التسوية النووية مع الغرب دعم للإصلاحيين في إيران
٢٧ نوفمبر ٢٠١٣بعد سنوات من المفاوضات غير المجدية سادتها في الغالب أجواء الإحباط وعدم الثقة بين الغرب وإيران، تغير كل شيء بانتخاب الرئيس الإصلاحي حسن روحاني خلفا لأحمدي نجاد. سياسة الرئيس الجديد أضفت دينامكية جديدة على مفاوضات أفضت في النهاية إلى تسوية أولية للملف النووي الإيراني المثير للجدل.
الاتفاق، الذي تم التوصل إليه، يعد أهم اختراق خلال أكثر من ثلاثين عاما من العلاقات المتوترة بين واشنطن وطهران. ويتعلق الأمر باتفاق مؤقت بين مجموعة 5+1 وإيران لمدة ستة أشهر يقدم ضمانات حول الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف "محدود" للعقوبات المفروضة على الاقتصاد الإيراني.
بيد أن التوقيع على اتفاق شامل ونهائي بين الجانبين لا يزال بعيد المنال، كما يوضح سكوت لوكاس الخبير البريطاني في الشؤون الإيرانية في جامعة بيريمنغهام في حوار مع DW. "هناك الكثير من الأسئلة التي لا تزال عالقة، ومن العوامل الحاسمة لتحقيق مزيد من التقدم في المفاوضات هو مدى استعداد الغرب لرفع العقوبات عن إيران. في المقابل على إيران إظهار استعدادها رفع اللبس عن برنامجها النووي بالتعاون الكامل واللا مشروط مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
الاقتصاد الإيراني على حافة الانهيار
من جهته، يرى الخبير الألماني في الشؤون السياسية سيبو يانسن أن التقدم الذي حققته المفاوضات يعود فيه الفضل للحكومة الإيرانية، ويقول: "لقد جعل الرئيس روحاني من التوصل لاتفاق مع الغرب أولوية سياسية لحكومته". ويضيف يانسن في حوار مع DW"وباتفاق جنيف يكون قد اقترب من تحقيق هذا الهدف".
ويرى يانسن أن رغبة طهران في التوصل سريعا إلى اتفاق يعود إلى الوضع الكارثي الذي يعاني منه الاقتصاد الإيراني "على الصعيد الاقتصادي تجد إيران نفسها في نفق مسدود، ما اضطر القوى المعتدلة في النظام إلى الدفع باتجاه تقديم تنازلات في الملف النووي لتخفيف ضغط العقوبات التي شلت اقتصاد الجمهورية الإسلامية". وفي حملته الانتخابية وعد حسن روحاني بتحسين الأوضاع الاجتماعية للإيرانيين، وهو "وعد لا يمكن تحقيقه دون أموال، لذلك فإن الاتفاق النووي مهم جدا بالنسبة للحكومة".
الاتفاق نجاح للإصلاحيين
تعتبر التسوية الأولية مع الغرب نجاحا للحكومة الإصلاحية في طهران في مواجهة القوى المحافظة داخل النظام، والتي أكدت أكثر من مرة رفضها للتقارب مع الغرب. "إن فشلا جديدا لمفاوضات جنيف لن يخدم إلا أهداف خصوم روحاني، الذين يحذرون من وضع الثقة في الولايات المتحدة وشركائها الغربيين"، على حد تعبير سكوت لوكاس.
لكن الحكومة لا يمكن أن تنفذ الإصلاحات دون ضوء أخضر من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي تعود له الكلمة الأخيرة في كل القرارات السياسية. وهذا ما يوضحه لوكاس بقوله "إن حكومة روحاني تتمتع بدعم مشروط من قبل خامنئي". ويضيف "التسوية مع الغرب في الملف النووي كان الاختبار الأول للحكومة. ونجاحها في رهانها الأول قد يعني مزيدا من الدعم من قبل المرشد الأعلى للخط الإصلاحي لروحاني".