الاتحاد الأوروبي يستأنف تقديم المساعدات المباشرة للفلسطينيين
١٢ يونيو ٢٠٠٧في ظل الأوضاع الدامية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة وارتفاع وتيرة القتال بين حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" من جهة وحركة فتح من جهة أخرى، منح الاتحاد الأوروبي لأول مرة منذ تسلم حركة حماس السلطة قبل أكثر من عام أربعة ملايين يورو لوزارة المالية الفلسطينية لتنفيذ مشروع يهدف إلى تحسين الإدارة المالية للوزارة.
ووقع وزير المالية الفلسطيني سلام فياض وممثل المفوضية الأوروبية جون كيير في رام الله يوم أمس الاثنين(11 يونيو/حزيران) مذكرة تفاهم بهذا الصدد. ووفقا لمصادر الاتحاد الأوروبي، فإن هذه المساعدات "ستكون الخطوة الأولى على طريق تنفيذ مشروع بقيمة 4 ملايين يورو لمساعدة وزارة المالية لضمان أن يتم إنفاق أموال دافعي الضرائب الفلسطينية بشكل فعال وأن تتم عمليات الإنفاق بشكل شفاف طبقا لأعلى المقاييس الدولية".
وكان الاتحاد الأوروبي أوقف مساعداته المباشرة للفلسطينيين بعد تولي حماس رئاسة الحكومة الفلسطينية في آذار/مارس 2006، بسبب رفضها الاعتراف بإسرائيل. كما يعتبر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حماس منظمة إرهابية.
البرغوثي يشيد بالقرار
من جانبه، أشاد وزير الإعلام الفلسطيني مصطفى البرغوثي، أحد المعتدلين في حكومة الوحدة الوطنية من برلين باستئناف الاتحاد الأوروبي مساعداته المباشرة للسلطة الفلسطينية، داعيا المفوضية الأوروبية إلى المضي في هذا الاتجاه. وقال الوزير المستقل الذي كان مدعوا من مؤسسة فريدريش-إيبيرت القريبة من الحزب المسيحي الديمقراطي إن ما قام به الاتحاد الأوروبي هو "إجراء إيجابي يجب استكماله بخطوات مماثلة" وأضاف الوزير الفلسطيني الذي سيتوجه اليوم الثلاثاء(12 يونيو/حزيران) إلى بروكسل أنه لا شيء "يمنع التعاون المباشر اعتبارا من اليوم".
تجدد أعمال العنف
في غضون ذلك، تجددت أعمال العنف بين حركتي حماس وفتح. فقد سقط 20 قتيلا على الأقل في اليومين الماضيين، فيما أطلق مسلحون فلسطينيون قذائف على منزل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ومكاتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يتزعم حركة فتح. وفي تحول جديد في الصراع وبشكل يعيد للأذهان الإجراءات التي يتخذها الجيش الإسرائيلي لإغلاق المناطق الفلسطينية خلال عملياته ضد النشطاء، أعلن الجناح العسكري لحماس المنطقة الوسطى في قطاع غزة منطقة أمنية مغلقة.
في الوقت ذاته، حذرت كتائب عز الدين القسام مقاتلي فتح في إعلان إذاعي، مطالبة إياهم بالبقاء في البيوت كشرط لضمان سلامتهم. وقال شاهد عيان إن مسلحي حماس اعترضوا طريق ثلاث مركبات تقل رجال أمن من فتح في مخيم النصيرات وأخذوهم بعيدا.
مخاوف من انتقال الصراع إلى الضفة
وفي تطور مقلق، قال مسؤولون فلسطينيون إن حرس الرئاسة الفلسطيني اقتحم مكاتب محطة تلفزيون تابعة لحماس في مدينة رام الله بالضفة الغربية وصادر معدات. وقالت المحطة في وقت لاحق إن ثلاثة من العاملين بها احتجزوا وطالبت حماس بإطلاق سراحهم.
يشار إلى أن مداهمة قوة موالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم حركة فتح لتلفزيون الأقصى أوضح مثال على إمكانية انتقال الصراع بين فتح وحماس في الضفة الغربية التي كانت هادئة منذ اندلاع الاقتتال الداخلي بين الحركتين في قطاع غزة يوم السبت.
وما زالت المحطة تبث إرسالها على ما يبدو من مقرها الرئيسي في غزة، المعقل الرئيسي لحركة حماس. وقالت المحطة إن الحرس الرئاسي التابع لعباس احتجز ثلاثة من العاملين بها في المداهمة في رام الله. وقال سامي أبو زهري القيادي البارز بحماس إنه يحمل عباس شخصيا مسؤولية سلامة الثلاثة الذين وصفهم بأنهم صحفيون. وطالب المسؤول بإطلاق سراحهم وقال إنهم محتجزون في المجمع الرئاسي في رام الله.