برامج تعليمية لإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة
٦ يوليو ٢٠١٤تجلس في غرفة تابعة لجامعة مدينة هانوفر مجموعة من الشباب لمناقشة موضوع حيوي، فهل يجوز زرع نباتات مغيِّرة جينيا أم لا؟ ويثير هذا السؤال الحيرة لدى الطالبين يوناس وتيمو وأيضا لدى تورستن ذوي الاحتياجات الخاصة. ويقول تورستن: "في هذه الحالة يوجد في النباتات شيء لا ينتمي إليها. ومن المحتمل أن يؤدي هذا إلى اصابتنا بأمراض". ويوافق يوناس وتيمو على موقفه.
وتشبه هذه المناقشة مناقشات كثيرة أخرى تجري في الحياة الجامعية اليومية. إلا أن ما هو غير عادي في هذه المناقشة، هو أنها مناقشة أسبوعية يشارك فيها 18 طالبا يدرسون مادة تعليم "ذوي الاحتياجات الخاصة" بالإضافة إلى عشرة شباب من ذوي الاحتياجات الخاصة لتطبيق مبدأ "التعلم المشترك".
إعادة "التعلم المشترك" إلى الحياة
يعود هذا المشروع في جامعة هانوفر إلى فكرة تبنتها البروفسورة بتينا ليندماير لملء مبدأ التعلم المشترك بالمزيد من الحياة بهدف توضيح معنى التعلم المشترك لطلابها على أساس تطبيقي، فكما تقول البروفسورة، فإن الطلاب سيواجهون القضايا المتعلقة بالموضوع مباشرة بعد انتهاء دراستهم.
"ينبغي أن يشعر الطلاب بأن هناك إمكانيات مختلفة للتعلم وأنه يمكن أن يتلقوا في مجموعة دراسية مختلطة نفس التعليم أو أكثر مما هو الحال لو كانوا في صف لوحدهم"، كما تؤكد ليندماير. وتضيف أن هذه الخبرة تمكن الطلاب من تصور أنهم سيقدمون بعد دراستهم دروسهم بأنفسهم أمام مجموعة مختلطة من التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم.
تعليم مجموعات مختلطة من التلاميذ لا يزال غير بديهي
من المقرر أن يصبح تعليم مجموعات متنوعة تتضمن ذوي الاحتياجات الخاصة أمرا بديهيا في ألمانيا، إذ أن البلاد وقَّعت عام 2009 ميثاق الأمم المتحدة لحقوق "المعوقين". ورغم ذلك لا تزال هناك مشاكل في تحقيق ذلك.
وتوضح دراسة صدرت مؤخرا عن المعهد الألماني لحقوق الإنسان، أنه لا توجد أي ولاية ألمانية تظهر فيها معالم بناء نظام تعليمي يضمن جميع حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، كما ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة.
ويؤكد الفرع الألماني لمنظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة أن دول أخرى حققت نجاحات أكبر بكثير من ألمانيا، ففي إيطاليا والنرويج والسويد تذهب نسبة أقل من واحد بالمائة من التلاميذ إلى مدارس خاصة، فهناك قد أصبح التعليم المشترك أمرا بديهيا، بينما يرى معلمون كثيرون في ألمانيا أن تعليم مجموعات مختلطة من التلاميذ يتطلب منهم أكثر من وسعهم.
ذوي الاحتياجات الخاصة يشاركون في حوار
تريد الطالبة كاترين أن تعمل بعد إكمال دراستها في جامعة هانوفر كمعلمة. وبعد ذلك الحين على الأكثر يجب عليها مواجهة التحديات الناجمة عن تعليم مجموعات مختلطة من التلاميذ. وكما تقول كاترين، فإن المناقشات في المجموعة المختلطة في الجامعة تشكل تحضيرا لذلك، مشيرة إلى أن الطلاب سيتذكرون في حياتهم المهنية المقبلة خبراتهم الناجمة عن كيفية حلهم المشاكل في مجموعتهم المختلطة في الجامعة.
ولا يستفيد جميع الطلاب من خبراتهم الناجمة عن المناقشات في الجامعة، وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة إذ أنهم يشعرون بأنآرائهم مهمة ومشاركتهم وتفاعلهم أمر ضروري. ولذلك، فإن يورغن الذي يعمل في ورشة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة ، لم يتردد، عندما طلبت الجامعة منه المساهمة في دفع المزيد من المعوقين في ورشته إلى المشاركة في مناقشات الجامعة. ويقول يورغن: "أتلقى في المجموعة الجامعية المختلطة تعليما سياسيا إضافيا. وهذه خبرة مهمة في حياتي. وأرى في مناقشات المجموعة تعبيراعن الاختلاط الحقيقي".