقبيل بدء التصويت، حثّ بوتين الذي يتولى السلطة منذ 24 عاما، مواطنيه على عدم "الانحراف عن المسار" والتصويت في هذه "الفترة الصعبة"، معتبرا أن الاقتراع في هذه الانتخابات هو "تعبير عن المشاعر الوطنية".
ويواجه الرئيس المنتهية ولايته ثلاثة مرشحين لا يعارضون الهجوم في أوكرانيا ولا القمع الذي قضى على كل معارضة، وبلغ ذروته بوفاة أليكسي نافالني في السجن في منتصف شباط/فبراير.
وكان بوريس ناديجدين المعارض الجدي الوحيد المرشح الى الانتخابات، لكن اللجنة الانتخابية رفضت خوضه السباق.
من جهتها، دعت يوليا نافالنايا، أرملة أليكسي نافالني، الروس إلى الاحتجاج من خلال التصويت لأي من المرشحين باستثناء بوتين. كما دعت الروس المؤيدين للمعارضة إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع في الوقت نفسه الأحد عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، لإظهار وجود عدد كبير من المعارضين.
وأثارت هذه الدعوة تحذيراً من النيابة العامة في موسكو التي أكدت الخميس أن أي شكل من أشكال الاحتجاج "يعاقب عليه بموجب القانون".
وتسارعت وتيرة قمع الأصوات المنتقدة للكرملين بشكل ملحوظ منذ بدء الهجوم الروسي في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، فقد سجنت السلطات معظم المعارضين وآلاف الروس الآخرين، ودفعت كثيرين إلى المنفى.
وقد انتقدت الولايات المتحدة الاقتراع، ونددت بـ"الانتخابات الصورية المنظمة في الأراضي الأوكرانية المحتلة". ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية المجتمع الدولي إلى رفض نتيجة هذا التصويت الذي وصفته بـ"المهزلة".
سفارة روسيا بواشنطن: تلقينا تهديدات
قال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف أمس الخميس إن سفارته تلقت عدداً من التهديدات فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة الروسية هذا الأسبوع.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن أنتونوف قوله للتلفزيون الرسمي "نتلقى عدداً كبيراً من المكالمات والتهديدات الاستفزازية". وأضاف "نعلم أن هناك خططاً للقيام بأعمال مناهضة لروسيا حول سفاراتنا وقنصلياتنا، وستكون هناك محاولات للدخول إلى سفارتنا. ليس لتعطيل الانتخابات، لأن ذلك لن ينجح، بل لجعل الأمور أصعب وتعكير مزاجنا".
وفي وقت سابق من أمس الخميس، صرح وزير التنمية الرقمية الروسي ماكسوت شادييف لوكالة تاس للأنباء بأنه يتوقع هجمات قرصنة واسعة النطاق على البنية التحتية لنظام التصويت خلال الانتخابات.
ع.ح/و.ب (أ.ف.ب ، رويترز)