تبرع بالأعضاء بين فلسطينيين ويهود.. صورة للتعايش رغم التوتر
٢٥ مايو ٢٠٢١تبرعت عائلة رجل يهودي، قُتل خلال أعمال الشغب في مدينة اللد، باعضائه لتحصل سيدة عربية على إحدى كليته، فيما ذهبت أعضاء شاب فلسطيني قالت أسرته إنه قُتل على يد الشرطة الإسرائيلية قبل أسبوع في مدينة أم الفحم، لانقاذ حياة خمسة يهود.
في السابع عشر من مايو / آيار الجاري، لقي يغال يهوشواع، وهو يهودي (56 عاما) مصرعه بعدما تعرض لرشق بالحجارة في مدينة اللد التي شهدت صدامات في الشوارع بين عرب ويهود إبان التصعيد الأخير في قطاع غزة.
وبعد وفاته، أنقذت كلية يهوشواع حياة رندة عويس (58 عاما) وهي سيدة عربية بعد تبرعت أسرة يهوشواع لها بإحدى كليتيه.
وعانت عويس، وهي سيدة مسيحية من القدس، لسنوات من جلسات غسيل الكلى بعد إصابتها بالفشل الكلوي، وكان أملها أن تجد المتبرع الذي سينقذ حياتها.
كلية يهودي تنقذ حياة فلسطينية
وفي إحدى الأيام، تلقت اتصالا هاتفيا من مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس تبلغها بوجود كلية متبرع وأنها يمكنها الخضوع لعملية زرع كلية.
بيد أن المفاجأة لم تكن في العثور على كلية متبرع وإنما كانت من يكون الشخص المتبرع وهويته، فقد كان المتبرع أسرة اليهودي يغال يهوشواع.
وفي مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأمريكية، قالت عويس "لم أصدق هذا. حقيقية لم اصدق الأمر.. قلت لهم ماذا؟ كيف سأحصل على كلية. لقد أبلغوني بأنها هدية وأنها إحدى كليتي (اليهودي) يغال يهوشواع".
وأضافت "لقد تأثرت بالأمر. في ظل الحرب والتوتر، يهودي يعطي إحدى كليته لسيدة عربية!".
وأشارت عويس أن مدينة القدس كانت مثالا للتعايش المشترك بين اليهود والعرب، مضيفة "لم يكن هناك عنصرية، لا من اليهود ولا من العرب. نشأت مع يهود ونشأ أطفالي مع يهود".
وذكرت عويس لوكالة " أسوشيتد برس" أنها لم تقابل يهوشواع في السابق، لكنها قالت إنها اتصلت بزوجته لشكرها على هذا التبرع، مضيفة أنها تعتزم زيارة الأسرة بعد إتمام علاجها.
وفقا لموقع "تايمز أوف إسرائيل"، فقد أجريت عملية زرع الكلى لرندة عويس ووتعافت حاليا.
أعضاء فلسطيني تنقذ حياة خمسة يهود
قصة عائلة يهوشواع وتبرعها بأعضائه وإهداء إحدى كليته لسيدة عربية، ليست الوحيدة من نوعها فقد وقعت قصة أخرى مماثلة لا تقل أهمية من الطرف الأخر.
فقد أقدمت عائلة شاب عربي يدعى محمد كيوان قُتل برصاص الشرطة الإسرائيلية في مدينة أم الفحم في إسرائيل قبل أسبوع، على التبرع بأعضاء ابنها لستة مرض.
بيد أن اللافت أن خمسة من المرضى الذين حصلوا على أعضاء كيوان، كانوا يهودا، وفقا لموقع "تايمز أوف إسرائيل".
وقالت عائلة كيوان إنه بعد فقده، قررت منح الحياة للأخرين وإنقاذ حياة مرضى بغض النظر عن هوية المرضى أو دينهم.
ونقل والد كيوان لموقع (واللا) الإسرائيلي قوله "كل شخص يستحق الاحترام، وأنا احترم الجميع، سواء كانوا يهودا أو عربا".
ولاقت الخطوة التي أقدمت عليها عائلة كيوان، ترحيبا من الأوساط العربية في إسرائيل، إذ أشاد بها رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة، واصفا إياها "بالموقف النبيل".
وشارك الخميس الماضي الكثير في تشييع جثمان كيوان فيما أعلن عن إضراب عام في مدينة أم الفحم حدادا على وفاته.
وأثار التصعيد الأخير بين إسرائيل وحماس توترات بين العرب واليهود في المدن المختلطة في إسرائيل، إذ شهدت مدن مثل اللد وحيفا ويافا مظاهرات وأعمال عنف استهدفت اليهود والعرب. ووفي ظل هذا التوتر، يرى مراقبون أن استعادة الثقة بين اليهود والفلسطينيين في المدن المختلطة قد يستغرق وقتا.
وأسفر القصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية مؤخراً عن سقوط 248 قتيلاً فلسطينياً و13 شخصاً في إسرائيل بعد أن استمر لمدة 11 يوماً وتوقف على إثر وساطة مصرية.
م ع/ع.ج.م