الحرب على الإرهاب غطاء للانقضاض على حقوق الأقليات
٢٢ مارس ٢٠٠٧قالت جماعة حقوقية تطلق على نفسها "المجموعة الدولية لحقوق الأقليات" إن باكستان وتركيا وإسرائيل تعد في طليعة الدول، التي تستخدم الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب كذريعة للانقضاض على حقوق الأقليات. ووجدت دراسة أعدتها المجموعة الدولية، التي تتخذ من لندن مقراً لها أيضا أن الأقليات التي تعيش على الخطوط الأمامية لجبهة الحرب على الإرهاب تعد الأكثر تهديدا في العالم، كما هو الشأن في الصومال والعراق وأفغانستان. وقد تكفي الإشارة هنا إلى مصير المسيحيين في العراق أو الأكراد في تركيا.
الولايات المتحدة والكيل بمكيالين
وقالت المتحدثة باسم المجموعة ايشبيل ماثيسون إن بعض الحكومات في العالم تعتقد أن تحالفها غير المشروط مع الولايات المتحدة يسمح لها بالقيام بأشياء معينة ضد الأقليات داخل حدودها. ووصفت ماثيسون خلال أحدى المؤتمرات الصحفية هذا الأمر بغير المقبول بالمرة. وترى أن من الضروري أن تتيقظ الولايات المتحدة لذلك وتدينه ولكن الإدارة الأمريكية تغض الطرف عن ذلك.
وخص التقرير الذي صدر تحت عنوان "حالة أقليات العالم في 2007" بالنقد باكستان وتركيا وإسرائيل، التي تميزت سياساتها خلال سنة 2006 بالقمع الشديد لمجموعات عرقية معينة. وصنف باكستان على أنها تحتل المرتبة الثامنة على لائحة دول تُعد الأقليات فيها أكثر عرضة للتهديد وقالت إن باكستان "تقمع جماعات عدة، من بينها الأحمديون والهندوس والبلوج والمهاجرون والبشتون وأبناء السند". أما تركيا فقد احتلت المرتبة التاسعة والثلاثين على لائحة الدول التي تظم 70 دولة، بسبب معاملتها للأكراد والغجر، بينما احتلت إسرائيل رقم 54 بسبب سلوكها تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والفلسطينيين الإسرائيليين.
قمع الأقليات: ثمن الحرب على الإرهاب
من جانبه قال مدير المجموعة الدولية لحقوق الأقليات مارك لاتيمر في بيان صدر عن المجموعة الحقوقية: "تمكن حلفاء الولايات المتحدة من مقايضة دعمهم لها في حربها ضد الإرهاب مقابل تجاهل سجلهم في حقوق الإنسان". وتابع لاتيمر بالقول إن "الجدل مستمر في الاحتدام حول ما إذا كانت الحرب على الإرهاب جعلت العالم مكانا أكثر أمنا بالنسبة للغرب، ولكن من جانب آخر فأن من المؤكد أنها جعلته مكانا أكثر خطورة بالنسبة للأقليات". وذكر التقرير أن الحرب على الإرهاب أدت أيضا إلى بروز الخوف المرضي من الإسلام في كل أنحاء أوروبا، حيث تبنت بعض الحكومات قوانين تحد من حقوق كل المواطنين ولكنها تستهدف على نحو خاص الجاليات الإسلامية، الأمر الذي يجعلهم يشعرون على نحو متزايد بالخوف والاضطهاد.
الظروف السياسية تغيير معالم اللائحة
وعلى لائحة هذا العام كانت الدول العشرة الأولى، التي تعد الأقليات فيها مهددة بأكبر قدر، الصومال والعراق والسودان وأفغانستان وبورما وجمهورية الكونجو الديمقراطية ونيجيريا وباكستان وانجولا وروسيا. هذا وتضم الدول العشرين الأولى في الترتيب الذي وضعه التقرير عشر دول افريقية. الجدير بالذكر أن سريلانكا حققت قفزة سلبية بين الدول التي تضمها اللائحة، حيث كان موقعها هذا العام هو 14 بعد ان كانت في العام الماضي تحتل المركز 47. وتمكن تعليل هذا التراجع السريلانكي إلى احتدام القتال في العام الماضي بين القوات الحكومية وبين جبهة نمور تحرير التاميل، التي تسعى إلى إقامة دولة مستقلة في شمال وشرق البلاد. من جانب آخر فقد تحسنت أوضاع الأقليات في ثلاث دول من ابرز 20 دولة في التقرير وهي اندونيسيا حيث صمد اتفاق في أتشيه حتى الآن وليبيريا والجزائر حيث تتعافى الدولتان من حروب مدمرة تسعينيات القرن الماضي.