الأمم المتحدة: غرق مركب قبالة المياه التونسية فاجعة العام
٥ يونيو ٢٠١٨أعلنت السلطات التونسية الثلاثاء (الخامس من حزيران/يونيو 2018) ارتفاع عدد ضحايا غرق مركب يقل مهاجرين إلى 55 شخصا قبالة سواحل صفاقس. وقالت وزارة الداخلية في بيان "أسفرت عمليات البحث عن انتشال سبع جُثث (إضافية) وبذلك يُصبح عدد الجثث التي تمّ انتشالها 55". وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى العثور على 52 جثة.
وفي وقت سابق، أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خليفة الشيباني لفرانس برس أنه "تم التعرف على هوية 36 تونسيا من بين الجثث و12 أجنبيا، وجاري التعرف على هوية الجثث الأربع الأخرى".
وأنقذ خفر السواحل ليل الأحد/الاثنين 68 شخصا بينهم 60 تونسيا، وخمسة من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وشخصان من المغرب وليبي إثر غرق مركب المهاجرين الذين كانوا يحاولون عبور المتوسط الى أوروبا قبالة محافظة صفاقس بجنوب شرق البلاد.
من جانبها وصفت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة الحادث بأكبر فاجعة الذي تم تسجيله هذا العام وفق المتحدث باسم منظمة الهجرة فلافيو دي جياكومو. وقال المتحدث الدولي إنه "الحادث الأكبر من حيث عدد الموتى والمفقودين الذي قمنا لحد ألان بتوثيقه في البحر المتوسط هذا العام". وتعتقد المنظمة الدولية أن حوالي 112 شخصا لقوا حتفهم في هذا الحادث، فيما تم انقاذ 68 شخصا مع وجود قرابة 52 شخصا في عداد المفقودين، وفق المتحدث الدولي دي جياكومو. واضاف المسؤول الأممي أنه يعتق أن عدد الأشخاص على متن القارب المنكوب كان بحدود 180 شخصا.
من جانبه، زار رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد اليوم الثلاثاء جزيرة قرقنة وفق مراسلة فرانس برس في المكان. وقال الشاهد "هناك دواع اجتماعية دفعت بهذا الشباب للمغامرة إضافة إلى حالة الإحباط واليأس"، مضيفا "هناك (...) قلة ردع ضد تجار الموت".
ودعا الشاهد إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أمنية وأوضح "يجب على الحكومة اتخاذ قرارات في اتجاه تعزيز وتأمين الجزيرة بطريقة جيدة حتى لا تحصل هذه الفواجع"، مؤكدا أن "عدد المهاجرين في ارتفاع منذ شهر (كانون الثاني) يناير". ولفت إلى أن من بين الإجراءات التي تم اتخاذها لمكافحة الهجرة غير الشرعية "تركيز مجمع أمني بجزيرة قرقنة لمقاومة هذه الظاهرة التي تفشت للأسف في السنوات الفائتة"، داعيا إلى "مراجعة المنظومة الأمنية".
وفي 2016 اندلعت احتجاجات في الجزيرة مطالبة بفرص عمل في الشركة النفطية البريطانية "بتروفاك"البريطانية وسجلت مواجهات مع قوات الأمن. وفي 8 تشرين الأول/أكتوبر، قتل 46 شخصا في اصطدام سفينة لخفر السواحل بقارب يقل مهاجرين قبالة سواحل مدينة صفاقس. ووصف الشاهد آنذاك ما حصل بانه "كارثة وطنية".
وكان الشاهد شدّد خلال جلسة وزارية الأثنين على "ضرورة التفعيل السريع لقرارات المجالس الوزارية السابقة في ما يتعلق بتتبع الشبكات الإجرامية المختصة في استغلال الشباب الراغب في الهجرة، والمتاجرة بهم والمخاطرة بحياتهم، وتفكيك هذه الشبكات في أسرع وقت، ومعالجة كل أوجه القصور التي أدت إلى مثل هذه الفاجعة".
يشار إلى أن مهربي البشر يعتمدون على تونس بشكل متزايد كنقطة انطلاق للمهاجرين غير الشرعيين المتجهين إلى أوروبا بعد تشديد الحراسة على السواحل الليبية من جانب خفر السواحل وبدعم مجموعات ليبية مسلحة. وكثيرا ما يحاول عاطلون في تونس وغيرها من دول أفريقيا الإبحار في قوارب متهالكة من تونس إلى صقلية في جنوب إيطاليا. وتعاني تونس من أزمة اقتصادية حادة منذ الإطاحة بزين العابدين بن على في 2011 الأمر الذي تسبب في اضطرابات جراء البطالة والتضخم الآخذ في التزايد.
ح.ع.ح/ه.د(أ.ف.ب/د.ب.أ)