االتعليم وتحمّل المسؤولية الاجتماعية
١٣ سبتمبر ٢٠١٦إدارة المنظمات غير الحكومية والمسؤولية الاجتماعية للشركات هو مجال دراسة ماجستير إدارة الأعمال في جامعة بون راين زيج/ Hochschule Bonn-Rhein-Sieg للعلوم التطبيقية. خلال مدة البرنامج على مدار سنة ونصف يتم تدريب الطلاب على مبادئ الإدارة الناجحة وتنظيم الأنشطة المستدامة في المنظمات والشركات.
فكرة البرنامج واختيار مدينة بون
يقول كلاوس دايمل، الرئيس الحالي للبرنامج: "قام هارولد ماير، مؤسس البرنامج والرئيس السابق له، بإنشائه لتدريب العاملين في مجال التنمية وفي المنظمات غير الحكومية من دول مختلفة على كيفية إدارة هذه المنظمات التي تتطلب مهارات وأساليب مختلفة عن تلك المتبعة في المنظمات الحكومية والشركات الهادفة للربح". ويضيف دايمل ان " أسس العلاقات الدولية ومبادئ الاستدامة من ركائز البرنامج، وأن دراسة الاختلافات بين الثقافات والأديان واقتصاديات الدول النامية أهم مواده، لذلك تتم مراعاة ان يكون الدارسين من مختلف الثقافات".
أما بالنسبة لدراسة المسؤولية الاجتماعية للشركات فتقول ليزا هيليك، المدير الإداري للبرنامج: "تمت إضافتها حديثا بناء على رغبة الطلاب الذين ينوون العمل في القسم الاجتماعي الخاص بالشركات الهادفة للربح، وهو قسم حديث نسبيا تقوم الشركات من خلاله بتنفيذ مشروعات اجتماعية، سواء لخدمة موظفيها أو خدمة المجتمع ككل، أو تنفيذ مشاريع تنموية للدول ذات الصلة بأعمال ومشاريع الشركة".
وعن اختيار مدينة بون يقول دايمل:"بون مدينة عالمية، فهي العاصمة القديمة لألمانيا، وبها مقر الأمم المتحدة والعديد من مقرات المنظمات غير الحكومية، كما تضم أيضا مقرات لعدد من الشركات العالمية، حيث يستطيع الطلبة عمل دورات تدريبية بهذه الشركات والمنظمات أثناء الدراسة، ويمكنهم أيضا تنظيم زيارات خاصة إليها للتعرف على نظم العمل والإدارة، لاسيما وأن بعض من المحاضرين في البرنامج هم من مديري تلك المنظمات".
طريقة التدريس ومجالات العمل
يتبع البرنامج طريقة تدريس مستمدة من مبادئ المشاركة والاستدامة، حيث يتم الاستفادة من الخبرات السابقة للدارسين ومن تجاربهم العملية كل حسب مجاله، وتمثل الورش و مجموعات العمل أهم طرق الدراسة المتبعة. ويستطيع الدارسون القيام بدورات تدريبية أو العمل إلى جانب الدراسة، لأن المحاضرات تتم يومي الجمعة والسبت.
ويتطلب البرنامج إجادة اللغة الإنجليزية، وهى لغة الدراسة، كما يتطلب شهادة جامعية أو ما يكافئها، وسنة على الأقل من الخبرة العملية. ويتم قبول الطلاب بعد اجتياز امتحان القبول، والذي يتمثل في الإجابة على أسئلة يتم إرسالها للمتقدم عن طريق البريد الإلكتروني.
يؤهل البرنامج الدارسين للالتحاق بالكثير بمجالات عمل في المنظمات الدولية المختلفة، كالأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الصحة العالمية وغيرها، وكذلك الشركات الهادفة أو غير الهادفة للربح، ومراكز الأبحاث والقطاع العام والوزارات، هذا بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية.
دوافع وانطباعات الطلاب
وعن دوافع التحاق الطلاب بالبرنامج، يقول دافيد، وهو من غانا وأحد الطلاب الحاليين بالبرنامج،"نتيجة للتصرفات غير المسؤولة من جانب الكثير من الشركات العاملة في غانا، سواء تجاه العمال، أو البيئة والمجتمع، وقيامهم بإنشاء برامج ومشاريع ذات طابع اجتماعي بغرض الدعاية والتسويق وليس بغرض خدمة المجتمع، قررت أن التحق بالبرنامج كي أعرف ما هي المسؤولية الاجتماعية للشركات، وما هي أسس ومبادئ هذه المسؤولية، وهل هي فعلا تهدف لخدمة المجتمع أم لأغراض الدعاية كما هو الحال في غانا".
وبالنسبة لانطباعات الطلاب عن البرنامج، تقول روزالين، وهى من الولايات المتحدة ان "التواصل بين الثقافات هو من أكثر مميزات البرنامج، وكذلك النصائح التي تقدم لكل طالب حول مجال عمله المستقبلي هي أيضا مفيدة جدا، لكن المشكلة التي تواجه الدارسين حسب رأيها تتمثل في صعوبة الحصول على دورات تدريبية وفرصة عمل بعد انتهاء البرنامج.
أما چلاچ، فتقول: "تعلمت الكثير من البرنامج، خاصة مبادئ الإدارة، والتي ساعدتني على تحديد أهدافي واتخاذي للقرارات المصيرية، ولكني أرى أن المحتوى العلمي للبرنامج يحتاج إلى تطوير، أعني تحديدا إلى زيادة حجم المعلومات التي تقدم من خلال البرنامج لتحقيق استفادة أكبر".
أبرز التحديات
وعن التحديات التي يواجها البرنامج، تقول هيليك: "البرنامج مازال حديثا نسبيا، نحن نحرص أن يضم جنسيات مختلفة من جميع أنحاء العالم، وهذا يجعل عملية تسويق البرنامج صعبة، فمحدودية الإمكانيات والمنافسة الشرسة مع برامج ماجستير إدارة الأعمال الأخرى يمثلان أهم العوائق التي نواجهها، ولكننا رغم ذلك قمنا بتحقيق تقدم كبير، ومازال لدينا الكثير من الخطط لتطوير البرنامج".
جدير بالذكر أن جامعة بون راين زيج تقدم برنامج ماجستير آخر يستهدف المهنيين الذين يرغبون في تطوير مهاراتهم في مجال تصميم وإدارة وإصلاح نظم الحماية الاجتماعية، للمساعدة على الحد من الفقر، والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات االمهمّشة، وكذلك تخفيف آثار الأزمات المالية وحالات الطوارئ، واستعادة قدرة الاعتماد على الذات.