1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الحرب في لبنان: منظمات الإغاثة تكافح لتوفير الغذاء والمأوى

١٢ نوفمبر ٢٠٢٤

أدى القصف الإسرائيلي والغزو البري لجنوب لبنان إلى نزوح أكثر من مليون شخص. وتكافح منظمات الإغاثة اللبنانية من أجل تلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من المحتاجين.

https://p.dw.com/p/4mt1l
آثار غارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية
تسببت الغارات الإسرائيلية التي تستهدف حزب الله، في تشريد أكثر من مليون شخص في لبنانصورة من: Hassan Ammar/AP Photo/picture alliance

تعكف مجموعة من النساء على إعداد وجبات طعام داخل مطبخ صغير في قرية الفوار القريبة من صيدا، على بعد نحو 40 كيلومترا جنوبي بيروت.

ورغم الإمكانيات الضعيفة، إلا أن زينب جمعة، رئيسة جمعية زيتونة للتنمية الاجتماعية (Zaituna Association for Social Development)، تؤكد أن المتطوعات يعملن بلا كلل ولا ملل من أجل تجهيز بعض الطعام لعله يسد رمق النازحين من جنوب لبنان جراء الغارات الجوية الإسرائيلية.

وفي مقابلة مع DW، أشارت زينب إلى أنه بسبب نقص التمويل، فإنه يتم تقديم الطعام مرتين فقط أسبوعيا، قائلة: "بدأنا طهي وجبات غذائية كل يوم مع بداية الحرب في سبتمبر/ أيلول الماضي، لكن مؤخرا، لا يمكننا الطهي إلا مرة أو مرتين في الأسبوع، لأننا لا نملك الكثير من الأموال".

وكانت جمعية زيتونة للتنمية الاجتماعية تركز في السابق جُل نشاطها على إنشاء مشاريع اجتماعية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، بيد أنه بعد اندلاع الحرب، سارعت الجمعية إلى توفير الطعام لأكثر من مئة عائلة نازحة.

وتعد عائلة غادة الغول من بين الأسر التي تحصل على الدعم الغذائي المقدم من جمعية زيتونة. وفي مقابلة مع DW، قالت غادة إنها نزحت إلى صيدا بسبب القصف؛ إذ باتت تعيش الآن داخل شقة صغيرة مع أطفالها الخمسة وتتقاسمها مع 13 لاجئا آخرين بإيجار يبلغ 500 دولار.

وأضافت "لا أعرف هل سنعود إلى ديارنا أم لا. يبدو أن الأمر سوف يعتمد على نتيجة الانتخابات الأمريكية".

نقص التمويل

وتقول زينب إن تكلفة إعداد مئة وجبة غذائية يبلغ 450 دولار، مضيفة: "عملنا بات مرهقا بشكل كبير في الوقت الراهن. فنحن نعمل في ظل ظروف حرب وسط دوي صوت تحليق الطائرات الإسرائيلية الذي يزعج المتطوعات".

وقالت "رغم كل هذه التحديات وأزمة نقص التمويل، إلا أننا نمتلك الشجاعة للمضي قدما في عملنا".

وقد أفادت وزارة الصحة اللبنانية (الاثنين 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024) أن الهجمات الإسرائيلية على لبنان أسفرت عن مقتل 3243 شخصا وإصابة 14134 منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

كما نزح أكثر من 1.2 مليون شخص.

وبسبب الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان، باتت المنظمات غير الحكومية، سواء الدولية أو المحلية، بمثابة طوق نجاة النازحين، الذين يعيش معظمهم في ملاجئ مؤقتة، سواء داخل مدارس أو في منازل مستأجرة أو على قارعة الطرق.

وفي مقابلة مع DW، قالت جوزفين زغيب، رئيسة جمعية "بيتي" التي تركز على دعم الشباب وتمكين المرأة، إنه جرى "تحويل نُزل الجمعية في بلدة كفردبيان في منطقة كسروان شمال بيروت، إلى مأوى للنازحين".

