"الحلال" بين الموضة وتطبيق الشريعة
٣ ديسمبر ٢٠١٠
"المكونات: طحين ورز وسكر ودهون نباتية وبندق مطحون وقليل من الكاكاو وبعض المستحلبات، نعم كلها حلال، فبإمكاني شراء المنتج". بعد قراءة المحتويات التي استغرقت حوالي ربع ساعة نجح منتج "الكورن فليكس" في امتحان مكوناته فيما إذا كان حلالا أم لا، ما دفع مليحة لشراء علبتين في آن واحد.
مليحة هي شابة تركية مسلمة تعيش في ألمانيا، وتشتري احتياجاتها الغذائية في أغلب الأحيان من المتاجر التركية "لأكون مرتاحة البال، فمنتجاتهم حلال ولا تحتوي على دهن الخنزير" على حد قولها. ورغم ذلك تضطر في بعض الأحيان للذهاب إلى المتاجر الألمانية، الأمر الذي يدفعها للتدقيق بشدة في مكونات المنتجات الغذائية.
وفي كل مرة تذهب فيها حليمة للتسوق تصطحب معها لائحة خاصة، تقوم بطباعتها من الأنترنيت، وتضم أسماء جميع المكونات التي تجعل المنتج الغذائي غير حلال، إذ تؤكد حليمة على أن هناك بعض المستحلبات تحتوي على دهن الخنزير أو مصنوعة من مواد كحولية. و تستطرد قائلة "هناك بعض الباحثين المسلمين الذين تحروا منشأ تلك المستحلبات من خلال اتصالهم بالشركات الغذائية المنتجة، واستفسارهم عن الأصل الذي صنعت منه، هل هو حيواني أم نباتي أم كيميائي".
"طريقة شراء مبالغ بها"
وعلى صعيد الشباب العرب المسلمين والمقيمين في ألمانيا، ترى الطالبة العراقية ريم من مدينة لايبزيغ أن طريقة مليحة في التسوق معقدة نسبيا، فريم أيضا تنتبه إلى مكونات المنتجات الغذائية التي تشتريها "لكنني لا أصطحب لائحة باسم المستحلبات التي صنعت منها المواد الغذائية، بل أكتفي بقراءة المكونات، فيما إذا كانت تحتوي على دهن الخنزير أو غير ذلك".
ويعلق الشاب السوري فيصل على طريقة مليحة في التسوق ويقول" إنها مبالغ بها بعض الشيء، لأننا إذا أردنا أن نكون دقيقين لهذه الدرجة، علينا ألا نتسوق من المتاجر الألمانية، فأكثر من 60 بالمئة من منتجاتها قد لاتناسبنا".
اختلاف حول تعريف "الحلال"
ورغم الرواج الهائل الذي تحظى به منتجات الحلال في أوروبا، إلا أن البعض يرى وجود اختلاف في الآراء حول تعريف "المنتج الحلال" ، وخاصة فيما يتعلق باللحوم. فحليمة قد تشتري بعض المنتجات الغذائية من المتاجر الألمانية، ولكن عندما يتعلق الأمر بشراء اللحم، فالأمر يختلف تماما، على حد قولها "مهما كان نوع اللحم، باستثناء السمك، لا أشتريه من السوبر الماركت الألماني، بسبب اختلاف طريقة الذبح".
الشاب المغربي عمر، الذي يدرس الإعلام في جامعة بون، له رأي مشابه لرأي حليمة، إذ يرى أن المتاجر الألمانية لا تأخذ طريقة الذبح الإسلامي بعين الاعتبار، فالذبح في الإسلام يعتمد على أسس خاصة "أن تبدأ عملية الذبح بالبسملة، ومن ثم توجيه الذبيحة باتجاه القبلة، واستخدام آلة حادة في الذبح، وإسالة الدم من عروق الذبيحة".
وعلى عكس عمر، يشير فيصل، في حديثه مع دويتشه فيله، إلى أن "جهل البعض بطريقة الذبح التي يتبعها الألمان، والتي تعتمد تخدير الحيوان بالصعق الكهربائي قبل ذبحه"، يجعلهم يبتعدون عن شراء اللحوم من المتاجر الألمانية.
ويؤكد فيصل على أن طريقة الذبح في ألمانيا لا تتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي "النظافة التي تتميز بها المذابح الألمانية تجعلني أثق في شراء اللحم من المتاجر الألمانية".
فنادق "حلال"
أما الشابة المصرية إصلاح، التي تعيش في ألمانيا منذ 3 سنوات فترى أن وجود المتاجر التركية ميزة كبيرة بالنسبة للمسلمين المقيمين في ألمانيا "شراء منتجاتي الغذائية من المتاجر التركية يجعلني مطمئنة بشكل أكبر، فحتى الألبان والأجبان الألمانية قد تحتوي على دهن الخنزير."
شعار الحلال لم يقتصر على المنتجات الغذائية فحسب،. بل دفع رواج هذه العلامة في قطاع صناعة الأغذية، بعض أصحاب الفنادق في أوروبا إلى استخدام هذا الشعار، كوسيلة لجذب السياح المسلمين. ويتميز "الفندق الحلال" بغرفه الخالية من أي أثاث يحتوي على منتجات الخنزير، وفي كل غرفة يكون هناك إشارة واضحة إلى اتجاه القبلة. كما تلغى جميع القنوات التلفزيونية الإباحية داخل الغرف. ولا تقدم هذه الفنادق أي مشروبات كحولية أو مأكولات تخالف أحكام الشريعة الإسلامية.
دالين صلاحية
مراجعة: منى صالح