الاتحاد الأوروبي: توغل أوكرانيا في كورسك دفاع مشروع
٨ أغسطس ٢٠٢٤قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الخميس (الثامن من أغسطس/ آب 2024)، إن التكتل يعتقد أن التوغل الأوكراني الأخير في منطقة كورسك الحدودية الروسية، هو جزء من "الحرب الدفاعية المشروعة" للبلاد.
وقال المتحدث باسم الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الامنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن أوكرانيا "لديها الحق في الدفاع عن نفسها" ضد روسيا، بما يشمل "ضرب العدو على أراضيه".
ومن جانبها، أعلنت روسيا حالة الطوارئ في كورسك في ظل أعمال القتال التي تشهدها المنطقة. وقالت وزارة الدفاع في موسكو إن هناك نحو 1000 جندي أوكراني يشاركون في الهجوم.
وأكد المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي على "دعم التكتل الكامل لأوكرانيا في دفاعها المشروع عن نفسها ضد العدوان"، وقال إنه سيستمر في تزويد كييف بـ"المساعدة السياسية والمالية والإنسانية والدبلوماسية والعسكرية".
ويحاول الجيش الروسي التصدي لتوغل أوكراني حدودي كبير لليوم الثالث على التوالي، وفق ما أعلنت موسكو الخميس، فيما أفاد محللون مستقلون بأن قوات كييف تقدّمت بمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات داخل روسيا.
واقتحمت القوات الموالية لكييف منطقة كورسك في جنوب غرب روسيا صباح الثلاثاء حيث نشرت أكثر من ألف جندي وأكثر من عشرين مدرعة ودبابة، بحسب الجيش الروسي. ويبدو الهجوم الأكبر من الهجمات عبر الحدود التي نفّذتها أوكرانيا منذ أطلقت روسيا عمليتها العسكرية واسعة النطاق في شباط/فبراير 2022.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس بأن قواتها "تواصل تدمير" الوحدات الأوكرانية وتلجأ إلى الضربات الجوية والقصف الصاروخي والمدفعي للتصدي لها. وذكرت بأنها استدعت قوات احتياط على وجه السرعة و"تحبط محاولات التوغل" بشكل أعمق في منطقة كورسك.
وأفاد "معهد دراسة الحرب" المستقل ومقره الولايات المتحدة بأن أوكرانيا حققت مكاسب ميدانية كبيرة في أول يومين من التوغل.
وقال "حققت القوات الأوكرانية تقدّما مؤكدا لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات في كورسك أوبلاست في روسيا في ظل العمليات الهجومية الآلية المتواصلة على الأراضي الروسية".
ولم تعلن كييف رسميا مسؤوليتها عن العملية لكن مساعدا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حمّل موسكو مسؤولية التوغل.
وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس إن "السبب الأساسي لأي تصعيد وقصف وتحركات عسكرية وعمليات إجلاء قسرية وتدمير أشكال الحياة الطبيعية -- بما في ذلك ضمن أراضي روسيا الاتحادية مثل منطقتي كورسك وبيلغورود، ليس إلا عدوان روسيا الواضح".
وبينما لم يأت على ذكر هجمات كورسك، قال زيلينسكي الأربعاء "كلما ضغطنا أكثر على روسيا.. اقتربنا أكثر من السلام. سلام عادل باستخدام القوة العادلة".
في المقابل وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العملية بأنها "استفزاز واسع النطاق" من قبل كييف فيما تعهّدت موسكو سحق التوغل.
وبدا أن الهجوم المباغت فاجأ الجيش الروسي، ما أثار انتقادات لكبار قادته من قبل المدونين العسكريين النافذين في البلاد.
وتركّز التقدم الأوكراني على سودجا، وهي بلدة تعد حوالى 5000 نسمة وتعد مركزا لوجستيا تقع على بعد ثمانية كيلومترات عن الحدود الأوكرانية.
وأفادت تقارير لم تتمكن فرانس برس من التحقق من صحتها بأن القوات الأوكرانية تقدّمت باتّجاه بلدة كورينيفو الواقعة على بعد أكثر من 25 كيلومترا عن الحدود الأوكرانية.
وأعلنت موسكو أيضا بأن قواتها دمّرت مركبة قتالية أميركية الصنع من طراز "برادلي" كانت أوكرانيا تستخدمها في التوغل.
ونفّذت ميليشيات مؤيدة لكييف، بما فيها تلك المكونة من مواطنين روس يقاتلون ضد موسكو، عدة هجمات سابقة عبر الحدود.
لكن التوغل الأخير في منطقة كورسك يبدو المحاولة الأنجح والأكثر تنظيما من قبل أوكرانيا لاختراق الأراضي الروسية.
ما زالت أهداف كييف غير واضحة إذ يشير بعض المحللين إلى أنها محاولة لإنهاك الجيش الروسي وإجباره على نقل وحدات من منطقة دونيتسك الشرقية حيث يتقدّم.
وأعلن حاكم منطقة كورسك عن"وضع طارئ" في المنطقة مساء الأربعاء، في خطوة تتيح للسلطات فرض قيود على الحركة في مسعى للسيطرة على الوضع.
ع.أ.ج/ أ.ح (د ب ا، أ ف ب)