البابا السابق يرفض تحميله مسؤولية اعتداءات جنسية على قصر
٢١ يناير ٢٠٢٢أعرب بابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر الخميس (20 يناير/كانون الثاني 2022) عن "صدمته وخجله" بعد صدور تقرير اتّهمه بأنه لم يتّخذ أي إجراء لمنع كهنة من ارتكاب انتهاكات جنسية بحق قاصرين في الأبرشية الألمانية التي كان مسؤولا عنها في ثمانينات القرن الماضي، بحسب الناطق باسمه.
وبحسب بيان صادر عن المتحدث باسم البابا السابق المونسنيور جورج غانسوين، فإن البابا الفخري الألماني البالغ من العمر 94 عامًا الذي "لم يكن على علم بالتقرير" والذي "سيفحصه في الأيام المقبلة"، "يعرب عن قربه الشخصي وصلاته لجميع الضحايا".
وأكد محامون في مكتب "فيستفال شبيلكر فاستل" في التقرير أن الكاردينال جوزف راتسينغر (فيما بعد بنديكت السادس عشر)، قبل توليه منصب سدة الحبرية، لم يتّخذ أي تدبير بحق أربعة كهنة يشتبه بارتكابهم اعتداءات جنسية على قصّر.
وفي رد على تقرير المحامين، أعرب البابا الفخري المقيم في الفاتيكان والمبتعد عن الحياة العامة منذ العام 2013، عن رفضه "الشديد" تحميله أي مسؤولية.
لكن المحامي مارتن بوش يوضح أن هذا الموقف لا يتسم بـ"المصداقية" في نظر خبراء، لأنه في حالتين مذكورتين في التقرير، يتعلق الأمر برجال دين سبق أن ارتكبوا اعتداءات مثبتة قضائيا. وواصل الكاهنان عملهما في الكنيسة ولم يتخذ أي إجراء بحقّهما.
وأصدرت محكمة في بافاريا في العام 1986 حكما بحبس أحدهما مع وقف التنفيذ. لكنه نقل بعده إلى مدينة أخرى في بافاريا وعاود تجاوزاته إلى أن اجبر على التقاعد في العام 2010. ونفى الكاردينال راتسينغر أي علم له بماضي هذا الكاهن الذي تصدّرت أخباره عناوين الصحف في العام 2010، إبان تولي بنديكت السادس عشر السدة الحبرية.
كذلك وجّه معدو التقرير انتقادات للكاردينال راينهارد ماركس ، الأسقف الحالي لأبرشية ميونيخ وفرايزينغ، لعدم اتّخاذه تدابير بحق كاهنين يشتبه باعتدائهما جنسيا على أطفال.
وعلّق الفاتيكان على التقرير معبرا عن "شعوره بالعار والندم". وقال مدير المكتب الإعلامي للفاتيكان ماتيو بروني لصحافيين "يجدّد الكرسي الرسولي شعوره بالعار والندم للعنف الذي مورس على قاصرين من رجال دين، ويؤكد لجميع الضحايا تضامنه" معهم. وأضاف أن الفاتيكان "سيولي الوثيقة كل الاهتمام اللازم"، مشيرا الى أنه سيطلع عليه بالتفصيل بعد نشره "لدراسة التفاصيل".
وحسب التقرير فإن هناك ما لا يقل عن 497 ضحية اعتداء جنسي في الأبرشية الكاثوليكية في ميونخ وفرايزينغ، وأن الأمر يتعلق غالبا في هذه الحوادث بأطفال وشباب ذكور، وأن الحوادث وقعت في الفترة بين 1945 و2019، وأن هناك ما لا يقل عن 253 جانيا مشتبها بهم - من بينهم 173 قسيسا، و9 شمامسة . وبحسب التقرير التي أعد من الأبرشية نفسها، فإن هذه الأعداد لا تمثل سوى البقعة الظاهرة، حيث أن هناك افتراضا بوجود عدد أكبر من حالات الاعتداء لم يتم الإبلاغ عنها.
ع.ج.م/و.ب (أ ف ب، د ب أ)