الأمم المتحدة تشكل لجنة مستقلة للتحقيق في عمل الأونروا
٥ فبراير ٢٠٢٤أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين (5 فبراير/ شباط 2024)، إنشاء لجنة مستقلة مكلفة بتقييم "حيادية" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والرد على الاتهامات التي استهدفت عددا من موظفيها. وأوضح بيان أن مجموعة التقييم هذه ستكون برئاسة وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا، بالتعاون مع ثلاثة مراكز أبحاث هي معهد راوول والنبرغ في السويد ومعهد ميكلسن في النرويج والمعهد الدنماركي لحقوق الإنسان.
وتتهم إسرائيل الأونروا بأنها "مخترقة بالكامل من قبل حماس"، وبأن 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفا في غزة ضالعون في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين (5 فبراير/شباط 2024)، إن حكومته تمتلك
أدلّة على ارتباط وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بـ"الإرهاب" وإنها ستقدّمها للجنة الجديدة التي شكّلها الأمين العام للأمم المتحدة لتقييم عمل الوكالة. وكتب كاتس على منصة "إكس"، "سنقدّم كل الأدلّة التي تُظهر صلات الأونروا بالإرهاب، وآثارها الضارة على الاستقرار الإقليمي. من الضروري أن تكشف هذه اللجنة الحقيقة".
يشار إلى أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أكد أن الأونروا تظل "العمود الفقري للاستجابة الإنسانية" في غزة. وعقب الاتهامات الإسرائيلية أعلنت حوالى 12 دولة، بينها جهات مانحة رئيسية مثل الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة والسويد تعليق تمويلها للوكالة التي قالت إن أنشطتها مهددة نتيجة ذلك بالتوقف "بحلول نهاية شباط/فبراير". فيما أعلنت إسبانيا الاثنين الإفراج عن مساعدات طارئة بقيمة 3,5 مليون يورو للأونروا.
وسيكون الهدف من لجنة التقييم التي أنشأها غوتيريش الاثنين "تحديد ما إذا كانت الوكالة تقوم بكل ما في وسعها لضمان حيادها والردّ على الاتهامات بارتكاب انتهاكات خطرة حيثما كان ذلك مناسبًا". ومن المقرر أن ترفع اللجنة إلى غوتيريش بحلول نهاية آذار/مارس تقريرًا أوليًا، ثم تقريرًا نهائيًا بحلول نهاية نيسان/أبريل، يتوقع ان يقدم إذا لزم الأمر، توصيات "لتحسين وتعزيز" الآليات القائمة.
وأشار غوتيريش إلى أن الاتهامات الإسرائيلية للأونروا "تأتي في وقت تعمل الأونروا وهي أهم منظمة للأمم المتحدة في المنطقة، في ظروف صعبة جدًا لمساعدة سكان قطاع غزة وعددهم مليونان والذين يعتمدون عليها للاستمرار في ظلّ واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وأكثرها تعقيدًا". وقالت وكالة الأونروا عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس إن "هناك محدودية شديدة في الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي وسط القصف المستمر".
وسيجري التقييم المستقل بموازاة تحقيق داخلي بدأته الأمم المتحدة في كانون الثاني/يناير عقب الاتهامات الإسرائيلية للأونروا.
ف.ي/ص.ش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)