الأردن: تكررالإضرابات في مخيم "الزعتري" للاجئين السوريين
١١ أكتوبر ٢٠١٢يعزو لاجئون وناشطون سوريون في الأردن سبب تكرار الاضطرابات في مخيم الزعتري لسوء الخدمات المقدمة للاجئين غير مستبعدين وجود "مدسوسين من النظام السوري لإثارتها" ، فيما تؤكد الحكومة الأردنية عدم وجود منظار سياسي للتعامل مع اللاجئين وتصنيفهم بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري.
ويقول اللاجئ أحمد الخالدي في حوار خاص مع DW إنه خرج هو وعائلته قبل حوالي شهر ونصف من سجن كبير (في إشارة إلى سوريا) ودخل إلى سجن صغير هو مخيم الزعتري الذي وصفه بأنه "منفي في البادية الأردنية" مليء بالرمال الناعمة التي تلوث جسم وثياب وشعر كل من يمشي داخل المخيم و"تشارك اللاجئين في كل شيء حتى في وجبات طعامهم".
"اللاجئون يتظاهرون للمطالبة بتحسين الخدمات وتأمين العمل"
ويضيف الخالدي لـ DW أنه يشعر أحياناً بأن وجود هذا المخيم في هذه المنطقة الصحراوية وكأنه "عقوبة للاجئين" ويؤكد أن هناك سوء إدارة داخل المخيم" فيما يتعلق بتوزيع مستلزمات اللاجئين، فعلى سبيل المثال يتم توزيع المياه للاجئين الذين تجاوز عددهم ال 35 ألفا عن طريق براد تلتف حوله حشود ضخمة جداً بينهم أطفال ونساء ، ويؤكد أن بعض اللاجئين "يخجلون" أحيانا من الوقوف بين هذه الحشود للحصول على الطعام".
ويشكو الخالدي من انقطاع المياه أحيانا عن المخيم ومن قلة الكهرباء "حتى أن بعض اللاجئين "يترجون" الموظفين في المخيم لشحن بطارية جهازهم الخلوي ويضيف أنه أصبح هناك مشاكل داخل المخيم ؛ بسبب وجود الشباب "العزاب" والعوائل في المكان ذاته.
ويوضح أنه وبعد كل هذا بدأ اللاجئون يتظاهرون داخل المخيم للمطالبة بتحسين الخدمات وتأمين عمل لهم "فكثير منهم يعيل عوائل داخل سوريا منكوبة أكثر من التي خرجت ، وتتنقل من مكان إلى مكان داخل سوريا للحفاظ على حياتها هرباً من نظام لا يرحم"، ويضيف أن التظاهرات تكررت و"الأمن الأردني لم يستوعب غضب اللاجئين واشتبكوا معهم لإنهاء أعمال الشغب التي لم يستبعد الخالدي وجود "مدسوسين من النظام السوري لإثارتها".
"اللاجئون قدموا إلى الأردن وهم في أزمة نفسية"
من جانبه يقول الناشط السوري في مجال حقوق الإنسان المحامي أحمد سعيد الطالب لـ DW إن الأوضاع سيئة داخل مخيم الزعتري الذي أقيم في منطقة "غير صالحة" لإقامة مخيم من الناحية الإنسانية فهي "صحراوية مليئة بالغبار وتسببت في أمراض صدرية لعدد كبير من اللاجئين". ويضيف أن كثيرين تحدثوا عن أن "أزلام النظام السوري" جاءت لإثارة البلبلة بين الأمن الأردني واللاجئين السوريين لكنه يعتقد غير ذلك ، ويؤكد أن اللاجئين السوريين قدموا إلى الأردن وهم في أزمة نفسية جراء ما شاهدوه من القتل والخراب والدمار في سوريا ، وهم بحاجة إلى من يضمد لهم جراحهم لكنهم فوجئوا بهذا المخيم الذي أثار غضب اللاجئين .
وحول الاضطرابات التي يشهدها المخيم بين الفترة والأخرى يقول سميح المعايطة وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة في تصريح لـ DW إن مجموعات موجودة في المخيم وغالبيتهم من "العزاب" عبرت عن احتجاجها على الخدمات في المخيم ورافق ذلك نوعاً من الاعتداء على رجال الأمن وأحيانا على موظفي الإغاثة الموجودين داخل المخيم.
"لا يوجد منظار سياسي لتصنيف اللاجئين"
ورداً على سؤال حول وجود مدسوسين من النظام السوري داخل المخيم يقول المعايطة "لا نريد أن نفترض وجود أيادي خفية أو غير خفية نحن نتعامل كحادث بوقته وأي شخص يثبت أنه متسبب بهذه الأفعال يتم التعامل معه وفق القانون، فالقانون كما يطبق على الأردنيين يطبق على غير الأردنيين".
ويقول إنه عندما يتم استقبال اللاجئ لا يطلب منه "تبيان إذا ما كان من المعارضين للنظام السوري أو المؤيدين" له بل يتم التعامل معه كمواطن سوري "هارب من بلده ويبحث الأمان ومستوى أفضل للحياة" ولكن إذا خالف القانون يتم التعامل معه وفق أحكام القانون ولكن لا يوجد منظار سياسي للتعامل والنصنيف.
ويؤكد المعايطة أن أي شخص بغض النظر عن موقفه السياسي ويتعامل وفق القانون ويحترم تعليمات المخيم ويحترم حقوق الأخرين "نحن غير معنيين بموقفه السياسي إلا إذا ترتب عليه مخالفة للقانون أو إساءة للأخرين الموجودين داخل حدود المخيم.
"أزمة إنسانية خطيرة قد تصيب اللاجئين مع حلول الشتاء"
من جهته يطالب الناشط السوري محمد سياد في حوار مع DW بنقل مخيم الزعتري قبل حلول فصل الشتاء إلى مكان آخر تتوفر فيه "كرافانات" لتجنب "أزمة إنسانية خطيرة جداً" قد تصيب اللاجئين السوريين ويؤكد أن برودة الجو بدأت فعلا في هذه الأيام ويشعر بها حالياً من يقيم في المنازل فكيف من يوجد في الخيام؟ وبخاصة أن منطقة المفرق شمال شرق الأردن معروفة ببرودتها الشديدة ، ويؤكد أنه لم ير حتى الآن وجود أية آلية للعمل على استقبال فصل الشتاء.
إلى ذلك يقول علي شديفات رئيس جمعية الهلال الأحمر الأردني في محافظة المفرق في حوار معDW إن هناك مشكلة في تأمين احتياجات اللاجئين الموجودين ضمن مدينة المفرق وباقي التجمعات السكانية التي تتمثل بتأمين الأغطية ووسائل التدفئة وأدوات الطهي والمواد التموينية ويقول "للأسف هناك شح كبير في المساعدات وتتركز في المخيم ، أما من هم خارج المخيم فليس لدى الجمعيات ما تقدمه لهم منذ بناء المخيم".