الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني يُثَبت بيك رئيسا له
٢٧ أكتوبر ٢٠٠٧في بداية مؤتمره العام أعاد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني انتخاب رئيسه كورت بيك بأغلبية كبيرة بلغت 95.5 في المائة من إجمالي الأصوات، إذ حصل على 483 من أصل 505 صوتا. وكان المؤتمر العالم للحزب قد بدأ اليوم الجمعة أعماله في مدينة هامبورغ الألمانية بمشاركة أكثر من نحو 500 مندوب، وبحضور المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر. كما ينوي الحزب خلال المؤتمر، الذي سيتسمر ثلاثة أيام، طرح برنامج عمله المستقبلي المعروف بـ " برنامج النقاط التسع لمزيد من العدالة الاجتماعية في ألمانيا" للتصويت.
واستهل بيك مؤتمر حزبه بالدعوة إلى مزيد من الوعي الذاتي في خلافاته مع الحزب المسيحي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم. كما طالب بالعودة إلى نهج العدالة والحفاظ على "ثقافة الديمقراطية الاجتماعية الألمانية". ووجه رئيس الحزب الاشتراكي في الوقت نفسه نقدا لاذعا للإتحاد المسيحي الديمقراطي، واصفا المستشارة انجيلا ميركل وحزبها "بالتلون وعدم الثبات في المواقف". وحاول بيك قد خلال كلمته التي ألقاها أمام مندوبي الحزب بلورة الأفكار الأساسية للحزب، ولكن من خلال شن هجوم شديد على الاتحاد المسيحي الديمقراطي، إذ اتهم الاتحاد المسيحي بأنه يحاول تقديم نفسه للمواطنين بصورة لا تنسجم مع أهدافه الأصولية الحقيقية فيما يتعلق باقتصاد السوق. ودعا بيك حزبه للمزيد من الثقة بالنفس في تعامله مع حزب اليسار.
نقد لاذع للشريك في الائتلاف
وكانت قيادة الحزب قد صعدت من انتقاداتها للتحالف المسيحي الديمقراطي بالنسبة للقضايا محل الخلاف بين الطرفين، كمسألة وضع حد أدنى للأجور في البلاد. في هذا السياق قال بيتر شتروك، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، في تصريحات نشرتها صحيفة "هاندلز بلات" الألمانية اليوم: "إذا لم تف السيدة ميركل بوعودها، فسيكون هناك غضب حقيقي".
وفي غضون ذلك دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي رشح نفسه للمرة الأولى لمنصب نائب رئيس الحزب إلى استكمال سياسة الإصلاح في الحزب. وأعرب شتاينماير في حوار نشرته صحيفة زود دويتشه تسايتونغ اليوم الجمعة عن تأييده لموقف رئيس الحزب بشأن الخلاف الدائر حاليا داخل أوساط الحزب حول استمرار دفع إعانات البطالة لكبار السن. وفي الوقت نفسه حذر شتاينماير من أن استمرار تصاعد الخلاف داخل الحزب سيضر بالحزب الاشتراكي الديمقراطي وبالتالي بجزء من الائتلاف الحاكم.
شرودر: "أجندة 2010 وسيلة وليست هدفا"
واستهل المؤتمر أعماله بالإشادة بجهود المستشار السابق غيرهارد شرودر لإعادة صياغة سياسة الأسرة. شرودر نفسه ألقى كلمة أثنى فيها على عمل حكومته، التي دفعت ـ حسب قوله ـ بجهود الاستفادة من الطاقة المتجددة إلى الأمام. ودافع شرودر عن برنامج الإصلاح الذي وضعته حكومته والمعروف بـ "أجندة 2010"، مؤكدا أن هذه الأجندة في حد ذاتها ليست هدفا وإنما وسيلة لتحقيق هدف يتمثل في توفير حياة كريمة لجميع الناس. وأضاف المستشار السابق قائلا إن الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي تنتمي إليه المستشارة أنجيلا ميركل كان وقتها -عندما كان في المعارضة- يهاجم هذه السياسات، أما الآن فهو يستعرضها على أنها نجاحاته الخاصة "ويجمل صورته" بالسير على خطى الاشتراكيين، حسب تعبير شرودر.
.