التحالف يعلن قبوله نتائج التحقيق في غارة قتلت أطفالا بصعدة
١ سبتمبر ٢٠١٨قالت قيادة التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" اليوم السبت إنها اطلعت على ما أعلنه المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث اليوم السبت بشأن ما أُثير من ادعاءات حيال إحدى العمليات التي نفذتها قوات التحالف لدعم الشرعية في التاسع من الشهر الماضي، في محافظة صعدة، وما توصل إليه الفريق المشترك عن وجود أخطاء في التقيد بقواعد الاشتباك وما ذكر بهذا الشأن".
وعبرت قيادة التحالف عن أسفها لتلك الأخطاء، مقدمة التعازي لأهالي الضحايا وتضامنها معهم وتتمنى للمصابين الشفاء العاجل.
وأعلنت قيادة التحالف قبولها بالنتائج وما خلص إليه الفريق المشترك لتقييم الحوادث، وإنها فور حصولها على تلك النتائج بشكل رسمي ستتخذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة كل من ثبُت ارتكابهم أخطاء وفق الأنظمة والقوانين المتبعة في مثل هذه الحالات، مع الاستمرار في مراجعة قواعد الاشتباك وتطويرها بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث، وفقاً للدروس المستفادة من تلك العمليات.
وأكدت أنه سيتم تكليف اللجنة المشتركة للنظر في منح المساعدات الطوعية للمتضررين في اليمن بالتواصل مع الحكومة اليمنية الشرعية لتحديد هويات وأسماء المتضررين ليتم العمل على مساعدتهم وفق الإجراءات المنظمة لذلك.
وأفادت قيادة التحالف أنها ستستمر في الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية والاتفاقيات ذات الصلة مع تطبيق قواعد الاشتباك وفق أعلى المعايير والممارسات الدولية بما يضمن احترام القانون الإنساني الدولي وتحقيق المحافظة على أرواح وممتلكات المدنيين.
وأقرّ التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن السبت (الأول من أيلول/سبتمبر 2018) بارتكاب "أخطاء" في غارة جوية أدت الى مقتل أكثر من 50 مدنياً، بينهم 40 طفلاً، في أحد أسواق محافظة صعدة شمال صنعاء.
وقال منصور المنصور، المتحدث باسم "الفريق المشترك لتقييم الحوادث" التابع للتحالف العربي بزعامة السعودية والمكلّفة بالتحقيق في الضربات الجوية، إن على قيادة التحالف "محاسبة" المسؤولين عن هذه الأخطاء. وأوضح المنصور في مؤتمر صحفي في الرياض أن الغارة استهدفت حافلة "تقل قياديين حوثيين" بناءً على معلومات استخباراتية، وإن عدداً من المتمردين قتلوا في الضربة، لكنه ذكر أن الغارة أدت أيضاً إلى "أضرار جانبية"، في إشارة إلى مقتل الأطفال. وتابع: "صدر أمر بعدم استهداف الحافلة لتواجدها بين مدنيين لكنه أتى متأخراً".
وأشار المنصور إلى أن الغارة ترافقت مع عدة "أخطاء"، بينها "تفويت استهداف الحافلة في مناطق خالية من المدنيين" وعدم تنبيه الطيار لقيادته "حيال احتمال وجود أضرار جانبية". وذكر المنصور أن "الهدف لم يكن يشكل خطراً آنياً على قوات التحالف (...) وقصف الحافلة في منطقة مدنية لم يكن مبرراً في هذا الوقت".
وكان التحالف قد أعلن فتح تحقيق في الغارة التي وقعت في التاسع من آب/ أغسطس وأثارت تنديداً دولياً عارماً. وبحسب الصليب الأحمر، أدت الغارة إلى مقتل 51 شخصاً بينهم 40 طفلاً. كما أوقعت 79 جريحاً بينهم 56 طفلاً. ويقول المتمردون إن الغارة أصابت حافلة مدرسية.
ومنذ 2014 يشهد اليمن حرباً بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية، تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/ مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها دولياً، بعدما تمكّن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها صنعاء ومحافظة الحُديدة. وأوقعت الحرب أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ تدخل التحالف في 2015 وتسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ تهدد المجاعة ملايين اليمنيين. واتُّهم التحالف العسكري بالوقوف خلف غارات أدت الى مقتل مئات المدنيين.
ورأى المنصور أن على قيادة التحالف محاسبة المتسببين بالأخطاء التي ترافقت مع غارة صعدة. وقال: "يرى الفريق المشترك أن تبادر قوات التحالف في اتخاذ إجراءات قانونية لمحاسبة المتسببين في وقوع هذه الأخطاء والتي أدت الى وقوع أضرار جانبية في تلك المنطقة".
ح.ع.ح/ ي.أ (أ.ف.ب/رويترز)