وأضافت أن إعداد وجبة ساخنة واحدة يكلف حوالي ثلاثة دولارات، مشيرة إلى أن المنظمة اضطرت إلى تقليل الأيام التي تقدم فيها وجبات غذائية إلى ثلاثة أو أربعة أيام أسبوعيا بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وتابعت زغيب أنه "بسبب نقص التمويل، اضطرت الجمعية إلى توفير المواد الغذائية الأساسية حتى يتمكن النازحون من الطهي لأنفسهم".

متطوعات يقمن بإعداد وجبات غذائية للنازحين
تساعد المنظمات المحلية في النازحين على تحمل وطأة النزوحصورة من: Louisa Gouliamaki/REUTERS

فرصة "لتعزيز الانتماء إلى المجتمع"

ولا يتوقف الأمر على المنظمات غير الحكومية الأصغر حجما، بل تمتد المعاناة إلى المنظمات الأكبر حجما مثل جمعية "أمل" التي توظف 1400 موظف و500 متطوع.

وقبل الحرب، كانت الجمعية تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية والتعليم، لكن نشاطها توسّع ليشمل تقديم المساعدات الطارئة للنازحين.

ويأتي جُل تمويل جميعة "أمل" في المقام الأول من منظمات دولية وسفارات وحملات تطوعية لدعم المتضررين من الحرب مثل منصة "غو فند مي" (GoFundMe).

وفي مقابلة مع DW، قالت دانييلا خليل، منسقة برنامج الحماية في جمعية أمل: "كنا نركز في الأوقات العادية، على توفير الرعاية الصحية وخدمات التعليم للعمال المهاجرين وأسرهم، لكن بعد الحرب، تحولت أولوياتنا إلى تقديم الاحتياجات الفورية لمساعدة النازحين على تحمل وطأة التشرد".

وفي مطلع الشهر الماضي، أطلق كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد، عمران رضا، نداء عاجلا لجمع 426 مليون دولار لتوفير مساعدات إنسانية وإغاثية للمتضررين والنازحين من بينهم ليلى حماد.

وتقول ليلى حماد، وهي نازحة في عقدها السادس، إنها تعيش مع عائلتها في منزل يقطنه 26 فردا، مشيرة إلى أنها تضطر إلى دفع 200 دولار شهريا مقابل السكن. وأشارت إلى أنها "لا تحصل على أي دعم حكومي".

مواصلة دعم النازحين رغم المصاعب الجمة 

ورغم التحديات الاقتصادية والضغوط التي سببتها الحرب، يواصل العاملون والمتطوعون في المنظمات غير الحكومية عملهم الدؤوب في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية.

وفي ذلك، قالت حنان سعادة، إحدى المتطوعات في جمعية زيتونة، إنه "رغم الحرب، آتي إلى العمل مبتسمة ولا أدع مشاعري تؤثر على الأطفال. لن أقول إنني قلقة؛ بل يجب أن نظل متفائلين ونمنحهم الطاقة والأمل".

وهناك أيضا منظمة تقدم العون اسمها "Nation Station" (معناها: محطة الأمة) غير الربحية ومقرها بيروت والتي تأسست عقب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب عام 2020. وتقدم المنظمة قرابة 4000 وجبة يوميا لسد رمق النازحين في بيروت والمناطق المجاورة.

في البداية، تم تمويل هذا المشروع من مدخرات المؤسسين للمنظمة، والآن يعتمدون على التبرعات والمنح ومنصة GoFundMe، لكنهم يواجهون نقصًا كبيرا في التمويل للاستمرار بعد الثلاثين يومًا القادمة.

وفي مقابلة مع DW، قالت جوزفين أبو عبدو، 32 عامًا، وهي من بين مؤسسي Nation Station: "نحن نعمل يومًا بعد يوم لتقييم الاحتياجات، حيث إنها تنمو مع نزوح المزيد من الأشخاص. في الوقت الحالي، يعد استدامة التمويل أمرًا صعبًا..". 

أعده للعربية: محمد فرحان

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد