الحصيلة "قد تتضاعف".. قتلى زلزال تركيا وسوريا يتجاوز 30 ألفا
١٢ فبراير ٢٠٢٣ارتفعت اليوم الأحد (12 فبراير/ شباط 2023) حصيلة الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا وسوريا الاثنين الى 33 الفا و179 قتيلا، بحسب آخر تعداد رسمي. وقالت الأمم المتحدة إنّ هذه الحصيلة قد "تتضاعف" محذرة من إخفاق في إيصال المساعدات إلى الأراضي السورية.
ودخلت عشر شاحنات إلى سوريا من معبر بابا الهوى في شمال غرب سوريا، وفق مراسل وكالة فرانس برس، محمّلة لوازم للإيواء الموقت مع خيم بلاستيكية وبطانيات وفُرش وحبال وما إلى ذلك.
وقالت هيئة إدارة الكوارث التركية "آفاد" إن الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات خلف 29 الفا و605 قتلى في جنوب تركيا، فيما أحصت السلطات 3574 قتيلا في سوريا. وقالت الأمم المتحدة إن هذه الحصيلة يمكن أن "تتضاعف". ويخشى أن يتم العثور على آلاف الضحايا الآخرين. وقد يرتفع العدد إلى 50 ألفا أو أكثر.
و قالت آفاد في بيان نشرته الأحد إن 29 ألفًا و605 أشخاص فقدوا حياتهم جراء الزلزال حتى الساعة 15.55 بالتوقيت المحلي لتركيا (12.55 تغ). وأشار البيان إلى إجلاء 147 ألفا و934 شخصًا من مناطق الزلزال إلى ولايات أخرى. وذكر أن 2412 هزة ارتدادية وقعت جنوبي تركيا عقب الزلزالين العنيفين اللذين كان مركزهما ولاية قهرمان مرعش.
وفي سوريا تسابق منظمة الخوذ البيضاء الزمن للبحث عن ناجين بعد الزلزال. وتضم المنظمة في صفوفها أفرادا من المجتمع المحلي منهم خبازون وصيادلة ومهندسون وتنشط في المناطق التي تسيطر عليها جماعات إسلامية معارضة وسبق أن تعرضت لضربات جوية ومدفعية عنيفة.
وتقول المنظمة إنها فقدت المئات من المتطوعين على مر السنين بينهم أربعة في الزلزال لكنهم في المقابل أنقذوا حياة الآلاف مما جعلهم موضع إشادة من الغرب الذي يقدم أيضا جزءا كبيرا من تمويلهم.
وبينما يخترق حفارٌ أنقاض منزل آخر في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة، يتفقد عبد القادر عبد الرحمن الركام على أمل العثور على أشخاص قد يكونون، رغم كل الظروف، على قيد الحياة.
وتحظى المنظمة التي تأسست عام 2014، وتحمل رسميا اسم الدفاع المدني السوري، بإشادة الغرب تقديرا لجهودها الدؤوبة لانتشال الضحايا من بين أنقاض المباني التي دمرها قصف الحكومة السورية وروسيا.
والحجم الذي يفوق التصور للكارثة قوبل بمساعدات شحيحة من المجتمع الدولي الذي قدم تبرعات مالية ولم يرسل سوى القليل من المساعدات المادية ولا أي معدات ثقيلة مطلوبة لإنقاذ الأرواح في الأسبوع التالي للزلزال.
وقال دبلوماسيان من المنطقة إن الدعم الدولي للمنطقة جاء محدودا بسبب حقيقة وقوعها في نطاق صراع خارج سيطرة الحكومة والقلق إزاء الجماعة التي تدير المنطقة والتي يعتقد بأن لها صلات بتنظيم القاعدة.
وذكرت منظمات إغاثة أنها تواجه مشكلات أمنية في العمل من المنطقة بينما قال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا إن "من غير المنصف على الإطلاق" اتهام التكتل بالإخفاق في تقديم مساعدات كافية.
من جهتها قالت منظمة إغاثة إسرائيلية الأحد إنها علقت عمليات الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وعادت إلى البلاد بسبب تهديد أمني "كبير" لموظفيها.
ونشرت جماعة هتسالا المتحدة صورا على تويتر لأكثر من 24 عنصرا في المجال الطبي يساعدون في التعامل مع تأثير زلزال الاثنين الذي بلغت قوته 7,8 درجات على مقياس ريشتر.
ويأتي إعلان المنظمة الإسرائيلية في أعقاب قرار للجيش النمساوي وطواقم إنقاذ ألمان بتعليق العمليات السبت بسبب مخاوف أمنية.
وأوردت مجموعة ISAR الألمانية "أنباء عن اشتباكاتبين مجموعات مختلفة" على طول الحدود السورية وإطلاق أعيرة نارية.
وجدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، التأكيد على أنّ المعابر الحدودية مع الجانب السوري مفتوحة أمام المساعدات الإنسانية لا سيما الأممية. جاء ذلك في حديث للصحفيين اليوم الأحد، بولاية هطاي التي تعرضت لزلزالين مدمرين ،بحسب وكالة الأناضول التركية للأنباء.
وأكد جاويش أوغلو على تسهيل بلاده لكافة المساعدات الخارجية المتجهة إلى المناطق المتضررة من الزلزالين في سوريا، متابعا بالقول إنّ الأجواء التركية مفتوحة لمن أراد إيصال المساعدات مباشرة إلى السوريين. وأوضح أنّ الطرقات في الجانب السوري من معبر باب الهوى الحدودي تعرضت للتدمير بسبب الزلزالين .
ودعا الوزير التركي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإيصال المساعداتإلى الشمال السوري عن طريق معبرين بولاية كليس. وأوضح أنّ الأمم المتحدة تدرس حاليا استخدام معبري كليس الحدوديين لإيصال المساعدات. ونفى جاويش أوغلو فتح المعابر الحدودية للسوريين في شمال سوريا، وأكد أن حركة العبور تتم من طرف واحد.
يشار إلى أن زلزالا ضرب يوم الاثنين الماضي جنوب تركيا وشمال سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص حتى كتابة هذا الخبر.
ع.أ.ج/ أ.ح (أ ف ب، د ب ا، رويترز)