الألمانية رولا الحلبي .. من المقعد المتحرك إلى حلبة الملاكمة
٢٧ ديسمبر ٢٠١٢تقاتل الملاكمة الألمانية رولا الحلبي، اللبنانية الأصل، من أجل تحقيق ما هو أكثر من لقب عالمي. وأوضحت الملاكمة (27 عاما) قبل عودتها المنتظرة إلى الحلبة في 12 كانون الثاني/ يناير المقبل بمدينة أولم الألمانية "لم أجد الاعتزال حلا أبدا". وستنافس الحلبي الإيطالية لوتشيا موريلي، وهي من أصل ألماني، على لقب الوزن الخفيف.
ومع جرس الجولة الأولى، ستطوي الحلبي الصفحة الأكثر مأساوية في حياتها، والتي بدأت في الأول من نيسان/ أبريل عام 2011. حيث كانت الحلبي في غرفتها قبل وقت قصير من بدء مباراتها على لقب بطولة العالم في برلين، عندما تناهى إلى سمعها صوت طلقات نار. واقتحم زوج والدتها الغرفة وطرد منها مدربيها. ولم تشفع عنده توسلاتها: فأطلق الرجل البالغ من العمر 45 عاما النار على رولا الحلبي متعمدا على اليدين والقدمين والركبتين.
وأوضح القاضي "كان يريد إصابتها بعاهة"، وذلك قبل أن يدينه في تشرين الثاني/ نوفمبر ويصدر حكما عليه بالسجن ستة أعوام. ولم يتحمل والد زوجها، ومدير أعمالها السابق، على ما يبدو أن تبدأ مشوار الملاكمة بعيدا عنه. أمضت الحلبي شهرين على مقعد متحرك وكان عليها الخضوع لتسع عمليات جراحية. وشكك الأطباء مبدئيا في قدرتها على العودة إلى المشي بصورة طبيعية. واقتصر التأثير البدني على 12 ندبة في أنحاء متفرقة من جسمها، لكن الأثر النفسي امتد لما هو أبعد بكثير. وتروي الحلبي بعد شفائها القصة قائلة: "من ناحية، جعلني زوج والدتي أقوى. لقد تربيت على ألا ينتزع مني أحدهم شيئا أبدا.. من ناحية أخرى، كان هو بالتحديد من حاول انتزاع كل شيء مني".
ولذلك تشعر بطلة العالم مرتين من قبل في وزن الخفيف أن المباراة المرتقبة بالاتحاد العالمي للملاكمة النسائية لا تمثل فقط عودة لها إلى الرياضة وإنما كذلك نوعا من العلاج.
ف.ي/ م.س (د ب ا)