الإمارات: رمضان يجمع أبناء 220 جنسية ومعتنقي ديانات مختلفة
٢٩ مارس ٢٠٢٤مع رفع اذان المغرب، ينطلق دوي مدفع الإفطار في مختلف أنحاء الإمارات، حيث تم نشر مدافع تراثية في مناطق سياحية كبرى، منها برج خليفة ومدينة اكسبو في دبي، وكورنيش البحيرة في الشارقة.
ويجذب المدفع الصغار والكبار، ليشاهدوا لحظة الإطلاق، ثم يجتمعون لتناولوجبات إفطار بصورة جماعية في تقليد رمضاني مميز.
وينقل روبورتاج لوكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) أجواء شهر رمضان في الإكارات حيث تقام العشرات من "موائد الرحمن"، حيث لايخلو مسجد من المساجد الكبرى في كل إمارة من وجود مائدة إفطار إلى جواره، تجمع أعدادا كبيرة من الصائمين وابناء بعض الجنسيات الذين يشاركون المسلمين إفطار رمضان تعزيزا لاجواء التسامح والتعايش بين سكان الإمارات.
ومع تعدد ابناء الجنسيات بالإمارات، تتعدد الوجبات الرمضانية، فترى المطاعم السورية والمصرية والمغربية واللبنانية والأردنية تتنافس فيما بينها لتقديم أطباق رمضان التي تشتهر بها كل دولة، لتتيح للصائمين
الإفطار والسحور بوجبات متنوعة، وتستمتع بأطباق حلويات من الخليج إلى المحيط.
ويحرص الإماراتيون على تقديم الأطباق الشعبية على مائدة الإفطار يوميا، خصوصا المجبوس والثريد والبرياني واللقيمات، إضافة إلى الهريس الذي يعد الطبق المفضل على مائدة الإفطار بالإمارات.
وفي كل رمضان، تنظم حكومة دبي افطارا جماعيا يجمع قادة الأديان والطوائف المذاهب المقيمة في الإمارة على مائدة واحدة، بمشاركة أعضاء الهيئات الدبلوماسية والقنصلية في الإمارة وكبار الشخصيات والأعيان والمسؤولين
بالدولة.
ويهدف هذا الإفطار إلى نشر قيم الألفة والمحبة، وتعزيز وبث روح التعايش السلمي والتلاحم وتقريب وجهات النظر بين الجاليات، وتقبل الآخر بجميع معتقداته من دون تمييز أو عنصرية، وفق وصف المنظمين.
المجالس الرمضانية
وفي المساجد، يصطف السوداني بجلبابه الأبيض، إلى جانب المصري بالجلباب الصعيدي، والهندي بملابسه الوطنية، لأداء صلاة التراويح، بينما تجتمع نساء بالعباءات السورية والأردنية والمغربية في حلقات سمر أسرية بالحدائق العامة.
وتعد "المجالس الرمضانية" من التقاليد الإماراتية الأصيلة، حيث تستضيف الشخصيات العامة جموع الإماراتيين وغيرهم من أبناء الجنسيات المقيمة في الإمارات، في صالونات المنازل لمناقشة قضايا اجتماعية وحياتية تهم سكان الدولة، ويتحدث في تلك المجالس علماء وخبراء وباحثون ويناقشون موضوعات اجتماعية واقتصادية وعلمية.
وتشهد الإمارات خلال شهر رمضان المبارك، مسابقات كبرى لحفظة القرآن الكريم، تجذب مئات المتنافسين من الإمارات وخارجها، ويتابعها الآلاف من المسلمين حول العالم، عبر القنوات الفضائية الإماراتية ومنصات التواصل الاجتماعي.
ويقول الإماراتي أحمد الكعبي: تعد ليالي رمضان فرصة كبيرة للقاء ابناء العائلة الواحدة، حيث يجتمعون على موائد الافطار وعقب صلاة التراويح في منزل الجد في جلسات رمضانية تجمع الكبار والصغار.
ويضيف لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا): تستقبل الدولة في شهر رمضان مجموعة من العلماء ورجال الدين الإسلامي من مختلف الدول العربية الذين يقدمون محاضرات في المساجد والمؤسسات المجتمعية، ويثرون أيام رمضان بتثقيف جمهور الصائمين حول الأمور الفقهية، ومناقشة موضوعات إيمانية وفكرية متعددة.
ويقول فريد علي، وهو مصري مقيم بدبي، إن شهر رمضان يجمع محبي ممارسة الرياضة في دورات رياضية متميزة، ومنها بطولة (ناس) بدبي التي تتيح للأفراد المشاركة والتنافس في العديد من الألعاب وتستضيف نجوم الرياضة في مختلف الرياضات.
أما السورية فدوى سالم فتشير إلى أن شهر رمضان يشهد العديد من عروض التسوق والخصومات في المراكز التجارية الكبرى بالإمارات، لذا تقبل كثير من الأسر على التسوق في ليالي رمضان وشراء احتياجاتهم من الملابس والمأكولات، مستفيدين من التخفيضات الواسعة.
م.س/ح.ز (د ب أ)