الرئيس التونسي يتعهد بـ"القطع التام" مع الماضي
١٩ يناير ٢٠١١تعهد الرئيس التونسي بالإنابة فؤاد المبزع في كلمة توجه بها مساء اليوم الأربعاء عبر التلفزيون إلى الشعب التونسي بـ"القطع التام مع الماضي" وبأن "تتحقق آمال ثورة الحرية والكرامة"، التي أنهت نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقال المبزع، الذي يتولى الرئاسة بالإنابة منذ السبت غداة فرار زين العابدين بن علي إلى السعودية بعد انتفاضة شعبية استمرت شهراً: "سأحرص شخصياً على أن تفي الحكومة بكل تعهداتها للشعب وأولها القطع مع الماضي ثم الإعلان عن العفو التشريعي العام". يُذكر أن المبزع ورئيس الوزراء محمد الغنوشي قدما أمس الثلاثاء استقالتهما من حزب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء التونسية الحكومية.
"الثورة ثورة الحرية والكرامة"
وأضاف المبزغ بالقول: "أتعهد لديكم أن ابذل قصارى جهدي وكل صلاحياتي لتتجاوز بلادنا بسلام هذه المرحلة الصعبة ولتحقق آمال الانتفاضة الشريفة (..) وهذه الثورة ثورة الحرية والكرامة"، متعهداً بالحرص على تطبيق فصل الدولة عن التجمع الدستوري الديمقراطي، حزب الرئيس السابق بن علي الذي أصبح رمزا للقمع والفساد والذي يطالب متظاهرون يومياً منذ الجمعة بحظره.
ويحتج الشارع والمركزية النقابية وقسم من المعارضة بشدة على وجود العديد من أعضاء فريق بن علي في "حكومة الوحدة الوطنية" التي تم الإعلان عنها يوم الاثنين الماضي. ولهذا السبب انسحب أربعة وزراء (ثلاثة نقابيين ومعارض) من هذه الحكومة في اليومين التاليين. وهذه أول كلمة يلقيها المبزع، الذي كان يرأس قبل سقوط النظام مجلس النواب ويتولى بالإنابة رئاسة الجمهورية بموجب أحكام الدستور لدى حدوث "شغور في السلطة".
من جهة أخرى أعلن حزب التكتل الديمقراطي للعمل والحريات المعارض اليوم الأربعاء انسحابه من الحكومة الانتقالية التونسية، التي يشغل فيها أمينه العام مصطفى بن جعفر منصب وزير الصحة. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن خليل زاوية، عضو المكتب السياسي للحزب، قوله إثر اجتماع قيادة الحزب: "قررنا الانسحاب من الحكومة الحالية وعدم المشاركة" فيها و"نطالب بمفاوضات جديدة لتشكيل حكومة جديدة".
منع وزير الداخلية السابق من الهرب إلى فرنسا
في تطور آخر منعت السلطات التونسية مساء اليوم الأربعاء عبد الله القلال، رئيس مجلس المستشارين ووزير الداخلية الأسبق في عهد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من الهرب إلى فرنسا. وذكر تليفزيون "نسمة تي في" الخاص أنه تمّ "منع عبد الله القلال وزوجته هذا المساء من مغادرة التراب التونسي على متن الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية التونسية والمتجهة إلى باريس". وشغل القلال منصب وزير الداخلية من 1991 إلى 1995 ومن 1999 إلى 2001. وأتهم خلال هذه الفترة بتعذيب سجناء من أتباع "حركة النهضة" الإسلامية المحظورة.
وطالب حقوقيون، بعد سقوط نظام بن علي، بمحاكمة القلال بتهمة ممارسة التعذيب خلال فترة إشرافه على وزارة الداخلية. وأعلن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي مساء أمس الثلاثاء طرد القلال وآخرين من عضوية الحزب، "تبعاً للتحريات التي تمت على مستوى الحزب إثر الأحداث الخطيرة التي مرت بها البلاد"، كما جاء في بيان مقتضب. ويعتبر معارضون تونسيون القلال رمزاً من رموز "الاستبداد" و"الفساد" البارزة في عهد الرئيس المخلوع.
(هـ.إ./رويترز/ أ ف ب/ د ب أ)
مراجعة: عماد مبارك غانم