البرلمان الألماني يستعد لسيناريو استقبال "حزب البديل"
٧ سبتمبر ٢٠١٧الهدوء يسود قاعة البرلمان الألماني، وكل أنظار البرلمانيين متجهة نحو نوربيرت لاميرت الذي يلقي بعد 12 عاما كرئيس للبرلمان كلمة وداع. وبالنظر إلى تركيبة البرلمان القادمة، فإنه يختار عبارات واضحة دون ذكر "حزب البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي بالاسم. وقال بأنه يأمل في أن تتم مواصلة "البحث عن التوافق بين الديمقراطيين ضد المتعصبين والمتطرفين". وبغض النظر عن المنافسة بين الأحزاب لا يحق ترك المجال "للانقسام". ويبدو أن البرلمانيين الحاضرين فهموا الرسالة، وقاموا من أماكنهم للتصفيق.
كيف ستتصرف الأحزاب الأخرى؟
كيف تستعد إذن الأحزاب والكتل في حال وصول حزب البديل من أجل ألمانيا إلى البرلمان الألماني؟ فلا يوجد إلى حد الأن بصفة رسمية إجراءات استراتيجية. وفي الأوساط الداخلية للأحزاب يبدو أنه تم إصدار بعض النصائح في السلوكيات. أولا "لا للاستفزاز" وثانيا "سحب المصداقية من حزب البديل من أجل ألمانيا بالموضوعية".
السكرتير العام للحزب المسيحي الديمقراطي، بيتر تاوبير، اقترح في مقابلة مع مجلة "دير شبيغل" عدم "تقليد" حزب البديل من أجل ألمانيا في مواقفه. أما وزير الخارجية الحالي زيغمار غابرييل فقد أوضح أنه يجب الحفاظ على "الثبات والرصانة". من جانبه عارض زعيم الكتلة النيابية لحزب الخضر أنتون هوفرايتر إضفاء "صفة المحرمات"، ودعا إلى نهج "النقد المميز". أما قيادة حزب اليسار فتدعو إلى "ابتعاد واضح" عن حزب البديل من أجل ألمانيا.
وتتحدث الأحزاب عن التجارب المسجلة إلى حد الآن مع حزب البديل من أجل ألمانيا في جميع البرلمانات المحلية التي يشغل فيها الحزب مقاعد، مثل ما هو حاصل في ولاية تورينغن. وكيف هو التعامل داخل البرلمان المحلي هناك منذ 2014، هذا ما يلخصه ماتياس كفينت من معهد الديمقراطية والمجتمع المدني في مدينة يينا في حديث مع دويتشه فيله حين يقول:" النبرة أصبحت أكثر خشونة. ونحن نلاحظ جنوح النقاش السياسي نحو العنف". ويفيد هذا الخبير بأن هناك إهانات وخطابا عنصريا أو شعبويا، ويقول كفينت بأن "صبغة الجلسات البرلمانية تغيرت"، وأشار في الوقت نفسه إلى زيادة في محاولات الاستقطاب.
خطوات استباقية
ويقول كفينت بأن ردود فعل الأحزاب الأخرى على وجود حزب البديل من أجل ألمانيا في برلمان تورينغن تأتي في غالبيتها أتسمت بالرصانة. والبرلمانيون يفكرون مليا في مضامين الموضوعات التي يطرحونها للنقاش قبل الخوض في أي موضوع، إذ يتم " تحديد بعض الخطوط الحمراء". وأوضح كفينت أنه لم يوجد مقترح من حزب البديل من أجل ألمانيا لقي تزكية الأحزاب الأخرى أو مرر بغالبية أصوات الأحزاب الأخرى. واستنتج أن الأحزاب "تسلحت في حوارها مع حزب البديل من أجل ألمانيا".
وهذه العملية تنتظر الكتل النيابية في البرلمان الألماني. وقد وجد برلمانيون من الأحزاب الكبيرة أنفسهم أمام سيناريو صعب هو أنه ففي حال فوز مرشح حزب البديل فيلهيلم فون غوتبيرغ (77 عاما) فإنه سيكون من حقه افتتاح البرلمان الجديد وإلقاء كلمة الافتتاح في الجلسة الأولى وبالتالي رئاسة البرلمان خلال هذه الجلسة باعتبار العضو الأكبر سناً. لكن ولتفادي هذا الأمر تم بمبادرة من نوربيرت لاميرت تغيير نظام العمل بقاعدة العضو الأكبر سناً.
من جانبه أحتج حزب البديل على ذلك معتبرا أن هذه الأمر "تحايلا من قبل الأحزاب العتيقة". وحتى الأخصائية القانونية صوفي شونبيرغ من جامعة كونستانس تعتبر أن هذا الحل ينطوي على "إشكالية بالنسبة إلى الحياة البرلمانية".
فولفغانغ ديك/ م.أ.م